18 ديسمبر، 2024 4:21 م

لم يكن من بد….
لم اجد غير هذا الطريق اسير به خطوة فأخرى لأصل الى النهاية .
نهاية حياة استمرت لعقد من الزمان…
ياه …عقد من الزمان …عشر سنوات…مائة وعشرين شهر وكم ضمت من اسابيع …وكم ضمت من ايام وساعات ودقائق وثوان.
ربما طال بي الحديث ولم اقل الذي ينبغي ان اقول .
ماذا اقول وقصتي تحمل الكثير من الانكسارات لان زوجي وعائلته ليسوا اشخاصا عاديين يمكن التعامل معهم بأساليب الرفق والاحسان والتسامح وتجاوز الاخطاء انهم في حقيقة الامر وان كنت غير متجنية في القول انهم حقد دائم ابدي صلب كما الفولاذ لا ينفذ اليه نور المحبة ولا يستحقون المغفرة.
عشر سنوات مذ فارقت بيت ابي الى دار زوجي .لم يكن ابي موافقا على هذا الزواج وعذره وهو محق في ذلك هو انني لم ازل صغيرة وفعلا كنت صغيرة ,صغيرة على حياة زوجية وصغيرة على تحمل اعباء اسرة زوج ومتطلبات زوج ومسؤولية اولاد .
لم اكن ابلغ من العمر الا اربعة عشر عام وكانت شقيقتي التي تكبرني بعامين لم تتزوج ووجد ابي في ذلك عذرا مقنعا آخر قدمه سببا للرفض ففي عرف العائلة السائد هو زواج البنات والابناء بحسب العمر اي الاكبر فالأصغر .
هكذا رفض ابي الزواج لكنهم ظلوا مصرين على تجديد طلب يدي شهورا وذات يوم دخلت بيتنا ام الخاطب الذي هو ابن خالتي شقيقة والدتي المتوفاة واصرت على مقابلة والدي الذي كان وقتها خارج البيت يؤدي عمله المعتاد لذا طلبت من زوجة ابي التي اعتبرها امي قائلة لها:
اتصلي بيه وكليلة ام احمد تنتظرك .
ما كان من زوجة ابي الا ان فعلت ما طلب اليها ولم يمض من الوقت الا ساعة واذا بابي يدخل البيت مرحبا بخالتي التي ابدت من الحنو والعواطف ما ابدت قائلة:
ابو سرمد اني من جيت اخطب سوزان ما اعتبرتها بنت اختي الله يرحمها تره والله اعتبرها بنتي وكل قصدي اتظل ذكرى اختي دائما ..ارجوك ابو سرمد لا تكطع صلة الرحم .
لم تكتف بهذا الكلام لكنها ذرفت دموعا تخللتها شهقات جعلت والدي في حيرة من امره ولم يجد امامه الا ان يقول:
يابة البنية بعدها ازغيرة كل عمرها ارباطعش سنه …هسة اذا كانت اختها الاكبر بعمر سطعش سنة وبعدها ابيتي لان هي هم مازالت زغيرة فشلون انطيج سوزان …؟
عادت الى حديثها المفعم حنوا وحبا وعواطف قائلة:
ابو سرمد الله ايخليك البنية وين راح اتروح هي عندي واني ابد ماقصر اوياهاوالله لدللها دلال واذا على نصيب اختها يجي بوكته ..تدري اني اختاريت سوزان لان تشبه امها واني اشكثر احب امها الله يرحمها…لتكطع صلة الرحم احلفك بالله تعالى وبروح المرحومة .
هنا اسقط في يد ابي ولم يجد منفذا للخروج بعذر ولا وجد من يقبل العذر خاصة حين اقسمت عليه بالله تعالى وبروح المرحومة امي ………………..ياه ….يا أمي.
………………………………..
أمي(جنة) هذا هو اسمها وهي في حياتها كانت جنة ابي ولم يكن من رجل متعلق بزوجه كما كان ابي متعلقا بجنة واسمعهم دائما يقولون ان ابي لم يكن يناديها الا (جنتي) كانت جميلة يشارلها بالبنان وكانت طيبة احبت الجميع واحبها الجميع وكانت خيرة فانفتحت ابواب الخير للعائلة وكانت حنونا وسع فؤادها الجميع وهي صبورة على الشدائد اذ واجهت الشدائد والمحن بصبر جميل مؤمنة بحسن العواقب فيسر الله تعالى من الامور ما شاء تيسيرها ,
امي في حياتها كانت جنة ابي وهو ايضا كان لها الحياة والسعادة .
كان زواجهما زواجا تقليديا لكن الالفة جمعتهما وعاشا سنوات وسنوات بسعادة ورفاء ورزقا ابناءا وبنات لكن القدر كان يترصد لهما بفاجعة …
اه …يا لتلك الفاجعة …نار ازلية تحرق القلوب ولا يبرد لظاها واجرت من مآقي العيون دموعا لم تزل وبعد تلك السنوات الطوال تنهمر عند استعادة الذكريا ت …
فاجعة قصمت ظهر ابي فصار اشبه بمن يحيا دون احساس بالحياة بين جنبيه فؤاد مكلوم لا يجد له بلسما بل هو في حقيقة الامر لا يجد في نفسه رغبة للبرء والشفاء كأن ذلك الالم حلقة وصل ابدية بجنته التي فارقها بإرادة الله وقدره .
امي …صورتها لم تزل مؤطرة بالورد موشحة بوشاح الحزن ………
امي …التي ادعت خالتي يوم خطبتني لابنها انها ستكون لي اما وبهذا فقط قبل ابي الخطبة وتم الزواج فهل كانت حقيقة اما رؤوما او خالة حنون ….؟