15 نوفمبر، 2024 12:44 م
Search
Close this search box.

هل أتاكَ حديثُ الاستقالتَيْن ؟

هل أتاكَ حديثُ الاستقالتَيْن ؟

-1-
بمجرد أنْ ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية في المملكة المتحدة، وأعلن عن فوز حزب المحافظين فوزاً ساحقاً بالنسبة الى حزبَيْ (العمال) و(الاحرار) ، سارع زعيما حزب العمال والأحرار، الى تقديم استقالتَيْهما من زعامة حزبيهما .

-2-

ولا تحتاج معرفة السبب الى ذكاء …

انهما فشلوا في احراز التقدم المطلوب لحزبَيْهما فاعترفا بفشلهما ، وبادرا الى التنحي .

-3-

إنّ الاعتراف بالفشل يحتاج الى شجاعة ، وهذه الشجاعة –للاسف – لايملكها معظم السياسيين عندنا .

-4-

انّ الفارق بين السياسي (الغربي) و(العراقي) هو أنّ الثاني لايسلم بالفشل ، وانما يُرْجِعُه الى عوامل وأسباب خارجة عن نطاق مسؤوليته ، ويُلقي باللائمة على غيرِهِ … ،

-5-

واذا كان الانسان (الشرقي) حريصاً على الارتباط بشخص عظيم يقودُهُ ويُوصلُه الى ما يريد ، فان الانسان (الغربي) حريص على الكيان والمنظمة التي تضمن له تحقيق ما يصبو اليه .

من هنا تأتي الاستقالة حفاظا على مصلحة الكيان ، الذي لابُدَّ له من اختيارِ زعيمٍ جديدٍ يتولى زمام القيادة لدفع عجلته الى الأمام …

-6-

والاستقالات من المواقع القيادية في العراق الجديد أَنْدَرُ من الكبريت الاحمر ..!!

ولا نقول انها معدومة ، ولكنها محدودةٌ قليلةٌ للغاية .

-7-

انّ التشبث بالمناصب ، بالرغم من تراكم الفشل ، انما يكشف عن حرصٍ على الاستحواذ على المكاسب والامتيازات والمنافع والفوائد على حساب مصالح البلاد والعباد، وهذا مؤشر سلبي خطير ..!!

-8-

ويُعّد المنصب حصناً من حصون الجهة السياسية التي ينتمي لها صاحب المنصب .

انه لم يصل الى منصبه ببراعاتِهِ ومواهِبِهِ، وانما وصل اليه عبر “المحاصصة” .

ومن هنا : فلابُدَّ أنْ يبقى مُمثلاً للجهة التي اختارَتْهُ .

والغريب أنَّ كثيراً من الجهات ، لاتختار للمناصب التي تكون من حصتها ، أفضل مَنْ عندها من العناصر ..!!

-9-

انّ الاستقالة مما لايخطر على بال الذين تسنموا المناصب دون ان يكونوا مؤهلين لها .

انهم يعلمون أنها فرصتُهم الوحيدة لتحصيل الموقع المرموق ، فكيف يُضيّعونه ويتركونه ؟!!

-10-

أما الرأي العام فهو شديد التقدير والاحترام، لمن يُقدم مختاراً على الاستقالة حين لا يرتضي مجمل ما آلت اليه أحوالُ العمل .

كما أنّه – اي الرأي العام – شديدُ النقد والاستهجان، لكلّ الفاشلين المتشبثين بمناصبهم ، ذلك أنهم يفضلّون مصالحهم على المصالح العليا للبلاد والعباد .

انهم ( يربحون) ما تدّر عليهم هذه المناصب من مغانم ، ولكنهم (يخسرون) الثقة بهم ، ولا يستطيعون النفاذ الى قلوب الناس …

وبالتالي فلن يكون لهم ما يحلم به الرجال، من تاريخٍ وضّاء ، وسجلٍ حافل بالتقدير والثناء .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات