المقالة : في المقالة السابقة ذكرنا لكم العمل الغريب والغير مسؤول الذي قام به جعفر بن أبي طالب ، ابن عم الرسول محمد (ص) عندما ترك محمد والمسلمين 15 سنة من مجموع 20 سنة من بعثة محمد (ص) ليعيش في الحبشة ; أي انه غاب عن الاسلام والمسلمين 75% من دعوة محمد !! … أخيه عقيل بن أبي طالب كذلك لحد السنة 20 من البعثة غاب 75% من دعوة محمد (حيث وقع أسيراً بيد المسلمين في معركة بدر بعد 15 سنة من ظهور الاسلام) .. ولكن كان عند عقيل عذراً ” مشروعاً ” وهي ان الله لم يهديه الى الطريق الحق ، وهو عذر قطعاً مقبول لا يرفضه عاقل ; بينما جعفر ليس له عذر عن هذا الهروب فقد دخل في الاسلام منذ الأشهر الأولى وكان الشخص الوحيد من أقارب الرسول ممن أسلمَ من الرجال وكان يُعول عليه الكثير !! … أخيه الصغير علي بن أبي طالب كان طفلاً عمره 8 سنوات عندما دخل في الاسلام ولا يُعول عليه لصغر سنه ، وقد رأينا أول زيارة قام بها ” التاريخ ” الى علي كانت بعد 13 سنة من بعثة محمد ، عندما نام في فراش النبي محمد أثناء هجرته صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق . أما أخيهم الأكبر طالب بن أبي طالب فقد مات على ملة الكفر.
لا أجد سوى سبب واحد لبقاء جعفر في الحبشة 15 سنة بعيداً عن محمد وصحبه ( سبب أغمض عنه التاريخ “عينيه” ) وهو ان جعفر اختفى لأنه تجنب الصراع مع أهله وعمومته ; فعند ذهابه سنة 5 دعوة كانت الأسماء التالية على ملة الكفر (عمه الذي رباه العباس بن عبدالمطلب ، عمه الحمزة بن عبدالمطلب ، عمه أبو لهب ، أخيه عقيل ، أخيه طالب) .. فاذا كان هذا هو السبب ، فهذا يجعله شخص عادي جداً وليس من رجال المهمات الصعبة ! … فها هو عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق الذي كان بعد 15 سنة من بعثة محمد (معركة بدر) يقاتل في صف المشركين يقول لوالده بعد اسلامه ” لقد كنتُ أتجنبكَ في بدر .. فيرد عليه والده .. أما أنا لو حضيتُ بكَ لقتلتك ” !! …. الشاهد وصلت رسالة عمر بن الخطاب الى أسماء بنت عميس زوجة جعفر ” نحن أولى بالنبي محمد منكم ، هاجرنا معه ووقفنا معه الخ ” التي أوصلتها بدورها الى النبي محمد كما يخبرنا التاريخ ، وأفترض انها كذلك أوصلتها الى زوجها .. وهي عبارة عن تقريع لها ولزوجها .. بالتأكيد هذا ولَّدَ ضغط نفسي شديد على جعفر وعلى الرسول … لذلك وضع الرسول ابن عمه جعفر في أول حملة عسكرية .. فعينه واحد من ثلاثة قادة لتلك الحملة (غزوة مؤتة) وهو لم يحمل يوماً السيف بيده ! … فقتل القادة الثلاثة الذين ذهبوا شهداء في سبيل الله.
ماذا قال لي أحد ضباط إطلاعات من الإيرانيين من شيعة خميني عن جعفر بن أبي طالب وأنا أتجول في متحف ” توب كابي ” للتاريخ الاسلامي في اسطنبول ، وبماذا رددتُ عليه ؟
حيث يحاولون ” اصطياد ” الجهلة اصحاب القلوب الكبيرة والعقول الصغيرة من العرب ” بسنارة ” جعفر وغيره لتجنيدهم في خدمة المشروع القومي الفارسي … لمن زار القاعة الكبرى في متحف طوب قابي في منطقة السلطان أحمد في استنبول في تركيا ، وأنا أشرح لزوجتي عن معروضات تلك القاعة من مقتنيات الرسول محمد (ص) والخلفاء الأربعة ، واذا برجل في متوسط العمر أقحم نفسه بيننا وبدون استئذان وقال لي ” هل شاهدتَ السيف الكبير تبع جعفر الطيار ” !! قلت له أين ؟ قال في قاعة أخرى .. قلتُ له ” لكن جعفر لم يشترك الا في معركة واحدة فقط وكان يحمل الراية .. ولم يخبرنا التاريخ يوماً انه قتل شخصاً لا في مؤتة ولا غيرها .. فما حاجته بالسيف ” الكبير ” الذي تصفه !!! سألته من أين أنت ، فرد عليَّ من ايران .. ثم ذهب يبحث عن فريسة أخرى، فأنا لا أنفعه حيث اكتشف انه يتحدث مع شخص عنده ” تضخم ” في عقله و ” ضمور ” في قلبه !! … راقبته فوجدته يجتمع مع مجموعته ، كلهم في نفس العمر تقريباً ومن الذكور فقط ويحمل كل منهم كامرة تصوير ، ثم يتفرقون !! …. في المقالة القادمة والأخيرة التي تحمل نفس العنوان ، سوف نجاوب على سؤال المليون دولار التالي : هل يوجد أحداً من أقرباء الرسول يستحق أن أتشيع له ؟ … هناك معلومات جديدة لم يتطرق لها جماعة ” القص واللصق Cut & Paste ” .. لذلك ترقبوها فهي مثيرة.