23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

هل إن النظام الايراني حقا لايخاف؟

هل إن النظام الايراني حقا لايخاف؟

ليس المهم مايدعيه ويقوله المرء عن نفسه وعن قدراته وإمکانياته والدور الذي بإمکانه أن يضطلع به في الواقع، بل إن الاهم مابمقدور أن يجسده ويعکسه بصورة فعلية على أرض الواقع، ذلك إن الفعل هو الاساس والفيصل وليس الکلام والتنظير، وبهذا الصدد فإن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى رأسهم المرشد الاعلى للنظام خامنئي، الذين يملأون الدنيا صراخا بقوتهم ومقدرتهم على مواجهة التحديات والاخطار وإنهم لايأبهون لأي شئ وهم يمسکون بزمام الامور بکل قوة ولايخشون أي شئ، لکن هذا الصراخ وعندما يبادر المراقب أو المحلل السياسي للتمعن والتدقيق به ويطابق ذلك بالواقع سواءا على الصعيد الداخلي أو الدولي، فإنه يجد حالة ووضعا مختلفا تماما الاختلاف عن ذلك وهو بعکس مايزعمه النظام الايراني جملة وتفصيلا.
عندما يزعم هذا النظام بأن الامن والاستقرار في إيران مستتبين وإنه يمسك بزمام الامور بکل قوة ولاخوف على ذلك، وعندما يصرح إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية في الثاني من نوفمبر الجاري من خلال التلفزيون الحکومي بأن: “الأمن هو في قمة جميع الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية، ودعا مسؤولي الأمن وإنفاذ القانون إلى عدم السماح لأي شخص بخلق حالة من انعدام الأمن من خلال المراقبة والتدابير الاحترازية” وعندما يصرح أيضا علي القاصي، المدعي العام لـ النظام الإيراني ونيابة الثورة، عن تشكيل معسكر يسمى “مكافحة البلطجية” بأمر من إبراهيم رئيسي. ويشدد على ضرورة “إنشاء مقر مشترك بإدارة الإدعاء العام في طهران ونيابة الثورة ووجود أجهزة الأمن وإنفاذ القانون للتعامل مع منتهكي الأعراف العامة” ويضيف:” سنتعامل بحزم وسرعة ودون إهمال مع من يريدون جعل الزقاق أو الشارع غير آمن”، هذا الى جانب سيل آخر من التصريحات المشابهة التي تدعو وتحث على التشهير بالمخالفين، والذي يعنون به کل من يخرج على النظام ويعارضه ويحتج ضده، فإن هذه التصريحات لو أخذنا توقيتها بنظر الاعتبار وعلمنا إنها تأتي قبل الذکرى السنوية لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي عانى منها النظام الامرين وإعترف من إنه لو لم يقض عليها لکانت قد قضت عليه، فإن ذلك يدل على إن أوضاع النظام الامنية الداخلية ليست على مايرام وهو يعيش هاجس الانتفاضة والثورة الشعبية العارمة ضده، خصوصا وهو يعترف خلال هذه الفترة أيضا بتعاظم دور وتأثير مجاهدي خلق من حيث التأثير على الاوضاع الداخلية ويدعو للحذر من ذلك، فعندئذ تکتمل الصورة ونعلم إن کل ماقد زعمه ويزعمه القادة والمسٶولون في النظام الايراني بخصوص الامن المستتب للنظام هو محض کذب وهراء أما على الصعيد الخارجي فإننا لن نجهد ذهن القارئ الکريم کثيرا حيث إن العزلة الدولية المتزايدة للنظام وتأثيراتها وتداعياتها السلبية عليه والتي تتعاظم يوما بعد آخر أکبر دليل على کذبه بهذا الصدد أيضا، وإنه يتخوف کثيرا من هذه العزلة وماقد أفضت وتفضي إليه من نتائج وتداعيات.