23 ديسمبر، 2024 11:16 ص

وسع خطواته استعدادا للفرار، رجل في العقد الخامس من العمر، اثار ذلك استغراب المارة في الشارع الذي يطل عليه باب المحافظة… الزمن الجميل، عندما كان الصدق مقياسا لشخصية الانسان ومصداقية العائلة والناس، بساطتهم وحبهم لبعضهم البعض هو سياستهم الوحيدة التي تربطهم بالحكومة والقانون ، اسم الزعيم عبد الكريم قاسم وصورته المختزنة في صندوق جدتي حتى غيبها الفناء عنها وبقيت الصورة في بيتنا خالدة لحد الآن ، هو دأب الفقراء فهو السياسي الوحيد في تاريخ البلد الذي اعطى ولم يأخذ ، كان للقانون قدسية واحترام لا يتحمله ، اليوم ، ساسة الصدفة والجهل والالتصاق وحتى لا يتصوروه في احلامهم مادام احدهم  يجد الناس صغارا حين ينظر من مكانته السياسية الفارغة ولا يدري ان سقطته الشكسبيرية ستكون اشد  من سقطة عطيل وهاملت نحت اقدام الخيانة والغدر…!
كرمه المتصرف(المحافظ الان) ذات يوم وهو رجل  فقير منا بمبلغ من المال ،لا تدري كم يكون ذاك كبيرا عند فقير ، وما اكثر الفقراء فينا…. ذهب الرجل ، وقدماه لا تمس الارض من شدة الفرح….يتمتم….آخ…المتصرف..!! وفي راسه الاف الخطط والمتاهات لصرفه وتصريفه على حاجاته الغير قابلة للعد ، وصل الرجل امين الصندوق (زعيط) وبكلمات ثقيلة كثقل الكرسي وطاولة الموظف ، قذفه نحو مراجعة الموظف الآخر (بعيط) لاستيفاء اجور الماء وسدد المسكين ربع المبلغ وقبل ان يذهب استوقفه الموظف واشار له بالذهاب الى الاستاذ (جعيط) ليسدد قائمة الكهرباء وفعل المسكين ودفع الريع الآخر من المكرمة التي لم يستلم منها شيئا لحد الآن ، وقبل ان يذهب نصحه موظف الكهرباء ان يذهب الى الاستاذ (معيط) ليسدد قائمة الهاتف وفعل الرجل ذلك وسدد الريع الثالث من المبلغ وبدلا ان يعود الى امين الصندوق الاستاذ (زعيط) لاستلام ما تبقى، اختلس الخطوات وانزلق نحو الباب وهو مأخوذ بما يحدث ، يتلفت يمينا وشمالا خوفا من استيفاء ملابسه ثمنا لقائمة اخرى لم تظهر بعد…….ربما شم النسيم….الله اعلم………..