23 ديسمبر، 2024 12:39 ص

هكذا يدخل الخراب في بيوت الذين يقاطعونالإنتخابات رغماً عنهم

هكذا يدخل الخراب في بيوت الذين يقاطعونالإنتخابات رغماً عنهم

80% من الشعب العراقي لا يشتركون في الإنتخابات، بحجج مختلفة منها “كلهم حرامية” و “أمريكا جابتهم و هية تريدهم” و “تنتخب ما تنتخب همة باقين” و “كلهة بيديهم” و “السلاح المنفلت راح يكتل كل إللي يشترك بالإنتخابات” و..و.. إلى آخره من هذه الهرطقات. و لكن رغم كل هذه الهرطقات فإن أهالي بعض المناطق الجنوبيةإنتفضوا على هذه الهرطقات و إشتركوا في إنتخابات 2021 و إنتخبوا وجوه جديدة مستقلةالذين أصبحوا أعضاء في البرلمان رغماً عن الحرامية و أمريكا و السلاح المنفلت، فالهرطقاتلا وجود لها و لا تعشعش في رؤوس إلاّ من يعتقد بأنها حقيقة.

الذين يقاطعوون الإنتخابات يعتقدون عن قناعة تامة بأن مقاطعة الإنتخابات يمنع الخراب من دخول بيوتهم، و لكن ما يحصل هو العكس من ذلك، حيث يدخل الخراب في بيوتهم من أبواب متعددة رغماً عنهم، و من هذه الأبواب:

* تخفيض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار:نتيجة مقاطعة الإنتخابات و عدم إنتخاب وجوه جديدة و بقاء السلطة بيد الأحزاب المخضرمة كثرت سرقة أموال الموازنة العامة بالعقود و المشاريع الوهمية بحيث بلغت 250 مليار دولار أمريكي منذ عام 2003 كما صرح بذلك وزير المالية في ندوة إقتصادية بتاريخ 3 تشرين الأول 2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء، و أضاف في حديثه بأن هذا المبلغ يبني عدة دول و أن  إنفاق هذه الأموال لم يكن هدفه إقتصادياً و إنما إستفادة مالية لبعض الجهات مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة. و نتيجة لهذه السرقة حدث عجز في ميزانية الدولة و لتلافي إنهيار قيمة الدينار العراقي تم تخفيض قيمة الدينار و كان من نتيجة ذلك إنخفاض الدخل الحقيقي لجميع أفراد الشعب و من بينهم حتماً الذين قاطعوا الإنتخابات، و الأسوأ من ذلك إرتفعت أسعار البضائع المستوردة مضيفة عبئاً آخر على كاهل جميع أفراد الشعب ومن بينهم طبعاً الذين قاطعوا الإنتخابات.

* إنتشار المخدرات: أعلنت مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية بتاريخ 19/12/2021 بأنه تم إلقاء القبض على أكثر من 11 ألفاً من المتعاطين و التجار و المروجين للمواد المخدرة خلال عام 2021، 60٪ منهم هم تجار مخدرات، و أن الفئة العمرية من المجتمع الأكثر تعاطياً للمخدرات هي بين 15 و 25 عاماً. أي أن عدد تجار المخدرات الذين تم إلقاء القبض عليهم في عام 2021 بلغ 6600 تاجر و اللّـــه أعلم بالعدد الحقيقي للتجار الذين يصولون و يجولون في أنحاء العراق، و بالتالي فإن عدد الذين يتعاطون المخدرات ليس بالعدد القليل، و حتماً فإن من بين الذين يتعاطون المخدرات هم من ذوي الذين يقاطعون الإنتخابات فهم ليسوا بملائكة ليستطيعوا مراقبة و متابعة ذويهم ليمنعوهم من تناولها.

* غياب السيطرة النوعية: في ظل الفساد المستشري غابت، أو تضاءلت، السيطرة النوعية للدولة على البضائع و السلع المستوردة و المنتجة محلياً، و من نتيجة ذلك يمكن أن نتناول أدوية منتهية الصلاحية و تم تزوير تاريخ إنتهاءصلاحيتها، و يمكن أن نستخدم منتجات رديئة التصنيع تعطل بسرعة لا تستحق المبالغ التي صرفت لشرائها، و غيرها الكثير من الأمثلة، و كل هذه البضائع و السلع التي غابت عنها السيطرة النوعية فإنها تدخل في كل بيت عراقي و هي لا تميز بين من يشترك في الإنتخابات أو يقاطع الإنتخابات.

و ما خفي كان أعظم …