18 ديسمبر، 2024 10:11 م

هل استشعروا فاقدي الاحساس والضمير والشرف بحكمة الحمار

هل استشعروا فاقدي الاحساس والضمير والشرف بحكمة الحمار

حين يصبح الحمار زعيماً تختل المقاييس، وتنقلب الموازين، فيصبح الجميل قبيحاً، والجيد رديئاً، ويصاب الناس بانحطاط في أذواقهم وعاداتهم,حين يصبح الحمار زعيماً، سترى النهيق وقد أصبح غناء جميلاً، وترى زقزقة العصافير هي أنكر الأصوات، وستجد البلابل تخفض صوتها بالتغريد خشية أن يقبض عليها جنود الحمار بتهمة تكدير السلم العام.حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد سلالات الخيل العربية الأصيلة تُعَيَّرُ بأصلها، وتجد السيسي يتطاول على المهر العربي الأصيل، وتجد البغل العقيم يطمح للزواج من الفرسة الصقلاوية صاحبة النسب، ولكن يظل الحصان العربي في عليائه، ويظل الحمار حماراً!

حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد من مصلحة الحمار أن ينتشر الغباء، وأن يختفي الأذكياء من الوجود، لذلك ستجد هجرة العقول والشرفاء في ذروتها، وستجد غالبية المسؤولين وأصحاب الحظوة من فصيلة الحمار لا غير حين يصبح الحمار زعيماً، سترى بعينيك كيف يتحول القبح المركب إلى مقياس للجمال، وكيف يتبارى الناس في إظهار حموريتهم لينالوا رضا الزعيم الحمار سترى “الحمورية” منهجاً فلسفياً يدرس في أعرق الجامعات بجوار منهج الشك لديكارت، سيدرسه الطلاب على أنه الطريقة المثلى للتفكير، وسترى الأذكياء النابهين يحاولون إظهار أكبر قدر ممكن من الحماقة والغباء لكي لا توجه لهم تهمة الإساءة للذات الحمارية، أو محاولة تغيير العقيدة الحمارية للأمة، أو إنكار معلوم من الحمورية بالضرورةحين يصبح الحمار زعيماً، تصبح حيازة العقل جنحة، واستخدامه جناية، وتعظيمه خيانة عظمى عقوبتها الإعدام.
وكل من يحاول أن يستخدم عقله لا بد أن يتخفى عن أعين الناس، لأن كثيراً منهم تحولوا إلى حمير، سيبلغون عنه جنود الحمار، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ويظنون أنهم يحمون الدولة الحمارية، ويصونون الدستور، ويدافعون عن أسمى المعاني الوطنية سيقولون لهؤلاء الذين يستخدمون عقولهم “حرام عليكم … دمرتم بلدنا الجميل … بلد الحمير”، أو يقولون لهم “اتقوا الله في زعيمنا … أنتم جزء من مؤامرة تقودها الخيل والليل والبيداء”، ستجدهم يرددون كلاماً لا يفهمون معناه، ولا يدركون مغزاه، فهم يا للأسف مجرد أتباع حمار.
حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد عروض رفسة الحمار بديلاً عن فن الباليه، وتجد المرء يُمدح لطول أذنيه، وقبح أسنانه، وبلادة نفسه.
حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد العنيد البليد ممدوحاً، وستجد كليات النفوذ مخصصة لهم ولأبنائهم، حتى يحتكر الحمير الثروة والنفوذ والسلطة … وتوكيلات البرسيم حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد حماراً في هيئة مذيع، وحماراً في هيئة مدرس، وحماراً في هيئة أستاذ جامعي,سترى الحمار يطل عليك في الأمسيات الثقافية في هيئة شاعر، ويتعالم عليك في المكتبات في هيئة روائي ورئيس قسم المخطوطات، وينهق في برامج المساء والسهرة لأنه مطرب شباب الحمير ستجد الحمار يعالجك في المستشفى من أعراض عقلك، وستجده يخطب الجمعة في مسجد الطريقة الحمارية ليعلمك دينك، وستجده يدربك على ألعاب عقلية تميت خلايا عقلك في مقررات تنمية حمارية حين يصبح الحمار زعيماً، سيقبل الناس بالشيء وعكسه في الوقت نفسه، فتراهم يقتلون شخصاً لجريمة، ثم يمجدون شخصاً آخر لارتكابه الجريمة نفسها، وتراهم يصدقون الأمر ونقيضه، ويتذمرون على الشيء ثم يخضعون لما هو أسوأ منه، لأنهم قبلوا أن يستحمرهم الحمار ستجد الناس يبلعون أي ذل مع الفول الحصاوي، ويقبلون ضرب الكرباج إذا ضمنوا حزمة برسيم آخر الليل، بل إنهم مع الوقت سيقبلون كل الإهانات حتى لو حرموا الزاد، وحتى لو أماتهم الحمار جوعاً، فهم فداء للحمورية الوطنية.حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد الشعب الواحد قد أصبح شعبين، ستجد قلة قبلت أن تسلم عقلها للحمار وجنوده وإعلامه وفنانيه وعلماء دينه ونجوم رياضته وستجد فئة أخرى تمردت، ولم تقبل أن تكون تابعة لحمار، وهؤلاء في النهاية ينتصرون، لأن الحمار مهما ارتقى سيظل حماراً، حتى لو تباهى ببدلته وكتبه، حتى إذا افتتح معرض الكتاب كل عام، سيظل حماراً (يحمل أسفاراً).
حين يصبح الحمار زعيماً، سيخرج من بين الفئة التي رفضت الاستحمار أناس همتهم همة الحصان العربي الأصيل، يقاومون الحمار بأن يقولوا له في وجهه علناً “ما أنت إلا حمار .. تخرجت من مدرسة الحمير .. وبمجموع الحمير .. وتاريخك في الزعامة لا يدل إلى على أنك ومن سبقك من فصيلتك مجرد حمير حينها.. سيرى كثير من الناس كيف أنه يقف أمامهم ينهق، وأن وجهه وتصرفاته ليست إلا بلادة حمار، وحينها سيأخذ منهم (كرباج ورا)، ثم يؤخذ إلى مصيره وموقعه الطبيعي إذا عشت حيث الحمار زعيم إياك أن تقبل بتغيير طبيعتك من إنسان إلى حمار، بل قاوم محاولات استحمارك، ولا تصدق حميراً يعملون عند حمار، وانضم إلى الفئة الناجية التي ذكرت حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد أي كاتب مسكين يتجرأ ويعلن رأيه في هذا الكائن البليد.. ستراه عرضة للبلاغات، والانتقام، والسجن.. بل قد تراه مقتولاً شهيداً في سبيل فكرة عظيمة، خلاصة هذه الفكرة أن الله قد كرم الإنسان، وأن الإنسان قد يَتَسَفَّلُ حتى يصير حماراً، ولا ينبغي أن يقبل المثقف أن يرى حماراً في سدة الحكم دون أن يقول للناس الحقيقة، ودون أن ينصحهم بما ينبغي عليهم أن يفعلوه “اعزلوا هذا الحمار فوراً وقبل فوات الأوان، فوالله إن البلد على وشك أن تحترق .اللهم إنك قد قدرت لي أن تلدني أمي إنساناً، وأن أعيش في هذه الحياة الدنيا إنساناً، فاقبضني إليك إنساناً، واحشرني إليك إنساناً، عزيزاً، مكرماً، مفضلاً على سائر الخلق بالعقل الذي وهبتنيه، ولا تجعلني في زمرة الحمير يا رب العاملين.
يقال أن اسداً وثعلباً وحماراً خرجوا للصيد (لا ندري لماذا يشارك الحمار في الصيد، ربما لأنه حمار؟) فاصطادوا غزالاً وأرنباً وحمامة، فطلب الأسد من الحمار أن يقول رأيه في توزيع الصيد فقال: الغزالة لمولانا الأسد والأرنب للثعلب ولي الحمامة، جزاء حملي الصيد. وما أن انتهى الحمار حتى فاجأه الأسد بضربة أردته قتيلاً على الفور، والتفت الأسد الغاضب إلى الثعلب وقال: وأنت ما تقول؟ قال الثعلب المرعوب: الحمامة لفطور مولانا والأرنب للغداء والغزالة لعشائه! انفرجت أسارير الأسد وسأل الثعلب: “أحسنت! من اين تعلمت هذا الأدب العظيم”؟ فأجابه الثعلب: “من الحمار يا سيدي”! الثعلب لم يخبرنا كل ما تعلمه من تجربته بالضبط، لكنه، إن كان ذكياً حقاً كما نعرفه، فيمكننا أن نستنتج أنه ربما تعلم أيضاً أن لا يطمح بشيء من مشاركة الأسد وأن يتجنب دعواته للصيد مستقبلاً. فلا شك أنه استنتج أن الأسد لم يكن يبحث عن “شركاء” للصيد، بل خدم تحمل له الصيد وهراوات يضرب بها وتتلقى الضربات عنه. هراوات رخيصة ومستعدة لتضحي بمصالحها ونفسها ومستقبلها له متى ما أراد. ولاشك ايضاً أن الأسد وجد بعد ذلك اليوم بعض الصعوبة في إيجاد ثعالب تشاركه الصيد، لكنه لن يجد على الأغلب صعوبة في أن يقنع المزيد من الحمير في كل مرة بالمشاركة، للطبيعة المختلفة بين الثعالب والحمير. فهؤلاء مهما مر بهم من أهوال، تبقى كلمة وعد من الأسد، مصحوبة بزأرة تهديد خفيفة وربما نظرة توبيخ، كافية ليدخل الحمار راضياً أو مرتعداً، في مشاريع تنتهي بخروجه بلا حمص إن حالفه الحظ، و ببركة من الدماء إن لم يفعل.
أبو صابر يحب الأرض بما هي أرض أباء وأجداد وكرامة وناس كرموها بما عاشوا عليها بمنجزاتٍ ومفاخر ، ولا يأبه بالبقع والأشكال الهندسية التي وزعها المستر سايكس وزير الخارجية البريطاني والمسيو بيكو وزير الخارجية الفرنسي في بدايات القرن الماضي بأتفاقية سايكس-بيكو والتي جعلتنا نتصارع ونكره بعضنا بعضاً بعدما خلقنا الله أحراراً وبلا حدود
وأبو صابر لا يفهم معنى الحدود …
أبو صابر حيوان أليف ، ولا يهاجم أحداً أو يؤذيه ويؤلمه ، فهو ليس متوحش وقاسي القلب مثل بعض الناس …
أبو صابر صاحب نهج يمشي عليه ويفهم الأيعازات والرموز ، ويتحمل لنيل لقمة عيش شريفة ، فهو مستقيم بحياته لا مثل بعض العوجان من بني الأنسان الذين يأبوا أن يستقيموا …
أبو صابر علمته الحياة الصبر لنيل الظفر ، والصبر مفتاح الفرج … ولا يؤذي جاره ، ولا يخون صاحبه ، ولا يعمل شيء هو ليس من إختصاصه ,من الواضح تماماً الآن أن الأنظمة الحاكمة في مصر وسوريا والعراق مثلاً تريد أن تطبق التجربتين الجزائرية والسورية في عهد حافظ الأسد، ظناً منها أن التجربتين كانتا ناجحتين، ويمكن أن يعاد استنساخهما. وإذا كانت تلك الأنظمة تعتقد فعلاً أن التاريخ يعيد نفسه، فهي غاية في الغباء. فالتاريخ لا يعيد نفسه أبداً كما قال كارل ماركس، وإن أعاد، فإنه يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة. ليت من يحاولون أن يعبّدوا طريقهم إلى السلطة في مصر وسوريا والعراق بالدمار والدماء أن ينظروا إلى مقولة ماركس جيداً، ليروا أنهم دخلوا فعلاً في مهزلة حقيقية لا تخطئها عين. ولا بد لهم أن يعلموا أن التجربتين الجزائرية والسورية كانتا فاشلتين بامتياز، ومهدتا لما نراه الآن في سوريا من كارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، ولا حتى القديم. فجماعة الإخوان المسلمين التي حاربها حافظ الأسد في مدينة حماة تبدو الآن حملاً وديعاً بالمقارنة مع الجماعات الجديدة التي تواجه بشار الأسد، ونوري المالكي، وربما السيسي لاحقاً في مصر. أما الجزائر التي تبدو الآن هادئة، فليس هدوؤها مضموناً لوقت طويل، خاصة أن كل ما أدى إلى اندلاع الثورات في بلاد الربيع العربي متوفر بقوة في الجزائر، وربما بطريقة أكثر خطورة وتشظياً. وبالتالي، فلا يجب أن يعتد أحد بنجاح التجربة الجزائرية في القضاء على الخصوم بالوحشية الفاشية العربية المعهودة.
ربما يعتقد النظام المصري أن بإمكانه أن يعيد سيناريوهات القرن الماضي، حيث نجح بالقبضة الحديدية في القضاء على الجماعات التي كان يتهمها بالإرهاب. لكن الوضع الآن مختلف تماماً، ناهيك عن أن من يواجههم الآن ليسوا كحركات “التكفير والهجرة” أو “الناجون من النار” أو “الجماعة الإسلامية” أو “الجهاد”. إنها، اتفقت معها أو اختلفت، حركة شعبية ذات جذور عميقة جداً لم تنجح الأنظمة المتعاقبة في اجتثاثها منذ عهد عبد الناصر، وهي ليست كالحركات المذكورة، غريبة وشاذة عن المجتمع المصري، ناهيك عن أنها فازت لأول مرة في تاريخ مصر بانتخابات ديمقراطية، وبالتالي فإن التعامل معها كما تم التعامل مع الحركات الإرهابية القديمة مستحيل، ولا يمكن تبريره، ولا يكفي افتعال تفجير هنا وأزمة هناك لتجريمها وشيطنتها وإيجاد المبررات للقضاء عليها. إن اجتثاث الخصوم بدل استيعابهم يمكن أن يكون فتيلاً لمحرقة تأتي على الأخضر واليابس في بلاد بأمس الحاجة للوئام الاجتماعي والتوافق والمصالحة بعدما وصلت حالة الاستقطاب فيها إلى مستويات خطيرة غير مسبوقة.
وأبو صابر يعلم أبناءه السبيل الأمثل للعيش ، لا الطيش ، فهل رأيتم مطياً منحرفاً ومستهتراً ويزاكط من دون داعي ؟!!
أبو صابر يقضي يومه صابراً من بطش بني الأنسان ، ولكن للصبر حدود فعندما يطغى صاحبه فلا يبخل عليه برفسه توقفه عند حده لتجعله يمسك حدوده ، لا مثل البعض الذين يقعون بنفس الخطأ يومياً …
فأبو صابر كما قلت يتعلم من خطأه على عكس بعض إخوانه من بني البشر الذين يكررون الأخطاء والهفوات نفسها ، ولم يتعلموا من الحياة تجنب الخطأ وتعلم عدم تكراره والوقوع بنفس الحفرة يومياً ، مما أضطرهم لبناء مستشفى قرب الحفرة التي يقعون بها لأسعافهم ، وتمت مباركة المشروع وصرف الميزانية له ، ولم يفكروا يوماً بطمر الحفرة والخلاص منها
كالطود الشامخ ينهق بحب الأرض ، وحب الجت والحشيش الذي أكل يابسه أخضره … يمشي أبو صابر بطريقه مؤدباً لا يعاكس البنات مثل بعض شبابنا ولا يقف بالركن لينتظر نهاية دوام مدرسة البنات ليعاكسهن ، مع ضحكات مغرية من بعضهن من طرفٍ خفي !!يعرف أبو صابر النظام ومتقيد وملتزم بعمله ، ويفهم ما يريد منه استاذه ، لا مثل بعض طلابنا الأعزاء فيتعب على تدريسهم المدرسين وفي الأخر لا يفهم كلمة –طبعاً أحياناً الخطأ في المدرس نفسه- فبال بعض الطلاب مشغول بالبلوتوث ، والمكالمات والرسائل المؤدبة جداً جداً جداً كلش لاأدري لماذا لا تتعلم حكومة مصر من المأساة العراقية التي أدت إلى جعل العراق دولة فاشلة بسبب سياسة الإقصاء وتهميش الشرائح السياسية والوطنية المعارضة. لم يمر على العراق أسبوع منذ عشر سنوات دون تفجيرات وأعمال إرهابية. ومع ذلك، لا يبدو أن الآخرين يريدون أن يتعلموا من تجربة العراق المريرة، ولا يريد النظام العراقي نفسه أن يتعظ مما حصل للبلاد بسبب سياساته الإقصائية والاجتثاثية الخرقاء. فبدل أن يستقطب المالكي الشرائح الأخرى ويدمجها في النظام، راح يحشد لها الدبابات والطائرات ظناً منه أنه يستطيع القضاء عليها وعلى الإرهاب دون أن يدري أن الحل الأمثل لا يكمن في القبضة الأمنية، بل في استيعاب الجميع وإرضائهم. يكفي المالكي أو أي نظام عربي آخر في عصر الثورات أن يكون خمسة بالمائة من الشعب مغبونين كي يحولوا حياة الدولة إلى جحيم لا يطاق. فلم تعد الشعوب ولا الحركات السياسية تقبل بالحلول الأمنية الاستئصالية على الطريقة العراقية أو الجزائرية أو السورية، فهي مستعدة أن ترد الصاع صاعين، وأن تزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة، حتى لو وضعوا كل قادتها في السجون. مغفل من يعتقد أن الزنازين والمعتقلات مازالت هي الحل الأمثل لوأد المعارضات الشعبية.من المؤسف جداً أن ينسق النظام المصري مع النظام السوري، أو أن يسير على خطاه بعد كل ما شاهده من خراب ودمار في سوريا. فلتنظروا فقط كيف بدأت الانتفاضة السورية سلمية وشعبية، وكيف حوّلها بطش النظام وعصاه الفاشية الغليظة إلى كارثة كبرى بكل المقاييس على سوريا شعباً ووطناً. فلماذا لا تتعلموا مما حل بسوريا بدل التحالف مع من أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه من انهيار وخراب؟إن نظرة سريعة على ما حققته الحلول الأمنية والقمعية في المنطقة على مدى العقود الماضية تبين لنا أنها كانت كارثة بكل المقاييس، ولم تجلب لنا سوى الإرهاب. والمرعب في الأمر أن لا أحد يتعلم من التاريخ، ولا من التجارب الكارثية لمن سبقوهم. إن تكرار الأخطاء الفاحشة التي اقترفتها بعض الدول في سحق الجماعات المعارضة والعواقب الوخيمة التي تمخضت عنها تجعلنا نتساءل: هل هناك خطة مبرمجة، كي لا نقول مؤامرة مفضوحة، على أوطاننا بين الديكتاتوريات الحاكمة وكفلائها في الخارج لتحويل بلادنا إلى دول فاشلة وصوملتها وأفغنتها وجعلها أرضاً يباباً لا تقوم لها قائمة لعقود وعقود، أم إن طواغيتنا لم يصلوا بعد إلى مرتبة الحمير؟ من المعروف أن الحمير تتجنب الحفر التي وقعت فيها من قبل، بينما يقع طغاتنا في نفس الحفر التي سقط فيها أسلافهم. يا لذكاء الحمير!