هيئة الاعلام و الاتصالات انموذجا
العراق كله عندهم أَرجُل كرسي السلطة ؛ هكذا صيروه ؛ أَذكر يوما عندما كنت مديرا لدائرة الاعلام في هيئة الاعلام و الاتصالات ، فوجئت بإن إذاعة بي بي سي عربي وإذاعات عالمية أخرى غير مرخصة في العراق ، و عندما سألت رئيس قسم التراخيص أجابني : بإن الترددات جميعها مشغولة و لا يوجد مكان فيها ، ضحكت و قلت له بي بي سي تأسست قبل اكثر من سبعين سنة ألم تُدرك لها رخصة !؟ و طلبت منه ان يقدملي قائمة بكل الإذاعات المرخصة و غير المرخصة ، و هنا بدء الامر واضحا ؛ فقبل المحادثة هذه باربعة أشهر الهيئة رخصت اذاعة بائسة تعود لقيادي في السلطة ، و ان الإذاعات المرخصة جميعها تعود لجهات في السلطة وهي على الأغلب إذاعات دينية ، و عندما طلبت منهم اعادة هيكلة منح التراخيص بما يحقق توازنا في الخطاب الاذاعي ، بما يحقق الوظيفة الإعلامية في المجتمع ، بدأت احال الى لجان تحقيقية بتهم ما انزل الله بها من سلطان هكذا كل شيء يجري الاعلام و الأمن و الطاقة و المال و جميع المؤسسات توظف من آجل حفظ وجودهم في السلطة ، الاعلام في العراق عمل و يعمل ان يبقى الناس قابعين في حفر اثنياتهم و طوائفهم و احزابهم ، فيشكلوا في الانتخابات هذا الشكل البائس من مشهد المحاصصة الذي كل ويلاتنا من تحت راْسه ، و هذه بالضبط المهمة التي تقوم بها هيئة الاعلام و الاتصالات التي يتولى امرها احدهم .يومها أَخبرت من اثق بإنه يعمل من اجل دولة عراقية و ليس من اجل سلطة لعوائل كما فعل صدام التكريتي ، فحدق بيه بنظرة عرفت اننا اصغر و اضعف من ان نقوم بذلك ( فاستقلت من الادارة و من الوظيفة حتى )