23 ديسمبر، 2024 6:24 ص

“تنبهوا واستفيقوا أيها العربُ……فقد طمى الخطب حتى غاصت الركبُ” (إبراهيم اليازجي).
القوى التي كانت تضع العرب تحت أجنحتها , قررت أن تطير بعيدا عنهم , فما عاد للوجود في ديارهم قيمة ومعنى , خصوصا وأن النفط لن يدوم بريقه طويلا , وهناك تطورات جديدة وقوى ناهضة تستدعي المواجهة والإستعداد , فالأقطاب القوية تفقد الكثير من إقتدارها , وما عادت الدنيا ذات قطب واحد , ولا الدول الكبيرة قادرة على حماية غيرها من الدول الخائفة التابعة الخانعة لأن كلفة ذلك باهضة.
وكما فعلها تشرتشل في عام 1921 في مؤتمر القاهرة , يبدو أن القوى الكبرى ستتخذ ذات المنهج , وتجعل في الدول المحتمية بها , حكومات تدين بالولاء لها , وقادرة على تنفيذ مشاريعها وحماية مصالحها.
فيعد مسيرة عدة عقود من الإمتهان والقبض على المصير , تمكنت القوى الكبرى من صناعة أجيال من العملاء والخونة القادرين على تدمير بلدانهم وتحطيم وجود الإنسان فيها , وتصدير ثرواتها إلى الدول القوية.
وقد حان وقت التنفيذ , وساعة الصفر تقترب , وسيبقى العرب لوحدهم يواجهون مصيرهم , وعليهم أن يفعِّلوا عقولهم ويتحركوا بإرادة معتصمة بالتلاحم والتفاعل اللازم لتأمين وجودهم القوي.
فهل سينجح العرب , أم أنهم سيبحثون عمّن سيحميهم من بعضهم , ويوفر لهم ما يريدونه من القوة , حتى ولو إقتضى ذلك تدمير الأخ العربي وإفنائه , فأكثر الطامعين في المنطقة يحرِّضون على التناحر ما بين أبنائها , وتأجيج الصراعات اللازمة لإرهاق الأجيال وتبديد طاقاتها.
وفي هذه التطورات الجديدة لا بد من إنبثاق قيادة عربية وطنية للعرب , يقتدون بها , لتأمين مصالحهم المشتركة , بعيدا عن التناحرات وإستنزاف الثروات في تدمير بعضهم.
إن العقل يشير إلى أن إتحاد العرب هو الصراط الذي عليهم إتخاذه سبيلا للحياة الحرة الكريمة.
فقد بلغ السيل الزبى , وأثبتت الأيام بأحداثها أن العرب أمة واحدة , وعليها أن تتصرف وتتفاعل على أنها كذلك.
فهل وعى العرب معنى العرب؟!!