23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

هل أن سلوكنا وحشي أم أُنسي؟!!

هل أن سلوكنا وحشي أم أُنسي؟!!

ستستغربون من السؤال , وستستحضرون ما لا يُحصى من الحجج والبراهين الكلامية والنظرية التي تثبت أن سلوكنا إنساني , ولا يمكن مقارنتنا بالمخلوقات التي نسميها حيوانات , لتوهمنا بأننا أرقى منها , وقد خلقنا بما فينا وعندنا من المقومات التي في ظننا تفتقدها المخلوقات الأخرى.
ونتوهم ما نتوهم ونحسب أننا الأعلون !!
وعندما نأتي إلى واقع سلوكنا وآليات تفاعلنا نكتشف ما ننكره وننفر منه.
فكيف تتفاعل الدول مع بعضها؟
وكيف تتعامل الحكومات مع شعوبها؟
وكيف لذي قوةٍ أن يتعامل مع الضعفاء؟
وكيف وكيف؟
فالمشترك الفاعل في هذه السلوكيات هو التوحش والإفتراس!!
الدول تفترس بعضها , والحكومات تتأسد على شعوبها , وكل قوة تنفلت وتدمر ما حولها.
فحقيقة السلوك البشري يتصف بالغابية , التي عجزت رسالات السماء ونداءات المصلحين والعقائد الأخرى أن تهذبه وتأخذه إلى مسارات الإنسانية.
فالنفس الأمّارة بالسوء طاغية ومتمكنة من البشر , ومؤثرة في بناء أنظمة وجوده فوق التراب , ولا يمكن القول مهما توهمنا وتصورنا أن الدولة الفلانية حريصة على مصالح غيرها من الدول , فالطبيعة الغابية تملي على كل دولة أن تهتم بمصالحها ولا يعنيها الغير , وما يصيبه يُحسب إنتصارا لها.
فمَن يستطيع أن يقنع طفلا سوريا هدموا بيته وقتلوا عائلته وشردوه وحيدا بعدم توحش البشر؟!
وهل من قدرة على إقناع شخص أحرقوا أهله أمام ناظريه بسب المعتقد بأن البشر مخلوق رحيم؟!
أيها البشر ألا تنظر إلى الوحش الهائج المعربد فيك؟
أيها البشر لا تقل بأنك تبدو بهيأة آدمية , فآدميتك قناع زائف غادر!!
البشر بمعظمه يعادي إنسانيته ويمتطي وحشيته ويؤمن بقوانين الغاب!!
فهل أن الباءَ عمامة شر؟!!