تعد حادثة مقتل العمال الايرانيين في ديالى الشغل الشاغل للحكومة العراقية منذ يومين ما دفع القيادات الامنية الى الاشراف على العملية في قرية الندا ضمن ناحية مندلي واعتقال المئات من اهالي القرية بما فيهم مسنون ومايثير الاستغراب ان هذه الحادثة ليست الاولى التي يحدث فيها عمل مسلح لكنه على الاغلب يستهدف العراقيين فلم نسمع يوما ان قائد عمليات امنية ركب طائرة واشرف على عمليات تستهدف ارهابيين فجروا سوقا في مدينة الصدر او الاعظمية في العاصمة ولم نر وزيرا او وكيل وزارة ظهر على الشاشة وكشف تفاصيل العمليات اليومية التي تستهدف ابناء العراق من شماله لجنوبه ، ولم يتجرأ احد من المسؤولين على الاعتذار للشعب العراقي الذي فوضه امره عن التدهور الكبير الذي يعيشه ليس على الامن فحسب بل في جميع مفاصل الحياة .
كلنا نشجب العمل الذي يستهدف الابرياء من أي دولة كانت عراقيين ام غير عراقيين ، ما دفعني للكتابة هو اكتراث المسؤولين العراقيين واهتمامهم بالضحايا الايرانيين بشكل مبالغ فيه واشراف مسؤولين ايرانيين على عمليات امنية في محافظة ديالى وهذا ما يعد خرقا للسيادة العراقية وتدخلا سافرا في شؤون العراق لاننا نسمع دائما عبارات سخط وامتعاض اذا ما صرح مسؤول تركي في تركيا مثلا عن الشأن العراقي ويعتبره بعض الساسة تدخلا في شؤون العراق فما هو التعليق على إشراف مسؤولين ايرانيين على عمليات امنية داخل الاراضي العراقية ؟ !
يعتبر التدخل الايراني في العراق العلامة الابرز في المشهد العراقي وديالى تعيش حالة من الهلع اليومي لا سيما مع تصعيد في العمليات اليومية وتناحر الميليشيات والتنظيمات الاخرى من جهة والقوات الامنية والمواطنين من جهة اخرى ، تعيش مدن معينة صراعا دخليا فيما بينها وخصوصا في ظل تواجد تنظيمات مسلحة معروفة وغير معروفة تخضع لتوجيهات بعض المحسوبين على العملية السياسية وميليشيات مدعومة من قبل جهات سياسية اخرى واحزاب ولا يخفى على الشعب العراقي سبب استهداف ديالى دون غيرها موقعها القريب من العاصمة وحدودها المشتركة مع ايران ومساحتها الواسعة واحتضانها لابنائها من مختلف القوميات و امور اخرى قد نكون لا ندركها نحن لكن من المؤكد ان المشاريع التوسعية خططت لكل ذلك .
المعركة الانتخابية قادمة ونزيف الدم العراقي مستمر دون اكتراث المسؤولين عن حمايته ، وصراع السلطة قائم في الحكومة المحلية بدعم ميليشيات وتحت تهديد السلاح ومهزلة النظام والحصانة ليست الا حبرا على ورق وما يهمنا ليس الا الحفاظ على أرواح ابناء شعبنا التي تزهق يوميا دون ذنب ودمائهم طاهرة لدينا ولا نبالي ان كانت غير مهمة لدى البعض الذين استعدوا للدعاية الانتخابية وراحوا يكشفون عن انيابهم للحصول على مكان في الدورة القامة والتي لن تكون افضل من سابقاتها.