19 ديسمبر، 2024 12:47 ص

هل أنت ثانية ؟؟؟؟؟؟

هل أنت ثانية ؟؟؟؟؟؟

كل شعوب الارض مرت بتجارب ومحن , تكاد تكون متقاربة في معظم تفاصيلها ومواقفها وردودها في حقب الانظمة السياسية ومتقلباتها ومتغيراتها … قد نكون أحنه العراقيين مختلقين عن تلك الشعوب والانظمة والحكومات .. أنتمائاتنا مبالغ بها وولائتنا منافقة ودكتاتوريتنا لا تحكمها قوانين وأسانيد وأخلاق ….. ما يجري اليوم على أرض الواقع في عراقنا من تلون وتبدل في المواقف والقيم والاخلاق يفوق في بعض تفاصيله … أنسانية البشر وقدرته على الانحطاط والمسخ . منذ عام 2003 .منذ فاجعة الاحتلال الامريكي للعراق ومسيرة متخمة بالنفاق والتلون والكذب … من كان يرتدي الزيتوني ومسدسه متدلي على خاصرته ويتبختر بشواربه المفتولة في الاحياء والازقة تحول في ليلة وضحاها الى لبس العمامة السوداء وحدد لحيته بعناية ويلطم على الحسين , ويصرخ ليلا ونهارا بمظلومية أهل البيت … والابعاد الاكثر دموية في هذا المشهد التراجيدي من مداح وطبال للدكتاتور والقادسية … الى روزخون للقصائد الحسينية والحاكم .

لفت أنتباهي , وهذا ليس غريبا على المشهد السياسي العراقي في القناة الحكومية أهازيج وأناشيد حرب وثأر وأنتقام نفس الصورة والاخراج والديكور في التطبيل عن ما كان يجري سابقا , ربما بعض التغيرات في الوجوه والملابس .

في العراق الجديد ظاهرة أستفحلت في السنوات الاخيرة في وسط العراقيين , ولم يتم التصدي لها أو على أقل تقدير دراسة أنعكاساتها السلبية على المشهد السياسي العراقي , هي النفاق والدجل من طيف واسع من العراقيين , الذين كانوا خدمة النظام الدكتاتوري وسياسته الهوجاء في أستهداف أبنائه البررة والمناضلين الوطنيين .

هل أنت ثانية ؟. حضرتني أحداثا لفيلما أيطاليا في حقبة ما بعد نظام موسيليني … عندما سقط . قامت أحدى السجينات الناشطات ضد نظامه تراجع الدوائر الرسمية لحصولها على حقوقها باعتبارها ناشطة ومناضلة وسياسية في أحدى الدوائر المعنية بحقوق السياسيين والمناضلين والا تجد مديرتلك الدائرة كان ضابطا كبيرا في مخابرات موسيليني … فصرخت بوجه … قائلة .. هل أنت ثانية ؟؟؟؟ .

سيقت هذه الفاجعة في تاريخ الشعوب حدثت وتحدث , لكن واقعنا العراقي تجاوزها في دناءتها وتعديها على المناضلين , الذين ضحوا لسنوات عجاف وصعاب ضد الدكتاتورية , لكن الجرح الكبير يكمن في الادوات القديمة الجديدة … في النظام السابق والحالي .

الذي يحز في النفس , هناك ثمة من يدعي أو يزاود علينا في معاداته للنظام بعد أن جفت منابع النظام في العطاء والهدايا والسحت الحرام . خرج علينا مزاودا في النضال والتضحية . وركب الموجه في سيرة الخيانه الوطنية بل ذهبوا أكثر من ذلك في محاربتنا مرة ثانية والتشهير بسمعتنا تحت غطاء الاحتلال والطائفية والخيانة .
وما يمر به العراق حاليا نتاج لتلك السياسات والنفاق والكذب والخيانات .