لم يتأمل احدا من العراقيين خيرا عند تاسيس المجلس الاعلى للفساد لان هناك هيئة مستقلة للنزاهة مقرها بغداد ولديها فروع في المحافظات وايضا توجد لجنة نزاهة في مجلس النواب فما الداعي لتأسيس هذا المجلس ؟
ولكن بإصدار قرار له قبل يومين بمحاسبة من يُتهم فاسدا عبر اية وسيلة اعلامية وبضمنها وسائل التواصل الاجتماعي ،يكون قد كشف عن السبب والغاية من تشكيله وهو ان يكون اعلى من هيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية لسحب البساط من تحت أرجلهما .
فماذا يهم المجلس الاعلى للفساد في ان يُتهم فاسد وان يحقق معه واذا ما تبينت براءته لا يحاسب ويتخلى سبيله ؟
انه لا يقوم الا بدور حماية الفاسدين وخاصة في المواقع العليا في الدولة وإلا لو ان هذا المجلس كان صادقا في أهدافه وغاياته لأحال وأوقف الفاسدين الكبار وهو لديه الصلاحية الكاملة في ذلك لأن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة هو من يرأسه . ولكن لو رجعت الى التهم الموجهة لهذا الاخير شخصيا وأهمها سرقة مصرف الزوية الشهيرة لتيقنت لماذا لا يقبل بتوجيه اي اتهام ولو عبر وسائل التأصل للفاسدين لانها ستشمله ومعيته وحاشيته.