اصبحت سياسة البرلمان العراقي لا تطاق فكل كتلة نيابية في المجلس تغنى على ليلاه لكل واحدة منها اجندة خاصة بها لكل واحدة منها اهداف جاري تنفيذها او جاري العمل في وضع خطط مستقبلية لتنفيذها …..فما يحدث من وقائع في جلسات البرلمان شيء لا يصدقه العقل بداية بالمناوشات الكلامية وصولا الى الاشتباك بالايادي وان دل هذا على شيء فهو دليل على الخطأ الجسيم الذي ارتكبه العراقيون في انتخابهم فلقد صنع العراقيون الدكتاتورية من جديد على عكس ما حدث في الماضي عندما كان البعث الفاسد يحكم العراق هنا الفرق بين الدكتاتوريتين إن الاولى التي تنتمي للبعث صنعها البعثيون بقوة الحديد والنار بينما الثانية فقد صنعت ما بعد تحرير العراق من طاغية العصر ( صدام حسين ) حيث حملت مفردات التحرر والحرية التي حلم بها العراقيون الى اجراء انتخابات حرة ونزيهة هكذا كانت البداية لكن مع مرور الايام والسنين والدورات الانتخابية حدث العكس وصنع العراقيون دكتاتورية جديدة استنادا الى مفاهيم التحرر والحرية التي حلموا بها يوما ما …….
لكن يبقى هنالك بعض السياسيون والكتل التي يغردون خارج السرب الدكتاتوري هؤلاء ليس لهم اهداف سوى خدمة العراق هم الفئة الثورية المناضلة المكافحة من اجل بناء دولة القانون ……فلقد اصبح التحالف الكوردستاني شماعة لأخطاء كل الكتل الاخرى حيث لا تمضي جلسة دون إن تكون الحصة الكبرى من النقد واللوم للسياسيين الاكراد في الوقت الذي يذكر التأريخ إن الكرد هم الضحية الاكبر في تأريخ العراق حيث كل من جاء وحكم هذه الأرض حاول قمع الثورة الكوردية واجتثاثها من الجذور ومحو تأريخ امة بأكملها لكن في النهاية لم يستطع احد فعلها فالامة الكوردية خلقها سيد هذا الكون وخالقه جل جلاله ولن تزول الا لو اراد الباري عز وجل إن يزيليها …..فالكلمة الاولى لــ ( الله ) خالق السموات والارض ولن تستطيع اي قوة على وجه الأرض إن تمحو الامة الكوردية فجراحها تحمل الشهداء والدماء وهي كافية لازالة الحروب العبثية التي يخوضها الخارجون على القانون ضدها …..
نعم انهم الخارجون على القانون انهم البعثيون الجدد الذين يحاربون التحالف الكوردستاني بكل الوسائل والطرق لكي تنهي وجودها في المجلس النيابي وما حدث قبل الان في البرلمان من وقائع غريبة عجيبة ضد الكرد وصولا الى اخرها الا وهي استجواب السيد وزير المالية هشيار زيباري كل هذا يهدف الى تدمير النسيج الإنساني الموحد الذي يلف العرب والكرد معا ……..فما يحدث الان في البرلمان العراقي عملية استئصال للشرفاء والاحرار على يد بعض الكتل والسياسيين الذين يحملون فكر البعث ويريدون احياء مشروع البعث فقبل ايام طالت موجة الانتقادات للسيد وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي لأنه كشف ملفات فساد عديدة والتي اظهرت تورط شخصيات عراقية في عمليات فساد ورشوة واختلاس اموال من ثروة العراق ……فما الذي حدث ……حاربوا وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي وخاضوا ضده معارك كلامية وتصريحات اعلامية وقضايا قانونية فقط لكي يزيلوا احد شرفاء واحرار العراق واليوم تحاول ذات الايدي الخفية هذه الفئة البعثية التي لا مبادىء وقيم اخلاقية وسياسية لها إن يشوهوا صورة احد القياديين البارزين في تأريخ عراق ما بعد التحرير السيد وزير المالية هشيار زيباري في الوقت الذي تشهد المحافل الدولية بنزاهة الزيباري وبشخصيته السياسية البارزة فهو مقاتل خاض تجربة الكفاح والنضال في صفوف الثورة الكوردية الممتدة من بدايات القرن الماضي نهاية بأنتفاضة 1991 وفي ذات الوقت قدم الزيباري خدمات كبيرة لسياسة العراق الخارجية ابان تسلمه حقيبة الخارجية ومثل العراق بكافة اطيافة ومكوناته في المحافل الدولية واليوم يستلم احدى اهم الحقائب الوزارية الا وهي المالية التي تعتبر الجهة الاولى للممولة للنقد العراقي والاجنبي لكافة مرافق ومؤسسات الحكومة العراقية لذا ليس من المنطق السليم إن تدبر التهم وتحاك الملفات ضد قيادي بارز كالزيباري فتأريخه المليء بالنضال والكفاح كفيل بالرد على اصحاب هكذا عقول فاسدة تحاول النيل من مكانته الرفيعة …….
فالتحالف الكوردستاني رغم كل ما يدبر له ويحاك ضده يملك الوسائل للدفاع عن حقوق كوردستان فنوابه خريجي مدرسة الثورة الكوردية المدرسة التي اخذت على عاتقها مهمة التضحية والفداء من اجل نيل العدالة والحرية للشعب الكوردي …….لذا لا عجب في عراق ما بعد البعث إن تعيد التجربة ذاتها وما يحصل الان اجتثاث لما تبقى من الشرفاء والاحرار في البرلمان العراقي في الوقت الذي تنهب ثروة العراق علانية على يد بعض الكتل النيابية والتي يحكمها طغاة العراق الجدد الذين يحملون فكر الطائفية كقاعدة لانطلاق اهدافهم لذا يجب على هؤلاء الشرفاء والاحرار الباقون على جبهة العراق التشريعية والتنفيذية إن يقاتلوا وبكل بسالة الفكر ونبل القرار وشجاعة الرأي لكي ينقذوا العراقيين من الفوضى البرلمانية فالسيد وزير المالية هشيار زيباري والسيد وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي وكتلة التحالف الكوردستاني حاليا تواجه حربا لا مثيل لها على الصعيد الفكر السياسي ومن هنا يجب على هؤلاء السادة الموقرين والكتلة الكوردية المتحالفة مواجهة هذه الظروف بما لديها من ارادة وقوة تفرضها ظروف المرحلة السياسة الحالية التي يمر بها العراق لكي تصنع مجدا شعب بأكمله يضم فسيفاء هذه الأرض الطيبة النقية التي تحتضن الكورد والعرب معا ……..