23 ديسمبر، 2024 1:42 ص

هل اختلفت السياسات العربية الخارجية بعد نتائج الأنتخابات الأمريكية

هل اختلفت السياسات العربية الخارجية بعد نتائج الأنتخابات الأمريكية

هل يمكن لنا أن نتسائل عن جدوىٰ السياسة الخارجية العربية وما حققته لأغلب الدول العربية تجاة مايحصل في العالم من متغيرات جيوسياسية وعلى مختلف الأصعدة لا سيما التباين الواضح في المواقف الذي لاحظناه تجاه المرشحين للأنتخبات والتي شاهدناها تختلف من دولة لاخرىٰ وأن كانت أغلب وجهات النظر العربية الحكومة تساند المرشحة الديمقراطية هيلار كلينتون، وبعد أن انتهت معركة الرئاسة الامريكية واستطاع الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن يفوز بكرسي البيت الابيض، يمكننا أن نتسأل ايضاً هل خيبت نتائج الانتخابات الامريكية آمال تجار السياسة وأصحاب النفوذ في الوطن العربي وخصوصاً بعض وسائل الاعلام الخليجي علىٰ وجه الخصوص والتي حاولت أن تصور أن الحكومة السورية الحالية والحكومة الأيرانية ربما تكونان هما المستفيدان الاكبر من فوز المرشح ترامب الذي أعلن مراراً وتكراراً أنهٌ لن يسمح لبعض الدول ان تبقىٰ مسيطرة على المتغيرات بمنطقة الشرق الأوسط لا سيما أنها ترعىٰ الأرهاب وتغذيه بحسب وصفه خلال حملاته الانتخابية وهو يقصد بها المملكة السعودية ؟!.
فهل خيب ترامب عهد دول الخليج العربي بعد أن تميزت فترة حكم الرئيس اوباما بمتانة العلاقات معها، سقطت بعض الدول العربية أما الأن وبعد أن عجز الإعلام المسير عبر اموال النفط الخليجي عن أتهام ترامب بالعنصرية، والتوجه لمحارته اعلامياً وتهويل كل تصرفاته وتصريحاته أثناء حملاته الانتخابية ورغم أن البعض كان يرىٰ أن خطابه واضح المعاني وأكثر وعياً وإخلاصاً ربما في تحقيق السلام لاسيما في الشرق الاوسط، وتعهده بإنهاء سيناريو تنظيم الدولة الاسلامية المعروف “بداعش” والتعاون بمحاربة الإرهاب الذي أخذ يهدد معظم دول أوربا، وها هم الاعلاميو البترودولار أن صح التعبير يتكهنون بالقلق والتشاؤم من سياسة ترامب المستقبلية وخطواتهٌ اللاحقة بعد تسنمه رسميا مقاليد الحكم وادارة البيت الابيض خلال الشهرين يناير كانون الثاني القادم .
ونقول لهؤلاء الحكام واعلامييهم بأنهم كانوا على مدى ثلاث سنوات تقريباً وبعد أن سيطر التنظيم الاسود الدموي داعش على بعض المدن في العراق وسوريا تقريباً وليبيا واليمن وغيرها وهم عاجزون عن إيقاف هذا التطرف او حتىٰ معالجتهٌ وثمة الان ضبابية في رؤية كما يبدو للعديد من الساسة والحكام في المنطقة العربية تجاه مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة وأمكانية ان يستمر مستوىٰ العلاقات هذهِ كما في السابق كون معظم هذهِ الدول خصوصاً الخليج العربي تعد حليفاً ستراتيجياً للولايات المتحدة، ويعتقد البعض ان السحر ربما يكون قد انقلب على الساحر .
لا أقول لهؤلاء الساسة وتلك الحكومات أين أنتم من المتغيرات الحالية في المنطقة بعد أن قمتم بضخ مئات الملايين من الدولارات لاشعال حروب اقليمية في عدة اماكن لكن سياستكم الخارجية بالاخص مع القوىٰ العالمية الكبرىٰ لم تحقق سياستكم تلك التوازن الذي كنتم تبحثون عنه ان صح ماكنتم تعلون، ومع بداية اتضاح صورة الاحداث في سوريا على سبيل المثال وانجاه الامور فيها الى حلحلة اعود لاقل للحكومات التي حاولت احراق المنطقة بالحروب والارهاب لقد كانت نظرتكم للحليف الامريكي قاصرة جداً في ظل المتغيرات التي تحدثنا عنها وبزوغ نجم ترامب حالياً ولم تنجح كل محاولات تلك الحكومات في حلحلة الازمات الأيديولوجية للتطرف والارهابية وكذلك انقلاب الشارع العربي راساً على عقب بعد كل تلك الاحداث .
ومنطق العقل والحنكة السياسية تقول ان علينا الان انتظار خطط ترامب وكيف يمكنه معالجة الكثير من التراكمات للادارة السابقة للبيت الابيض، وفي ذات الوقت ليس علينا أن نعلق اللوم على واشنطن فقط وأدارة اوباما، ونغفل عن معظم مشكلاتنا وقضايانا الداخلية وأهمها وجود حواضن فكرية وعقائدية تغذي التطرف والارهاب في عقول الصغار والكبار على حد سواء دون وجود رؤية حقيقة لدىٰ الحكومة والساسة ورجال الدين ايضاً في عالمنا الاسلامي والعربي لإنهاء هذه الكارثة التي تختبئ بين جدران بعض المدارس والجامعات الدينية في الخليج وغيره من الدول .