عندما تهوي أجساد المقاتلين وتحلق أرواحهم نحو العلى لتلتحق بركب الشهداء في عليين ويمتزج تراب الأرض بدماء الجرحى وهم يدافعون عن وطنهم فلا مجال لأي تعامل بروتوكولي أو منطق للدبلوماسية أو حفظ لللحمة الوطنية أو سكوت على الباطل ومهادنة للمفسدين في الأرض فلابد من توضيح ومواجهة حقيقية لكل الأمور وما يجري على الساحة وتسليط الأضواء على مخططات ترسم من وراء الكواليس تفوح من بين ثناياها رائحة الخيانة وأفعال تصدم الواقع ، هل يعقل أن تستمر الخيانة بمرأى ومسمع البشر ولا من إنسانية على هذا الشعب المظلوم ولا من نصرة لأبناءه الغيارى حقآ إن الحاضر الذي نعيشه أكثر من عجيب وأشد غرابة مما يتوقعه الإنسان .بعد أكثر من عام على إنتظار إستكمال التخطيط والتهيئة والإستعداد والموافقة والضوء الأخضر لتحرير قرية البشير وبعد التي واللتيا والضغط المتواصل عبر كافة الوسائل سمح لفرقة العباس ع القتالية والقوات المتجحفلة معها بشن هجوم محوري على قرية البشير لتحريرها من دنس الإرهاب والقضاء على داعش وإستئصالهم عن بكرة أبيهم ولا يبقون لهم باقية ، بدأت المعركة وسقط فيها شهداء لنا وجرحى في ظل معارك غير تقليدية وحرب ضد عصابات إجرامية تستقي خبرة عالمية وتمويل ودعم من جهات عديدة ، من مجريات المعركة إن تعسر إخلاء الشهداء في الصولات فمما لايقبل الشك لابد من إخلاء الجرحى بأقصى سرعة حفاظآ على حياتهم مقرونآ بتلقي العلاج المناسب دون أي تأخير أو إنتظار ومماطلة وهذا ماحدث لجريح من أبطال فرقة العباس ع القتالية حيث تم إخلاءه ونقل الى الخطوط الخلفية ولكون إصابته بليغة تم نقله مباشرة الى أحد المستشفيات في ((الإقليم)) ، وفي صالة الطوارئ بعد كتابة أسمه وعمره وعنوانه سألوه أنت شيعي أم سني ؟؟!! فصعق وهو مسجى على نقالة الجرحى من هول الصدمة على هذا السؤال وإغرورقت عيناه بحبه للعراق وأجابهم بصوت إختزل جراحاته ودماءه وآلامه غير آبه بحالته .. أنا مواطن عراقي مجاهد متطوع في الحشد الشعبي لأدافع عن أرضي ووطني وعرضي ومقدساتي أنا مقاتل قادم من أقصى جنوب العراق منبع الأخوة والنخوة والكرم لأشارك أخوتي في شمال الوطن لتحرير أرض البشير المغتصبة بيد أعداء الوطن والدين والإنسانية أنا من أبطال فرقة العباس ع القتالية التي تستمد عزمها وقوتها وبسالتها وإقدامها من حامل لواء الحق أبا الفضل ع أبا الجود والفداء والإبا أنا مواطن عراقي مسلم شيعي……… ..لن يتوقع أحد ماذا كانت ردة الفعل لأصحاب الشأن وكوادر الإنسانية والعناوين الملائكية التي عاهدت الله بقسمها على الإخلاص في تأدية عملها وصون الأمانة في إنقاذ النفس البشرية..!!وضعوه في زاوية من زوايا الطوارئ ولم يبالوا بإصابته بل لم يعيروا له أهمية تذكر وبقي على هذه الحالة لحين وصول أخوته وأهله ليخرجوه من صالة الطوارئ الطائفية !! يرمقون الحاضرين من حولهم بنظرات العتاب وصمت أبلغ من الكلام تاركين لهم تأنيب الضمير إن كان حيآ ..