تطوع الابرار الابطال للدفاع عن الوطن تلبية لنداء المرجعية العليا في النجف الاشرف واقتحموا ساحات القتال قرية محلة بستان شارع صحراء جبال سهول وحتى مبازل فالعدو هو داعش وبالرغم من ذلك كيف ينظر السيد السيستاني للانسان كانسان وخوفا وتحذيرا من قتله بغير ذنب فقد جاءت هذه العبارة في الوصية الرابعة من وصايا سماحته للمقاتلين ” فإن وجدتم حالة مشتبهة تخشون فيها المكيدة بكم ، فقدّموا التحذير بالقول أو بالرمي الذي لا يصيب الهدف أو لا يؤدّي إلى الهلاك، معذرةً إلى ربّكم واحتياطاً على النفوس البريئة.” .. هو داعشي يروم قتلي بالرغم من ذلك يوصي السيد المقاتلين بتحذيره قبل قتله لربما يرتدع ونتجنب سفك الدماء .
اليوم وفي المظاهرات التي اجتاحت العراق باستثناء مناطق تعرفونها ، حدث جرائم يندى لها الجبين القتل وبدم بارد للانسان باستخدام الكاتم والقناص وحتى السكين لمجرد انه يطالب بحقوقه بل البعض ابرياء يقفون مع المتظاهرين يرفعون العلم العراقي فقط ، بل جريمة الوثبة وصمة عار بمن شارك وتجمهر للمشاهدة بل وحتى من قام بالتقاط الصور والاقبح صورة ( السيلفي) لتعطي صورة سيئة جدا عن ما يجري في العراق .
والفقر لا يقل خطورة عن القتل بل هو اشد وقد يكون السبب للقتل ، الفقر الذي تفشى في المجتمع العراقي نتيجة للسياسات الرعناء المفعمة بالفساد والمصالح الشخصية للطبقة السياسية التي لم ولن تتوانى في التمادي في سياستها المصلحية دون النظر الى مصالح بل حقوق الشعب العراقي ، ولم تكتف بما استحوذت عليه من اموال بطرق يعتقدونها قانونية لانهم هم من شرعوا هذا القانون للحصول على هذه المكاسب المادية التي ستزول في يوم ما وتقفون امام الله عز وجل بسببها طويلا ـ لم تكتف بذلك بل التشبث بالمناصب وحتى العبث بامن المواطنين .
منهج المرجعية ينبثق من منهج اهل البيت عليهم السلام في رعاية مصالح المجتمع وفي رواية للامام علي عليه السلام عندما التقى بشخص يقول للامام علي انا لا اصلي خلفك لا جماعة ولا جمعة ولا اتبعك واخرج معك للجهاد ، فقال له الامام عليه السلام طالما انك لا تؤذي الناس فلا تعنيني ان اتبعتني او ابغضتني ، هكذا هو خطاب اهل البيت عليهم السلام المهم سلامة المجتمع وعدم تعرضه للاذى الاعتداء .
ولو عدنا لاغلب خطب الجمعة التي تؤكد الاصلاح ومحاربة الفساد وتقديم المفسدين للعدالة الا انها لا تشخص بالاسم لان مسالة مقاضاة الفاسد شيء ولها اصولها ومسالة التشهير بالفاسد شيء اخر ومن هذا المنطلق فحري بنا ونحن من يدعي تقليد السيد السيستاني ان نتعلم ذلك فليس التقليد فقط ما يخص الصلاة والصوم والاحكام الشرعية ، بل الجانب الاخلاقي جدا مهم فالنصيحة قد تكون قولا موجه لنا وقد يكون تصرف من سماحته يرشدنا من خلاله للصحيح ، وللاسف الشديد هنالك مواضيع وتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي فيها من التسقيط والتهكم بشكل لا يرتضيه الاسلام وخارج ضوابط الاخلاق الاسلامية ، تخيلوا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) -: لو رأيت رجلا على فاحشة؟ قال: أستره، قال: إن رأيته ثانيا؟ قال: أستره بإزاري وردائي، إلى ثلاث مرات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا فتى إلا علي، وقال (صلى الله عليه وآله): استروا على إخوانكم.
فالانسان ليس فقط له حرمة الدم بل حرمة الكرامة والشرف والانسانية وكل ما يتعلق بها فالله الله بستر عيوب الناس ولا تبرروا اعمالكم باسباب واهية فانها لا تنفع يوم القيامة .