23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

هل إن عصر النفط على أبواب نهايته ؟

هل إن عصر النفط على أبواب نهايته ؟

يردد الكثير من المحللين وغيرهم ، إن عصر النفط على أبواب نهايته ، وهؤلاء إما مدفوعين بأغراض التأثير النفسي على منتجي النفط ، لإغراق السوق بمنتجاتهم ، وفي مقدمتهم دول أوبك ، أو جهلاء في قراءة التأريخ . في عام 1865 قدم وليام جيفونزwiliamgevons،في اشهر دراسة حملت عنوان قضية الفحم ، تناولت الدراسة ألجدلية بين صعود الإمبراطورية البريطانية ، والاستعمال الواسع النطاق للفحم الحجري، كمصدر طاقة لتغذية المحركات البخارية ،وفي ذات الوقت دلت التوقعات على إن الانكليز لديهم فحم يكفي لمدة ألفي عام ، وبعد بضعة أعوام تم تخفيض سقف التوقع إلى مأتي عام فقط، بل إن جيفونز تنبأ ، بأن نفاذ الفحم سيكون مؤشر على موت الإمبراطورية البريطانية ، لأنه كما قال لايمكن لأي مصدر آخر من الطاقة إن يحل محل الفحم في تفوقه .

بعد جيفونز بقرن ونصف مازال لدى بريطانيا العظمى من احتياطي الفحم ، مايغطي احتياجاتها، ويمكن استغلال هذا الفحم بأقل كلفة في العالم ، لكن الأهم هو معرفة إن الفحم الآن يزود بريطانيا بأقل من 10%من إجمالي الطاقة التي تحتاجها ، لان النفط والغاز الطبيعي حل محل الجزء الأكبر من الفحم،وهناك دول مثل الهند والصين ، وهما محركان أساسيان في الاقتصاد العالمي ، يستخدمان الفحم بنسبة اعلي ، لكن التأريخ يدل على إن الاستبدال لايتحول إلى اختفاء تام ، فقد استبدل الفحم الحجري بالخشب ، والنفط ، بينما استبدلت بالنحاس الألياف البصرية ، غير إن الخشب والنحاس مازالا يستخدمان على نطاق ضيق في مجالاتهما الخاصة بهما، بينما تحتفظ السلع الأخرى ، ومنها النسيج الطبيعي ، كالقطن والحرير والصوف ، بمجالاتها الخاصة ، وذلك على الرغم من حلول الأنسجة الاصطناعية محلها على نطاق واسع.

النفط الخام تستخرج منه عشرات المشتقات ، والتي تتجاوز وظيفة الطاقة المجردة ، بل تشمل مختلف قطاعات الحياة الأخرى ،بينما الفحم والغاز لديها استخدامات محددة ، تتعلق بالطاقة فقط.

النفط سيبقى مستخدما لإغراض متعددة ، ربما لمئات السنين ، وليس للخمسين سنة القادمة .