الثورة: تغيير أساسي في الأوضاع القائمة بأنواعها يقوم به الشعب.
فهل إنتهى عصر الثورات التقليدية؟
سؤال يستوجب النظر في زمن صارت القوة فيه هي السلطان الأعتى , لتطوّرها وتوفر عناصرها الفتاكة التي لم تعرفها البشرية من قبل , وأصبح قتل البشر من أسهل وأسرع الأعمال التي تتحقق , وتجد لها ما يسوّغها ويزيدها تكرارا وبشاعة , ويقلل من ردود أفعال الناس تجاهها , فالبشر قد تم تخديره ونزع أحاسيسه نحو الآخر , فإنغمس في أنانيته المريرة.
الثورة بمفهومها التقليدي ربما فقدت دورها وتأثيرها أمام قدرات قمعها من قبل السلطات , وما تحقق من تطورات وتقدنيات لإخمادها في جميع المجتمعات.
فالتظاهرات المتعارف عليها لن تبدل الأوضاع , فهناك العديد من الأساليب لإحتوائها وتبديدها وفقا للقوانين المعمول بها في بلادها.
خصوصا في المجتمعات الخالية من قيمة ودور الدستور والقانون , إذ يمكن تفريق أي مظاهرة وتدميرها من داخلها , وتحويلها إلى نشاط إرهابي وعدواني يستوجب العقاب.
والأمثلة على هكذا تفاعلات كثيرة ومتراكمة وذات خسائر فادحة ومريرة.
مما يعني أن عصر الثورات التقليدية قد إنتهى , فالبشرية تعيش مرحلة غير مسبوقة ذات تقنيات تواصلية متنوعة , بها يمكنها أن تتفاعل وتبني تيارا فكريا وثقافيا قادرا على التغيير وتحقيق الإرادة الجمعية.
أي أن الثورة الحقيقية التي ستأتي بنتائحها المرجوة , هي الثورة الفكرية الثقافية التنويرية التي تقي الإنسان من آفات الصلال والبهتان والخداع والمتاجرات المقيتة المؤثرة في الحياة.
فهل لنا أن نحقق ثورتنا الثقافية والفكرية بإعمال العقول وتفعيلها؟