22 ديسمبر، 2024 9:55 ص

هل أن بيوض التأريخ فاسدة؟!

هل أن بيوض التأريخ فاسدة؟!

الأمم والشعوب تبيض وتحتضن بيوضها لتفقسها ما أخصبته فيها , ولكل أمة بيوضها وأمهاتها الحاضنات لها , والراعيات لفراخها الحضارية , ولا يمكن لأمة أن تكون حية إذا عُقِمَت أو (مَذَرَتْ) ( أي فسدت) بيوضها.

ويبدو أن بعض الأمم لا تبيض , أو ديوكها جُزِرَت , أو بيوضها تؤخذ منها لتوضع تحت أمهات أخريات , أو ترقد على بيوض غير ملقحة ” بيضة ما بيها ديج” : (غير مخصبة).

وعندما تفقد الأمم الحية بيوضها ويحين وقت تفريخها , فأنها ترقد على ما يُشبه البيض , حتى تذهب عنها رغبة التفريخ وتعاد الكرة تباعا.

وبعض الأمم التي تحرم بيوضها من التخصيب , أو تؤخذ منها بيوضها المخصبة , يتم خداعها بوضع ما يحلو للآخر من بيوض لكي تفقس وتتعهدها بالرعاية , وكثيرا ما يوضع تحت الحمامة بيض دجاج , أو تحت الدجاج بيوض بط وغيرها من البيوض.

وفي عالم الأمم , البعض يضع بيوضا فاسدة , يأتي بها من الأجداث والغابرات ويوهم الأمة بأن عليها أن ترقد عليها , لكنها بيوض (ماذرة) (فاسدة) , وتبقى الأمة راقدة عليها , ولا نتيجة منها , رغم هزالها وقسوتها على نفسها على أمل أن يخرج من تحتها فراخا , وتضعف الأمة , وتخور قواها , وتصاب بالغثيان  والتخبط في سرابات الفراخ المتراكضة خلفها والناشطة حولها.

وبعض الأمم التي لا تبيض تضطر للرقود على بيوض التأريخ الفارغة , التي فقست في حينها وترعرعت فراخها في مكانها وزمانها.

وأمم أخرى لا تبيض لكنها تعرف مهارات سرقة بيوض الأمم الأخرى لتحتضنها وترعى فراخها وتنميها لصالحها , وهذا ما تقوم به الأمم المتقدمة في الدنيا , حيث تستجلب أنواع البيوض والفراخ الفاقسة منها في بيئات أخرى , لتتعهدها بما يستظهر قدراتها ويطلق طاقاتها لتستثمرها لصالح قوتها وعزتها وتقدمها.

وأمتنا من الأمم التي تبيض في أعشاش غيرها , وترضى بما يوضع تحتها من بيوض لموجودات مناهضة للحياة , فترقد عليها وعندما تفقس تحسبها فراخها , ويُلصق بها ما يظهر عليها ويبدو منها من علامات وتفاعلات وسلوكيات ذات تأثيرات سقيمة وأليمة.

والأمم التي لا تعرف بيوضها لا تتواصل وتتقوى وتكون , فالحمائم التي ترضى بالجلوس على بيوض الدجاج لا يمكنها أن تحافظ على تواصل نوعها , وكذلك الدجاج الذي يرضى بالرقود على بيض طيور أخرى أو على ما يشبه البيوض.

ترى هل لنا أن نرقد على بيوضنا المعاصرة , ونأبى البيوض الفاسدة , أو التي تُدحَس تحت أجنحتنا , أو تُدَس في أعشاشنا , فتفقسونتورط برعايتها وتحمل أخطارها؟!!

وهل أن الأمة راقدة على بيوض لا تفقس أبدا؟!!