23 ديسمبر، 2024 6:52 ص

هلوســـــة لمن يعنيهم الأمر رسالة مفتوحة الى الاخ أنور الحمداني

هلوســـــة لمن يعنيهم الأمر رسالة مفتوحة الى الاخ أنور الحمداني

هلوسة رقم ( 1 )
مياه ملوثة بالدم .. ودم ملوث ممزوج بالتراب .. وتراب مختلط بالرمال .. ورمال تستقبل الجرحى من الطرفين !! وكل الاطراف تلهو بلا رادع من ضمير .. الحاكم يرقص فرحا بالكرسي .. وينهب الاموال ثم يصدر فرمانا يستقطع فيه لقمة الفقير خوفا عليه من التخمة !! فالتخمة لاتليق إلا بالحكام ! وزير الكهرباء يعمل بالبطارية ! ووزير النقل يسرق الطائرات ويدسها في جيبه ! نعم .. فجيبه لايملأه سوى التراب .. وزير النفط امتنع عن شرب المياه وتحول الى شرب النفط مع ( عمامه ) هناك قرب يافا غير المحتلة .. وزير الصناعة يلبس ثيابا أنجليزية المنشأ . ويشرب المياه المعدنية القادمة من غرب أوروبا ! .. حتى الشمس سرقها السيد الحاكم وقيدها في سجل العائلة المالكة .. رئيس الإقليم يزف بشرى الإنفصال بغير قلق .. (( خليهم ياكلون((

هلوسة رقم (2)

يتوقف التاريخ ، تتقارب المسافات لتلتصق ببعضها البعض ، تكفهر الأماني فتغادر غير مأسوف عليها ؛ تتمايل الناس ذات اليمين وذات الشمال ، من يراهم يظن أنهم سكارى – وما هم بسكارى – لكن توقف التاريخ جعل منهم دمية يلهو بها الأغبياء ، في أحدى الزوايا المحاذية للرواق المقابل يسكن أحد الأثرياء .. يبحث عن أنثى – ليست زوجة – ليشبع رغبات اكل الدهر عليها ، صعب الامر عليه في بادئ الامر لكنه سرعان ماعثر على المئات منهن !! .. كل الحياة متوقفة حتى إشعار آخر بمعنى أصح حين يأذن السلطان ! .. والأمهات لم يعدن يندبن أبناءهن الغائبين وهن يعلمن أنهم ذهبوا للتظاهر في إحدى الساحات القريبة والتي صارت بعيدة عن متناول الجميع ! لا بأس ! الكل نائمون في العسل ! .. قالوا : لا بد من المرور صوب متاجر الأزياء لنرى ( التحولات ) الديمقراطية التي هبطت علينا من بلاد الرذيلة المباحة شرعا ! لم نجد سوى سراويل لن تحجب العورات ! نعم إنها الحرية وأية حرية جاءوا بها . سأكتفي بهذه الهلوسة فمفعول ( الحباية ) قد انتهى ! ربما سأكمل معكم بعد حين عندما ( ابلع ) واحدة أخرى .. وسيكون لكل حادث حديث ..

هلوسة رقم ( 3)

تحرك التاريخ بعد ان كان واقفا لبرهة من الزمن ، لكن حركته بطيئة جدا لدرجة فار التنور فيها فتشظت أركانه بكل إتجاه ، ولم تعد ذات الألواح والدسر قادرة على حمل اجناس من كل زوجين إثنين وأقتصرت على ذكر دون أنثى أو بالعكس ! .. إستمرت أمي تندب حظها لفقدان ولدها الوحيد ، أنه لم يمت سريريا بالمعنى المألوف إنما بعاهة حالت بينه وبين البشر . فظل عائلا عليها فأذاقها من العذاب ألوانا ! أيها النائمون : هيا استيقظوا وكونوا مستعدين لملاقاة يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ! فلو إتجهتم شرقا ضعتم ، وإن إتجهتم غربا قتلتم ، ولا سبيل امامكم وأمامنا سوى الأعتدال والوسطية ، كل من حولنا يرومون سفك دمائنا .. في فلسطين يقتلوننا وكذا في سوريا وليبيا وتونس والجزائر والعراق والسودان واليمن وسائر الأمصار التي تعج بالفوضى والحركات المتأسلمة التي تتاجر بالدين عنوانا فقط .. كونوا على يقين أن كل ما هو قريب آت .. عذرا لهذه الهلوسة لأن مفعول المخدر هذه المرة أقوى من السابق ! أتدرون لماذا ؟ لأنه كان مستوردا بعلم سلطات المطار !! ربما سنكمل الهلوسة في قوادم الأيام لو كان في العمر بقية ..

هلوسة رقم ( 4 )

أتمنى ان تظلي قريبة مني هذا اليوم ، هناك من يحاول قتلي بسلاح قادم من أرض العرب ! .. وجودك معي يوفر شهادة غير مجروحة في محاكم الوطن .. لم أحتس المشروبات ( الروحية ) منذ يومين !! فعلى الرغم من أنها ( روحية ) إلا إني أراها مؤذية لروحي كلما ( طفحتها ) .. سم ممزوج بالسبرتو نشربه رغم علمنا بمضاره وحرمته !! انه عصر جديد فالسكارى هم أبناؤه النجباء .. هيا قولي لطفلك دع عنك شرب الماء وتحول الى غيره .. سيأتي يوم ما يغسلون الموتى بالخمور أرضاءً للسيد الحاكم .. فيما مضى تعرضنا للضيق بسبب ولاءنا للأوطان أما اليوم فأنهم يكافئوننا لخيانتنا !! يبدو أن حبوب الهلوسة قد شاعت في أرض الأسلام ولم تعد ممنوعة حتى في أوقاتٍ يرفع فيها الأذان لصلاة الفجر !!!!!

مضى وقت على تلك الاستراحة الضائعة في وقت مستقطع ! ليتكم تمنحوني وقتا مضافا لأعبر عما يجول بصدري من هواجس .. إنها لاتلبث هنيهة حتى تخرج بشكل مدوٍ سيسبب القلق للبعض ! لكنه مقبول عند أهل الفطر السليمة . أنه قلق مشوب بالحذر وأي حذر أعني ؟ أنه الحذر من عاديات الحكام المترهلين الملتصقين بالرذيلة بمحض أرادتهم .. لماذا ؟ لأنهم هانوا على انفسهم فسهل الهوان عليهم !فبين لص أرعن وبغي العن نظل نراوح يمينا وشمالا وغيرنا يلهو بنا كما يلهو الطفل بلعبته القديمة ! .. هاهم يبيعون الأمهات في اسواق النخاسة ثم يلطمون حزنا عليهن .. بعدها يتبادلون الانخاب سرا في قاعات مغلقة ضاع فيها الشرف طواعية .. لامكان للشرف ولا للناموس بين أراذل ألتهموا روث الأبل بين توافق وتدافع ثم ولوا وجوههم قبل الشقيقة ( اسرائيل ) لينالوا بركتها ! .. وفجأة تحولوا صوب أتاتورك ليتعلموا العلمانية على اصولها الحديثة ، لكن الأخير تمكن من التسلل الى غرف نومهم والتقط لهم صورا وهم عراة يناطحون جبالا من اللحم الاحمر المستورد من جورجيا والصين .. ليتنا متنا قبل أن يبيعوا أمهاتنا البريئات .. عاش الموتى وليسقط الأحياء مثلما سقطت ثمود !!!

وما زالت حبوب الهلوسة القادمة من إيران تباع بعلم السيد الرقيب … رجاء لاتؤاخذوني على الهلوسة !!