23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

الشدائد تتعاظم , والإنكسارات تتراكم , والعدوانية السافرة والأحقاد والإنتقامات المريضة تتزاحم , والقاسم المشترك بينها إنكار للقيم والمعايير المعاصرة , وإنتهاك لحقوق الإنسان.
وهي تخبطات سلوكية تتسبب بأضرار مروعة للعرب والمسلمين , وسيتم إقرانها بالإسلام كدين , وسيتولد عنها تعميم وتوصيف يُدين , وتوظيف سلبي سينال منه ويزيد في الأدلة والبراهين على السلوك السقيم.
فما جرى في القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء 2\10\2018 لهو من السلوكيات التي يندى لها جبين الحجر قبل البشر , وتفضح الحالة النفسية للمسؤولين , وتؤكد مدى الجهل والأمية السلوكية , التي تتحكم بما يقومون به ويعبّرون عنه في قراراتهم وخطاباتهم.
وسيكون مادة خصبة للتدليل على بشاعة ووحشية الفاعلين , وستستثمر فيه وسائل الإعلام وتطوّره , وستحقق به توظيفا رائعا لأهدافها ونواياها, كما أنها ستجعل أعتى المجرمين يبدون بوجه آخر , فسيستنكرون ويحسبون الجريمة ذات وحشية فائقة وعدوانية خارقة , ليظهروا للناس على أنهم الرحماء , فجرائمهم لا تقاس بهذه الفِعلة الخرقاء.
فلماذا جرى الذي جرى ؟!
فالجريمة أكبر من خطيئة , إنها إعتداء شنيع ضد الدبلوماسية والحرمة السيادية لدولة , وسلوك إنتقامي سادي أعمى أفقد البصيرة وأضاع الوعي بتداعيات الحدث , الذي زلزل الوعي البشري والإنساني في أرجاء المعمورة , فثارت ثائرة الدنيا ولم تهدأ.
والدولة التي إرتكبته تتردد في التعاون مع التحقيقات وتماطل وتبرر بأساليب خارجة عن المنطق والمعقول , والجهة التركية تؤكد بأن لديها أدلة على أن الصحفي قد قُتِل في غضون دقائق , وجثته قد تم تقطيعها إربا إربا وربما تذويبها.
وهناك مَن يصرّح بأن مسؤول كبير كان على تواصل مع فريق الإفتراس , وهو الذي أعطاه أمرا بالإنقضاض على الفريسة التي داهمتها وحوش الكراسي الشرسة.
وبرغم ما ستأتي به التحقيقات , فأن المعطيات تشير إلى أن الجريمة مدبرة وحصلت في قنصلية دولة عربية مسلمة , والقاتل مسلم والمقتول مسلم , والدولة التي فيها القنصلية يدين شعبها بالإسلام , وهذا بحد ذاته سيرسم صورة بشعة , لأن الفاعل دولة تعتبر نفسها تمثل الإسلام وفيها مقدساته الكبرى.
وهذه أكبر ضربة توجه للإسلام من قبل العرب المسلمين , فبأي أدلة يمكننا أن ندافع عن الإسلام , ونحن نوفر ما يؤكد ما يذهب إليه أعداء العرب والمسلمين؟!!
شكرا على هذا الرفد الذكي بالبراهين الدامغة لأعداء العرب والمسلمين , وتلك هي الرسالة التي وصلت للعالمين.
فلن ينفع مالٌ ونفطٌ وبنون ولا القلب لأنه غير سليم!!
فهذه أم البطحات , وذروة الشطحات , وستتوالى اللكمات , وستتأسد الآتيات!!
و”ما طار طير وارتفع…إلا كما طار وقع”!!
فاحترموا الإسلام إن كنتم به تؤمنون!!