23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

هكذا اراه ، كان الدينار حصانا .. فهل سيعود؟

هكذا اراه ، كان الدينار حصانا .. فهل سيعود؟

كلما قرأت عن قيام المجلس النيابي العراقي بالاقتراب من تشريع امور تخص الاقتصاد العراقي .. تعوذت من اليوم الذي سيجلس النواب فيه لمناقشة رفع الاصفار عن العملة العراقية في محاولة ل “تكحيلها” .. ولا ارى الا حالة من “العمى” بعدها ان فعلوا..
**
وكلما تبادر الى الذهن هذا الامر المتعلق بالاصفار .. قفزت تركيا امامي باقتصادها المهتريء والتضخم القاتل وارتفاع الاسعار فيها .. ورب قائل سيقول .. ولكن العراق بلد نفطي .. واقول : نعم .. بلد نفطي عائداته النفطية لا تستخدم الا في ميزانية تشغيلية لدفع منظومة الرواتب من دون النظر الى مشاريع تشغيلية حقيقية ومنشآت للبتروكيمياويات او استزراع الاراضي العراقية الخصبة او انشاء ربع معمل يشغل الناس وينتج شيء يمكن للشعب ان يستفيد منه باي شكل من الاشكال..
لننظر ايضا الى مجموعة البلدان التي حذفت اصفار من عملتها:
السودان حذف صفرين من عملته عام 2007، وتركيا حذفت ستة أصفار من عملتها عام 2005، وحذفت زمبابوي في أفريقيا عشرة أصفار من عملتها عام 2008، وبوليفيا حذفت ثلاثة أصفار من عملتها عام 2008، وحذفت كل من رومانيا وإيران ثلاثة أصفار من عملتها عام 2005 و2011، لكن لم تتحسن قيمة العملة في هذه الدول بشكل ملموس وبقي مؤشر التضخم المالي فيها محافظاً على الارتفاع ..
فكيف والاعداء يحيطون بالعراق يريدونه ان يخطو هذه الخطوة لكي يقع في شرك التزوير والتهلكة؟؟؟
**
فعلا .. العراق بحاجة إلى إعادة هيكلة عملته، إذ لا توجد فيها فئة أكثر من 25 ألف دينار فضلا عن نقود معدنية، مما يؤكد أن العملة الحالية لا تنسجم مع إيرادات الدولة العراقية التي لها موازنات مالية كبيرة.
ولكن ..عملية حذف ثلاثة أصفار من العملة العراقية الحالية تشتمل على مخاطر مردها أوضاع العراق (عملية سياسية متعثرة وجيران يكرهون العراق لحد استعدادهم ان يحطموا اقتصاده بكل الطرق المتوفرة والتي يمكن ان يتفتق عنها عقل اي انسان)
عدم الاستقرار الأمني وانتشار الفساد من الامور التي تقف كحجر عثرة امام اي مسؤول قد يقرر القيام بحذف اصفار من العملة الان .. ولننظر الى ما لدينا من امور ..
يسعى العراق الى اصلاح نظام إدارة العملة وتسهيل استخدامها وتقليص عدد الأوراق النقدية من أربعة مليارات إلى مليار و800 مليون ورقة، من خلال حذف ثلاثة أصفار وإصدار عملة معدنية انتهى وجودها منذ ايام الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراقيين بعد ان قام صدام باحتلال الكويت لنقوم نحن بدفع الثمن نيابة عنه ..
فمنذ ان قرر صدام ان يطبع العملة الورقية العراقية من دون غطاء (من الذهب او العملات الاجنبية) طافت العملة العراقية على غيمة من الوهم وانتهت كعملة صالحة وبات الورق الذي تطبع عليه اغلى ثمنا من العملة نفسها .. وهكذا شهدنا ايام سود كان فيها الدينار يسقط يوميا امام الدولار لحد بات فيه راتب العراقي لا يكفي لشراء طبقة من البيض…
**
ويبدو أن اللجنة المالية في وزارة المالية على حد قول احد الخبراء قد استفسرت من البنك المركزي العراقي حول استعداداته لتغيير العملة دون حصول عملية تزوير فيها، ولا اعرف ما كان رد البنك المركزي على وجه الدقة الا اني واثقة من ان العملية لن تمر من دون تزوير واستبدال مزور باوراق صالحة الى اخر مسلسل السرقات وقطع الطريق ونهب الشعب من قبل عصابات الداخل والجيران ..
**
وبناء على تصريح مسؤول اخر في وزارة المالية قال فيه أن المشاكل التي حدثت في البلاد إضافة إلى أزمة البنك المركزي التي أدت إلى تغييرات في قيادته، هي التي أوقفت هذه العملية.
واقول وهكذا ارى الامر .. ان هذا العائق قد يكون الشيء الايجابي الوحيد الذي خرجنا منه نحن العراقيين من الازمة السياسية في البلاد ..
وتلك هي التي يسمونها بالضارة النافعة