18 ديسمبر، 2024 8:24 م

“تنبهوا واستفيقوا أيها العرب… فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب”
(إبراهيم اليازجي) (1847 – 1906).
القصيدة مكتوبة قبل أكثر من قرن , وتشير إلى أن الأمة فيها مَن قرؤوا حاضرها وإستشرفوا مستقبلها , ودوّنوا نداءاتهم وصيحاتهم ولوعاتهم في كتابات متنوعة ومنها الشعر.
فكان النصف الثاني من القرن التاسع عشر يزدحم بأصوات الإرادة المتوثبة نحو مستقبل أزهى وأقدر.
وبرغم ما أسسته من منابر فكرية وثقافية , ونشاطات على كافة المستويات , فأن تلك الصرخات لم تنجح في تحقيق اليقظة الثقافية , والتنوير اللازم للخروج من شرنقة التبعية والإستسلامية , وتعطيل العقل , وإعتقاله في أقبية “السمع والطاعة”؟
ونحن على مشارف السنوات الأخيرة من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , وقد إتضحت أمام العرب قيمتهم , وكيف مضى التعامل معهم على أنهم لا يمتون إلى البشرية بصلة , ولا للإنسانية بوشيجة , بل أنهم أرقام وحسب.
فتناولهم وسائل الإعلام كأرقام , فيقولون قتل مئة , مئتان , ألف , ألفان , وهلم جرا , ويمر الخبر سريعا وكأن شيئا لم يكن , أما صور الخراب والدمار وإنطمار الأبرياء تحت الأنقاض , فأنها معتادة لا تثير مشاعر الآخرين , ولا تأبه لها منظمات حقوق الإنسان , ولا تعني الأمم المتحدة , فهذا ما إعتاد عليه العالم والعرب أنفسهم تبلدت مشاعرهم , وما عادوا ينتفضون للقتل بالجملة والمفرد وللخراب الواثب الشديد.
حلب , الموصل , الفلوجة , اليمن , ليبيا , السودان , غزة , وباقي مدن البلدان العربية , تهدمت البيوت فيها على رؤوس ساكنيها , وإندفنت عوائل بأكملها تحت الأنقاض , ولا تزال مطمورة في بعض المدن , ولا من صرخة أو صيحة ضمير عربية أو عالمية.
وما تنبه العرب ولا إستيقظوا , ولا يزالون نائمين , بأحزانهم يترنمون , وبويلاتهم يتمرغون , وبدماء بعضهم يسكرون!!
فإلى متى يبقى البعير على التل؟!!