قال إبراهيم اليازجي (1847 – 1906) , قبل أكثر من قرن:
“تنبهوا واستفيقوا أيها العرب…فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب”
ومنذ تلك الصرخة المدوية بقصيدة مشهورة , ولا تزال الأمة تغط بنومها , وتتفاعل فيها عوامل قطعها عن مكانها وزمانها ودفعها إلى دياجير الغابرات.
وتحقق الإستثمار بالدين حتى تحولت إلى برميل فارغ يصدر أصواتا عالية ذات صبغات دينية زائفة , وهي جعجعة فوق أنهار نجيع.
فقادَها التضليل والبهتان , وأقوال فلان وفلان , وبين آونة وأخرى تتلقى الضربات القاصمات , وتحسبها نصرا وتعبيرا عن قوتها وتأكيدا لوجودها , وهي الضحية التي تقطعت شراينها وغرقت في دمائها , وتحسب أنها من الأحياء , والرمق الأخير يتحشرج في صدرها.
اليقظة أن يكون للإنسان قيمة , وللقانون دور في الحياة , وللحكومة هيبة , ومؤسساتها تعمل بجد ونشاط للبناء العمراني والإنساني , وأن تحافظ على سيادتها وتأبى الضيم والإتكال على الآخرين.
اليقظة أن يزرع المواطن ويوفر طعامه ويعمل , ويمتلك الغيرة الوطنية ويشعر بأهمية المواطنة , ودورها في بناء الإقتدار الوطني.
اليقظة تعني تفعيل العقول وإحترام المرأة وإطلاق دورها وطاقاتها للعطاء الدائم
إنها إستنهاض طاقات الأمة لصناعة الحاضر والمستقبل , بعيدا عن الإندثار في عوالم الماضيات الخائبات.
فالماضي نشرب منه ولا نغرق فيه!!