يقولون أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت , والكثير من الخبراء والمفكرين يرون أنها حرب تكنولوجية وإليكترونية ولن تكون نووية , ويبدو أن المبتكرات بأنواعها , ومنذ أن إنطلقت بتسارع في القرن العشرين تميزت بإستخدامها للتعبير عن العدوان والشر.
فالطائرة إشتركت في الحرب العالمية الأولى بعد إختراعها ببضعة سنوات , والسيارة وغيرها من المبتكرات , وحتى وسائل التواصل المعروفة التي تالقت في القرن الحادي والعشرين.
ومن الواضح أن الطائرات المسيّرة قد إكتسبت أهمية كبيرة وتطورت تقنياتها وتعقدت وصارت تصل إلى أهدافها بدقة متناهية , وهذه المُسيّرات تعددت أحجامها وتقنياتها وقدرات التحكم بها عن بعدٍ بعيد , إذ يمكن إرسالها إلى الكواكب الأخرى والتحكم بها من الأرض.
وقد تكون الحرب التي يُراد لها أن تتطور في المنطقة من هذه الطبيعة , التي تعني أن غارات المسيرات ستُواجه بأمثالها , ولسوف تخبرنا الأيام بإتجاهات ومسارات التفاعلات في لعبة الحرب العالمية الثالثة وميادينها المعروفة والتي سيتحقق تخريبها وتدميرها بالكامل.
فهذه الحرب لا تكون في أراضي الأطراف المتحاربة , وإنما على أرض طرف ثالث يتحقق تسخيره وتأهيله , لكي يكون في غاية الحماس والإندفاع للسقوط في حبائل الويلات والتدعيات كالمنوّم أو المخمور بالضلال والبهتان.
فالحرب العالمية الثالثة تستند على معطيات الحربين العالميتين السابقتين لها , وخلاصة الدرس الكبير منهما أن لا حرب على أراضي المتحاربين , إنها أشبه بالمبارزة على أراضي المغرر بهم والملعوب بعقولهم ونفوسهم , وقد تم العمل بموجب هذا الدرس منذ الحرب الباردة التي أدت إلى إنهيار الإتحاد السوفياتي , واليوم الحرب أكثر سخونة بسبب التكنولوجيا المتطورة جدا.
فهل لنا القدرة على الوقاية من السقوط في ميادينها؟!!
وصدق طرفة بن العبد حين قال:
“ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلا…ويأتيكَ بالأخبارِ مَن لم تزودِ”