بدا رئيس الحكومة المنتخبة الجديدة الدكتور حيدر ألعبادي خطوات جادة وحقيقة لتصحيح مسار العملية السياسية والأمنية والاقتصادية بعد التراجع الكبير الذي أطاح بجميع مفاصل الدولة في زمن رئيس الحكومة السابق نوري المالكي،واعلن “اي ألعبادي” عن نفسه كقائد حقيقي يتعامل مع الواقع بمرونة وحرفية وهدوء،وتمكن وبزمن قياسي من اتخاذ إجراءات وخطوات مؤثرة فتحت الباب على خطوات محتملة أكثر أهمية وأشرت لمرحلة سوف لن تكون يسيرة على الفاسدين والقتلة والمجرمين والانتهازيين.
وواضح ان رؤية رئيس الحكومة ووزرائه تنطوي على معرفة ودراية كاملة بكل نقاط الخلل والانحراف والتقصير في كل مفصل من مفاصل الدولة وهذا امر مهم سيمكنهم مع توفر الارادة والرغبة الحقيقة في الاصلاح والمعالجة لتخليص البلاد والعباد من أفات الفساد والتخلف والتراجع.
ولن اضيف جديدا حتما اذا ما اشرت على حالات الفساد والنهب المنظم للمال العام والتلاعب بمقدرات البلاد في جميع وزارات الدولة ومؤسساتها لان هذا التلاعب والنهب والسمسرة واضحة ومعروفة للقاصي والداني ولهذا فان ما يقوم به العبادي ووزرائه وخاصة وزراء الداخلية والدفاع خطوات مدروسة وعلمية لكنه مع هذه المعرفة والدراية يحتم على كل انسان يملك ضميرا حيا وحبا للعراق وشعبه ان يؤدي واجبه وان يؤشر مواطن الخلل ويخبر عن حالات الفساد والسرقة والسمسرة.
ومع ما اعلنه العبادي عن اكتشاف اكثر من 50 الف رجل امن فضائي وبطريقة بسيطة فان ما تختزنه وزارات ومؤسسات الدولة من فضائيين وفاسدين ومرتشين يفوق هذا العدد أضعاف المرات،ويبدوا ان معدن هؤلاء الفاسدين ينتمي الى الجنس البشري عموما وليس له علاقة بالتربية والتاريخ والمستوى ألمعاشي والأخلاقي بدليل ان احد اهم واكبر السماسرة في وزارة التعليم العالي المدعو محمد عارف البصري،ينتمي الى عائلة معروفة ومجاهدة ومن هو والده ..انه عارف البصري ..الشهيد والمفكر والمربي والقائد في حزب الدعوة،لكن كل هذه الألقاب والعناوين والتاريخ لم تقف رادعا بوجه الابن ليكون سمسارا في بيع المناصب والعمادات ورئاسات الجامعات لمن لديه القدرة على الدفع وبالعملة الصعبة وبعلم ومباركة النائبة زينب عارف البصري التي هي شقيقته،حتى وصل سعر عميد الكلية في سوق البصري” 12 شدة “عدا ونقدا.
اعتقد ان مهمة السيد العبادي لن تكون يسيرة لكنها ليست مستحيلة في القضاء على الفساد والمفسدين في كل مفاصل الدولة لان هذا المرض يسري في كل جسد الوطن ومؤسساته ولم يقتصر على المؤسسات الأمنية فقط لان مثل هذا الاعتقاد يمثل جريمة كبرى وبما ان التاريخ والشرف قد بدا يسجل للعبادي مواقفه الوطنية والأخلاقية فان عليه ان يستمر بعملية التنظيف ويضرب بقوة القانون حثالات الزمن الاغبر من القتلة والمجرمين والمرتشين من امثال محمد عارف وغيره.
طلب اخير من الدكتور العبادي هو ان يامر محمد عارف البصري ان يرفع الصورة التي تجمعهما معا لانها تسيء الى مواقف رئيس الوزراء الاخيرة،وحتى لا يقول البعض شبيه الشيء منجذب اليه وبالتالي تكون كل إجراءات العبادي محل تشكيك وتندر.