استشهد علي بن أبي طالب ولم يكن أمر الخلافة محسوماً لأحد. فأختلاف الأمة في وقتها والفتنة الكبرى التي حدثت بعد استشهاد عثمان بين عفان ومطالبة معاوبة بن ابي سفيان بدمه وأيقاف علي بن ابي طالب الحد في قاتليه جعل من الفتنة تتضخم وتكبر لتصل إلى الحد الذي يطلبه الخوارج لتكون بذلك إنقسام وما بعده إنقسام في الإسلام. ولم يكن الإنقسام في أوله مذهبياً بل كان الكل يعبد الله بلا حرف، والكل كان يطيع ويحترم الصحابة ولكن كان الإختلاف في وقتها أسري طائفي عرقي. فقد استغل الخوارج خلافة علي بن أبي طالب ليحيكوا الحكايات عن افضلية علي من جهة وإحداث الفتنة في أحقية معاوية في الخلافة في نفس الوقت. فجعل عدم طاعة معاوية لعلي بسبب إيقافه الحد في قاتلي عثمان الخيط الرابط بين عداوة بنو هاشم وبنو أمية.
بايع الناس بعد علي شخصيتين مهمتين في الإسلام. معاوية بن ابي سفيان والحسن بن علي بن أبي طالب. كان معاوية أحد الصحابة الذين تولوا وهم صغار الولايات البعيدة فقد بدأ بولاية اليمن على عهد النبي واستمر فيها حتى خلافة عثمان ليولى بعد ذلك الشام وبقي فيها حتى مماته. أما الحسن فقد كان أحد سبطي رسول الله وكان مع اخيه محط مديح نبي الله صلوات الله وسلامه عليه فقد قال فيهما: “سيدا شباب أهل الجنة”، وقال ايضا: “ريحانتا رسول الله”. ويكفي هذان القولان ليكونا سيدان على البشر ومحط الحب لكل المسلمين مهما كانت مذاهبهم. تمت البيعة النهائية للحسن مع اعتراض اهل الشام لبيعتهم معاوية. وبقي الحسن خليفة لرسول الله ست اشهر حتى خاطب معاوية في البقاء في ولاية الشام واعلان البيعة للحسن، ولكن المراسلات واللقاء الذي تم بين الإثنين جعل الحسن بن علي ويسانده بذلك الحسين بن علي يتنازل عن الخلافة الى معاوية لكبر سنه وقناعة الحسن في أحقية معاوية في الخلافة وكذلك لتوحيد المسلمين. فسمي هذا العام عام الجماعة لأنه العام الوحيد الذي توحدت فيه أراء الأمة ولم تختلف في أسم الخليفة وهو الأمر الذي لم يتكرر منذ وفاة رسول الله حتى يومنا هذا. وكان هذا السبب في مقتل الحسن بعد أن طعنه أحد الخوارج وهو يدخل من الكوفة بعد أن سلبه الخوارج قبلها كل ما يملك وعبائته لأنه كف القتال ولم يقاتل معاوية فمات على أثر الطعنة التي تسمم جرحها ليصل إلى المدينة ويموت فيها بعد حين.
فكانت الجدلية الأولى التي دارت بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة. فقد انتقدت الشيعة الحسن وأتهمته بالخنوع ونسي أمره بينهم لأنه تنازل عن حقه وحق أبيه وأولاده لمعاوية وبهذا فهم فقدوا أهم ركن من الأركان التي يستندون عليها في (عقيدة الولاية) التي تعتبر ركن مهم من اركان الأيمان في مذهبهم. ولكن السؤال الأول الذي يرد إلى ذهننا: لو كان الحسن بن علي بن ابي طالب ثالث الأئمة ورابع المعصومين، فهل أخطأ الحسن في تنازله عن الخلافة وهو الذي نزلت (وفق مذهب الشيعة) عصمته من السماء؟ فإذن نحن أمام خيارين لاثالث لهما. أولا: تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية لأنه يظن معاوية صحابي جليل لا غبار عليه وإنه يستحق الخلافة، وهذا يعني إن الولاية ليست صحيحة وإنه أمر ابتدعه الشيعة لخلق الفتنة. والثاني، إن الحسن أخطأ في تنازله وطعن دينه لأنه خرق أمر الله الذي أوصى به رسوله بأن يكون الأئمة من بعده إثنا عشر وأولهم علي بن ابي طالب وبذلك يكون الحسن معرض للخطأ لأنه تنازل عن حق إلهي. فلو نحن البشر لم نقر بفكرة الولاية فهذا يعني إن الحسن أول من أنكرها ولم يقر بها لتنازله عنها ولو كانت ألهية كما يدعون لتمسك بها مع اخيه الحسين.
ما قول الشيعة؟
يقول الشيعة إن الحسن تنازل عن الخلافة حقناً للدماء. ولم يطالب علي بالخلافة بعد رسول الله حقنا للدماء. فهل حقن الدماء واجب للتنازل عن الحقوق الألهية؟
ربما نعم، ولكن لماذا تتشاجر الشيعة فيما بينهم على الخلافة والولاية ومن يدعون به الولاية لم يطالب بالولاية لنفسه ولم يسكتوا عنها حقناً للدماء على سيرة علي وأولاده؟
إذن اين الخلل في الموضوع؟ هل نحن لا نؤمن بالولاية لأننا خارجون عن الدين وبذلك لا ندخل الجنة وإن صمنا وصلينا وحجينا وزكينا؟ هذا ما يقوله الشيعة عمن لا يؤمن بالولاية. وهل الشيعة تؤمن بالولاية وتدخل الجنة وإن لم يصلوا أو يصوموا أو يحجوا أو يزكوا؟ إذن لماذا لم يلخص الله القرآن في أيتين تقولان إن علي ولي الله ومن لا يؤمن يذهب الى النار من غير أن يذكر أو يفرض الله العبادات والمعاملات وجعل هذا المبدأ في الأيمان هو المنجي وهو الوحيد المقر في الإسلام ليكون الدين بين والكفر بين؟
هذه فلسفة فارغة وسفسطة بلا معنى.
لم يرد في أي من آيات القرآن الكريم أسم علي بن ابي طالب. بينما ورد في القرآن اسمان: زيد ابن الحارثة صراحة ليسمح للنبي بأن يتزوج زوجة زيد بعد أن يطلقها طلقة لا رجعة فيها وتكون بذلك دستور عند المؤمنين، وأسم ابو لهب الذي خلده الله بالنار ليكون عبرة.
فهل زيد بن الحارثة أهم وأعظم من علي بن أبي طالب؟
هل قضية الزواج أهم عند الله من قضية الولاية؟
هذا ربما تفكيرنا ونحن نتحدث بالتفصيل عن الولاية ولكنها في الواقع سفسطة أيضا لا معنى. كيف ذلك؟ نقول إن الولاية أمر ليس موجود بل إن المؤمنين أولياء بعض، وإن الولاية لله الحق وهنالك الولاية لله. هذه الكلمات وردت في القرآن ولم ترد فيها اي إشارة إلى ولاية أحد على أحد غير التشارك في الولاء بين المؤمنين وعدم التصالح مع الكفار ضد المسلمين. فإذن امر الولاية خيالي وهمي شرع أساسا ليكون المنطلق لخلق العداوة بين علي وابو بكر وعمر وعثمان وعائشة وهنا شقننا الإسلام بين الجماعات ولم يكن واحدا بعد الأن خصوصا إن الكثير من الأحاديث موجودة ومتقنة وصريحة في إن علي وعمر كانا اقرب اثنين لبعضهما البعض وإنها تناسبا. فهل يتزوج علي اخت عمر وهو يكره عمر وهل يتزوج عمر ابنة علي وعمر لا يطيق علي؟ هل ينجب علي من اخت عمر ليسمي وليده عمر وينجب عمر من ابنة علي ويسمي وليده علي لأن بعضهما أحبا بعض أم لأنهما متباغضين؟ علما إن الزواج تم بعد وفاة رسول الله اي في زمن الفتنة الكبرى.
هنا انتهينا من مناقشة الولاية وحق المعصومين في الولاية والخلافة. فكان ما كان وتم الأمر لمعاوية.
أعلن الحسين بعد وفاة الحسن ومبايعة يزيد إنه متريث في تلك البيعة حيث إن هناك الكثير من الصحابة الذين يستحقون أن يكونوا خلفاء غير يزيد وإن مبدأ التوريث لا يجوز في الملك وهي سنة معاوية التي ابتدعها من الرومان الذي كان متأثر فيهم بشدة. هذا المبدأ والشرح جيد جدا لنا لأننا ننطلق منه ونقول: لو كان الحسين اعاب على معاوية التوريث فهل يجوز له أن يورث بنفسه؟
طبعا الجواب كلا. إذن لا توريث والإنبياء لا يورثون. إذن ليست هناك خلافة ألهية إنما الخلافة كلها جائت بعد وفاة رسول الله وهي أصلا مبدأ جديد أتبعه المسلمين لكف الإقتتال بين الأنصار في المدينة على الملك. أنتهى الأمر هنا. ولكن ماذا بعد؟
السؤال الثاني: لماذا أنتقلت الإمامة من الحسن إلى اخيه الحسين ولم تنتقل إلى أولاده كما صارت في الحسين وأولاده؟ فهل عوقب الحسن بأنأخذ الله امر الولاية منه وحقه في الحلافة لأنه تنازل عنه راغبا لمعاوية؟ وهل تمسك الحسين بها جعل الله يكرمه بأن جعلها في أولاده؟
طبعا هذا السؤال سخيف جدا، لأن الوحي أنقطع بعد وفاة رسول الله ولم ينزل الأرض قط. وما كان تصرف الناس أجمعين ألا من عقلهم وحسن تدبيرهم أو سوء افعالهم. لذا إن كل ما ورد عن الإنتقال بين الأئمة هو أمر حديث مبتدع وجواب من الشيعة الى السنة والجماعة حول أحقية آل البيت في الخلافة ليس ألا. فنحن نرى إن الشيعة لم تتكلم ولو بحرف عن توريث معاوية للحكم، ذلك لأنهم لو قاولوا ببطلان التوريث لبطلت المطالبة بالتوريث في الإمامة.
خرج الحسين ليصلح الحال بين المسلمين ولما عرفت الخوارج بقيادة الشمر بن ذي الجوشن خرج له ليقتله قبل أن يصل الكوفة، فناله في كربلاء وقتله هناك وحضر الجيش في الرمق الأخير من المعركة ليقاتل معه فقتل مع الحسين قائد الفرقة التي كانت على وشك الوصول إلى الحسين لمرافقته أمنيا إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام فتم نقل ما تبقي من آل البيت إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام كما أمر يزيد في وقتها. فقد كان يزيد قد ارسل الرسل إلى جيش عمر بن سعد يخبره بأن الحسين هدف الخوارج وإنهم سيقتلونه كما قتلوا الحسن من قبل لتنازله عن الخلافة وكفه شر القتال فهو يرغبون بقتل الحسين واشعال الفتنة فما كان من عمر بن سعد ألا الإنتقال من موقعه ليلحق بالحسين بجيشه ولكنه أرسل على وجه السرعة فرقة واحدة بقيادة الحر الرياحي لتنقذ الحسين وتلحقه بجيش عمر بن سعد كي ينطلق به الى الكوفة. غير إن الحسين قتل اثناء وصول الفرقة وانتهت المعركة بهروب الحر الرياحي ومن معه بعد مقتل الحر الرياحي خوفا من الانتقام.
هنا علينا أن نسلك مسلك أخر في الحديث حيث إن الكلام عن الولاية انتهى ببطلانها والدليل تنازل الحسن عنها فلو كانت حق سماوي لخرج الحسن من الإسلام لعصيانه الله في ترك ما فرضه الله عليه وعلى الأمة الإسلامية جمعاء. ومسلكنا الجديد يقول هل على الأمة الإسلامية أن تؤمن بالغائب أم إن الأمة الإسلامية في وقت الصحابة لم تكن ملزمة بهذا الإيمان؟
الصلاة مفروضة يوميا على كافة المسلمين وبها عرف المسلم، والصوم فرض شهريا على المسلمين لمن لا يوجد في جسده علة، والزكاة فرضت سنويا على من رزقه الله بالمال الوفير، والحج فرضه الله بالعمر مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا. اذن هناك عبادات تتكرر يوميا وأخرى في الشهر مرة وأخرة بالسنة مرة وأخرى بالعمر كله مرة، وهناك فكرة يجب أن يكون المسلم قد أمن بها ليكون مسلم، وهي وحدانية الله، فهذا الأيمان ليس مشروط بوقت بل بالفكر الدائم المستمر، والولاية عن الشيعة جزء من هذا الفكر الإيماني وهناك مبدأ اخر لدى الشيعة هو الإيمان بالغائب.
فقد أمن محمد إنه رسول الله وقالها في تشهيده ورسالته ودعى لتوحيد الرب وترك الأصنام وعبادة الأشياء، وصلى وصام وحج وتزكى ولكن هل أمن بالولاية؟ نعم، عند الشيعة أمن بها لأنه يتبع أمر الله في إقرارها. جيد، ولكن هل أمن بالغائب، نعم لأنه هو من بشر به (اسمه على اسمي وأسم ابيه على أسم أبي، ومن ولد فاطمة) وأولاد فاطمة الحسن والحسين وأبنتها زينب، فربما يكون من ذرية الحسن أو الحسين أو من ذرية زينب. هذا لو أردنا أن نتبع الحديث بحرفية، ولكن الشيعة تزيد لاحقا وليس ابتداءً أسم محمد بن الحسن وهو الأبن الثاني عشر من ذرية الحسين بن علي، وبذلك حددت الشيعة الهدف. فهل أمن الرسول بمحمد بن الحسن على إنه المنتظر الغائب؟ عند الشيعة نعم، فعل، وزادت الشيعة بأن أوردت حديث لا سند له يقر فيه النبي بأسماء الأئمة حتى محمد بن الحسن الذ وصفه بالمهدي. هنا أنتهى أيمان الشيعة، ولكن هناك من السنة من يؤمن بالغائب ولكنهم يقولون بإنه (محمد بن عبد الله) يولد كالناس في عصر ظهوره ويجدد الدين ويلغي بقوة من الله كل
العبادات الأخرى ويثبت الإسلام كما أنزله الله على محمد. جيد، والفرق هو الولادة والشخص. وهنا على الأقل يتفق المذهبان على أساس واحد هو الأيمان بالغائب. ولكن ما هي فمرة الغائب أصلاً؟
فكرة الغائب هي فكرة تكررت في كل الديانات القديمة (البوذية والهندوسية واليهودية والمسيحية). كل هذه الديانات أمن بالغائب ولكنها تعطي في كل مرة دليل على إنها أحق في هذا الغائب من الأخرين لأنه منهم ومؤمن بما يؤمنون ويعطون ألف دليل ويسمونه بالأسم مرات ومرات بالإشارة. فهل هو موروث أنتقل ممن دخل في الإسلام من بناء تلك الديانات؟ ربما.
إذن هل كان الحسن والحسين يؤمنان بالغائب؟
عند الشيعة نعم، لأنهم يعرفون متى يظهر. وعند السنة فهم لا يؤمنون به لأنهم يعرفون إن عصرهم لا غائب فيه. أذن من هو الأحق؟ هل أيمان الحسن بالغائب جعله يتنازل عن الخلافة ليجعل الشيعة تنتظر الغائب ليعيد لأهل البيت الحق؟ وهل كفر الحسين بالغائب فخرج رغم عن فكرة الغائب ليطالب بحقه في الحكم؟ وهل أمن علي بن ابي طالب بعد وفاة النبي بالغائب لذلك ترك أمر الخلافة الذي هو أحق فيها من غيره (وفق الشيعة) فقط ليعيد الله على يد الغائب السلطة؟ علي اشجع المسلمين وأول سيف رفع في الإسلام هو ذو الفقار سيف علي بن أبي طالب، لقد كان عليا قادر على إعادة الدين إلى نصابه القانوني بالسيف وبالتالي توحيد المسلمين بعد النبي ليبقى كذلك حتى وفاته وأن يحافظ عليه أولاده من بعده وهكذا أراد الله (وفق الشيعة) للدين أن يقوم. إذن لماذا ترك علي حق الله؟ فهل خرج عن الإسلام والعياذ بالله؟ أم إنه أمن بالغائب؟
سؤالنا الأخير: لماذا لم يؤمن الحسين بالغائب وترك أمر السلطة للغائب كي يعيدها كما فعل أبوه وأخوه من قبل؟ الجواب الأخير: لأن الحسين لم يخرج كي يحارب من أجل السلطة، بل كان ساعيا للصلح بين المسلمين وكان ناويا على الذهاب بعد الكوفة إلى الشام ليضع يده على مفاتيح الأمور وكف الظلم وإنهاء الفرقة فقتله الخوارج لأنه لو وصل إلى الكوفة وخرج مع جيش عمر بن سعد إلى الشام ووصل إلى يزيد وأنتهت التظاهرات التي كان أهل الكوفة يقومون بها بأن يعطيهم يزيد مطاليبهم ويكف أذى الولاة عنهم لعاش المسلمون عيشة هانئة وسعيدة وهذا ما يريده الله.
لذلك تعتبر جريمة قتل الحسين أبشع جريمة في التاريخ، لأنها السبب في تفريق المسلمين، ليس لأن يزيد قتل الحسين من أجل السلطة بل لأن القاتل (الخوارج) قتلوا الحسين لكي لا يصلح بين المسلمين فقد قالها بلسانه (لم أخرج اشرا ولا بطرا، بل لأصلح أمة جدي) ولكنهم لم ينقلوا بقية خطبته التي يقول فيها إنه يريد إنهاء الخوارج ومحاربتهم. أذن هل نجح الخوارج في مهمتهم؟ إلى حد بعيد، فقط أعادوا كتابة التاريخ وزرع أبناؤهم من ذوي الأفكار التكفيرية الهمجية في مواصلة المهمة وجعلها السبب في قتل المسلمون لبعضهم البعض.
الغائب لو كان موجود بالفعل لخرج يوم مقتل جده فهذه أعظم حادثة يتوجب عليه الخروج فيها لأنها السبب والبداية التي فرقت المسلمين فيما بينهم. فلم يكن الحسن ولا الحسين يؤمنان بالغائب ليفعلا ما فعلاه وهما موحدين لدين الله وموحدين المسلمين على يد واحدة وقول واحد. ولم يخطأ الحسن ولم يصب الحسين. بل كلاهما فعلا ما فعلاه ايمانا منهم بوحدانية الله وكف الدماء ولكن ما فعلاه جعل دماؤهما هي التي سالت وبعدهما جاء تدفق الدم كالنهر الجاري بين المسلمين.