22 نوفمبر، 2024 10:40 م
Search
Close this search box.

هل اصبح التغيير وسيلة لتخدير الشعب؟

هل اصبح التغيير وسيلة لتخدير الشعب؟

في ظل استمرار العد التنازلي لبدأ العملية الانتخابية التي ربما ستكون سبباً في التغيير الذي يتمناه الشعب بعد طول انتظار و ترقب و بعد فشل و فساد مستمر و احزاباً لم تحقق له شئ مما كان يتمناه بعد اعتقاده انها ستعوضه عن ما حرم منه ابان النظام السابق و التي ربما تكون سبباً من اسباب قبوله (الشعب) في احتلال العراق من قبل القوات الامريكيه في عام 2003 الذي تمر ذكراه الحادية عشر بلا صدى او تأثير من قبل الشعب العراقي و كأنه يقول ضمنياً لا فرق بين النظامين سوى تغيير بسيط في الشخصيات و ازيائهم و استخدامهم لبعض المصطلحات الفارغة من مضمونها الحقيقي كالحرية و الديمقراطية و ان جوهر النظام السابق لا يزال قائماً من خلال الممارسات التي نراها يومياً و غياب القانون اساس المجتمعات الحديثة.

ان التغيير الذي غلف عملية الاحتلال الامريكي كانت سبباً في اخماد صوت العراقيين لاكثر من عشرة اعوام عبر العديد من الوسائل و الطرق التي تجعل الشعب العراقي مخدراً بعيداً كل البعد عن الواقع تحت حجة الخلاص من نظام البعث الذي حكم العراق لاكثر من ثلاثون عاماً و ان عملية التحول الديمقراطي تستغرق وقتاً من اجل ارسائها في المجتمع العراقي الذي يعاني اصلاً من الجهل و غياب الثقافة السياسية الامر الذي جعل العراق يخسر مئات الارواح و مليارات الدولارات من المال العام في انتظار التحول الديمقراطي الذي يؤسس بدوره الدولة التي تلبي مطالبه و ما يطمح اليه من حياة كريمة كغيره من شعوب المنطقة.

و لذلك نجد ان ما يجري اليوم لا يختلف عن ما حدث في الامس فجميع الاحزاب تحاول ان تقنع الشعب انها ستغير الحكومه على الرغم من ان هذا الامر لن يحقق ما يريده الشعب اذا كان التغيير الذي تسوق له هذه الاحزاب هو تغيير الحزب الحاكم او تغيير رئيس الجمهورية او رئيس الحكومه او البرلمان فقط و السبب واضح فالتغيير الحقيقي الذي يريده الشعب هو تغيير سياسة الحكومة فما الذي سيجنيه المواطن اذا تغيير شخص الحاكم و بقيت السياسه ذاتها التي اتبعها اثناء حكمه ؟ كما حدث بعد العام 2003 حيث انتهى حكم حزب البعث و قياداته و لكن استمر العمل في الممارسات ذاتها التي استخدمها طيلة الثلاثون عاماً فترة حكمه للعراق سواء كانت سياسية او حتى الممارسات الشخصية و عمليات التملق من شخص الحاكم و محاولات التقرب منه و للاسف اصبحت عملية التغيير وسيلة لتخدير شعباً يبحث في كل اتجاه عن من يثق بهم ليحققوا له التغيير المنشود ,التغيير الحقيقي الذي يريده .

أحدث المقالات