يبدو السؤال غريبا , لكنه يفرض نفسه في واقع يتنامى فيه الإلحاد أو نكران الدين , وكذلك تتكاثر فيه العمائم وتهيمن على السلطة ووسائل الإعلام.
فكيف يمكن فهم أو تفسير هذه الظاهرة التي أنجبت ما يناهضها ويتقاطع معها؟!!
إن القول بأن جميع العمائم تعبر عن الدين يثير تساؤلات , لكنها بكل تأكيد تعبر عن دينها , ولكل عمامة دين!!
ذلك أن سلوك معظم العمائم لا يتطابق مع أقوالها , وفي هذا رسالة واضحة للنفاق والكذب والتحايل وتنمية الفساد والمتاجرة بالدين.
وأكثرها تقول بدين وتعمل بدين , تنشر كلمات وأفكار لتحقق مصالحها الأنانية لا غير , أما مصالح الآخرين الذين تعمل على إستعبادهم وإمتهانهم وإمتصاصهم فأنها لا تعنيها أبدا.
والأدلة كثيرة ومتراكمة ومكررة , والإشارة إليها تجيب على السؤال.
مما يعني أنها في جوهرها المطمور ملحدة ومنكرة للدين الذي تحدث الناس فيه , وهي التي تضخهم بطاقات لا واعية لترجمة إرادتها الخفية الكامنة فيها.
فكلما زادت العمائم زاد الإلحاد , والعلاقة عكسية وواضحة ومتأكدة في مسيرات الأجيال.
وكلما جلست العمائم على الكراسي وتسلطت زاد الإلحاد , وتعمق الكفر بالدين الظاهر للعمائم , وفي زمننا العولمي التواصلي الشديد التسارع , يبدو أنها تندفع بقوة لرعاية الإلحاد وتدمير الدين الذي تتظاهر به.
فلا دين بعد اليوم ما دامت العمائم ترتكب أبشع الخطايا والمآثم , وتعيش على ويلات وأوجاع ومعاناة البشر المقهور بدينها الذي تتمشدق به , وما دينها إلا جيوبها ورغباتها المفلوتة , وأمارة السوء التي فيها قدوتها وقائدها الأمين!!
عمائم تتكاثر وتُسيم , وفساد عميم , وإلحاد مقيم , فكيف تفسرون هذا المصار الأليم؟!!
فهل أن العقل سقيم؟!!