تعودنا منذ الصغر على سماع فكرة تقول أن أرض كربلاء ( طاهرة ) وهم يقصدون بأن في باطنها قد دفن سبط الرسول الإمام الحسين واخيه العباس ( عليهما السلام ) وعليه فهي أرض مقدسة لا مجال لنكران هذه القدسية ، ولو تأملنا بعقل أكثر موضوعية وتحليلا من العقل الروتيني السائر على ما يُسمع ويردد ما يقوله الآباء والأجداد لوجدنا أن أرض كربلاء لا تعدو عن أرض شريرة ( جداً ) لا تهوى ولا تعشق إلا دماء الأبرياء من ( أهل البيت ) ومن كان سائراً على خطاهم ، وإلا كيف نفسر أن مكان مذبح سبط الرسول وقرة عين محمد ( الأكرم ) هذه الأرض ، وكيف نفسر ذبح شقيقه أبن البدوية في
هذه الارض ناهيكم عن الكثير من أهل البيت لا مجال لذكرهم في هذه السطور ، وليس هذا فحسب بل وصل بهذه الارض التي أعتبرها أنا ملعونة ( رأي شخصي ) بإزهاق أرواح حتى من يحب أهل البيت حباً خالصاً مخلصاً صادقاً وها هم اتباع السيد الصرخي يسقون هذه الأرض ( الملعونة ) بدمائهم الزكية .
بالتأكيد سيقول الكثير منكم أن كلامك غير منطقي ولكني دائما ما اخرج عن النص المألوف لأني افكر بعقل مجرد ومتجرد وموضوعي وبعيد عن العواطف والوجدانية والمشاعر الرقيقة لا بعقل مُقاد برؤى كبار السن الذين غالبيتهم من مؤيدي فكرة وجود ( السعلوة والطنطل ) وعليه اقول وحسب ( رأيي ) الشخصي أن أرض كربلاء هي أرض شريرة متعطشة لدماء الشرفاء والأبطال فحسب ودائما على هذه الارض ينتصر الباطل، فكيف تكون أرض مقدسة وهي خادمة للباطل ، فمرة باطل وقساوة يزيد بن أبي سفيان وذبحه لسبط الرسول دون ذنب ، وتارة لباطل المالكي في الزركة وكيف تم ذبح الأطفال والنساء
بدم بارد أعجمي الهوى دون ذنب ، وفي الهجوم البربري على السيد الصرخي وأتباعه المخلصون ، وتارة تكون منبراً للباطل كما للمدعو عبد المهدي الكربلائي الذي لا نعرف له أصل ولا فصل ولكنه يقول أنا من كربلاء فقط وهنا فهو صادق لأنه جسد ويجسد شر وشرور كربلاء في عمله وأسمه .
ربما أحدهم يقول وكيف لا تقول مكة ايضا أرض شريرة وهي من جسدت كل أنواع التعذيب للرسول الأكرم وأصحابه ؟ وهنا نقول أن الرسول هو ولادة مكة المكرمة ولم يقتل بها بل دخلها منتصرا بعد أن عاد اليها من المدينة المنورة وهذه لا تتفق مع شرور أرض كربلاء التي هي فعلاً ( كر … وبلاء ) فهي تعني أرض القتل والمصائب والفواجع وإلا كيف تكون هذه الأرض التي ذبح على ترابها سيد شباب أهل الجنة (مقدسة) وهل القياس يتم حسب معايير بني فارس أم إننا نقيس الحقائق وفق معايير عقلية راجحة .
نعم أنا أعلم أن هول صدمة الفكرة التي قد تواجه بعض القراء كبيرة جداً لأني خرجت عن المألوف ( الخرافي ) ولكن كيف أكون مع المألوف الخاطئ لأبرهن لكم أني كما أنتم على حق وأنا أعلم علم اليقين أن هذه الأرض لم تتحمل أقدام سبط الرسول لأيام بل كانت متلهفة لذبحه بأهلها بساستها برجالها وها هي تترجم هذه الذبح والقتل على أحباب الحسين ( ع ) الصادقين أيضا .
لو سألنا سؤالا آخرا وقلنا في العراق هناك الكثير من المدن والمحافظات وعسى أن تدلونا إلى مكان أكثر دموية من كربلاء بالنسبة ( لأهل البيت تحديدا ) ؟ بالتأكيد سيكون جوابكم ناقصاً متلعثماً فاشلاُ مهرجاً لأنكم تعلمون أن ( كر…. بلاء) هي أرض الشر الذي أصاب أحباب الرسول الأكرم ( ص) فكيف تكون مقدسة وهي أرض شيطانية ليست إلا وهي من ذبحت عزيز قلب الرسول دون ذنب وقتلت كل اقرباءه وأهل البيت المحمدي وهناك الكثير من المتخلفين يعتبرونها مقدسة فأي قدسية هذه يا سادتي ، للإنصاف بالإمكان نقول أن جسد الإمام الحسين وأخيه (ع) فقط هو المقدس في كربلاء
والباقي كله ملعون شرير .
حكموا عقولكم وتأنوا بالتفكير وتجردوا من العواطف ولو لدقائق فحسب واتركوا المذهبية لساعة في حياتكم وناقشوا الفكرة مع ذاتكم لتجدوا أني كاشف لكم عن سر هذه الارض (الملعونة) التي ذبحت ولا زالت تذبح كل شريف وهي منبراً وصرحا لصوت الباطل منذ القدم ولا زالت وستبقى منبراً للظلم على وجه الأرض وعليه يحق لي أن اقول أن هذه الأرض مثلها كمثل الغابة السحرية التي لا يدخل أحدا إلا ويخرج مذبوحا لأنها عش السحرة والدجالين والأشرار والظالمين ولا مكان للشرفاء فيها .