هشاشة مقولة فصل الدين عن الدولة

هشاشة مقولة فصل الدين عن الدولة

كثيرة جدا هي المسميات علمانية ، حداثة ، ليبرالية ، وجميعها تعمل تحت مظلة فصل الدين عن الدولة او السياسة بالاضافة الى اساليب الالتفاف مثلا اثارة الارهاب من اجل اسقاط الراي الاسلامي ، والاسلامي متمسك برايه واللااسلامي متمسك ايضا برايه .

انا كاتب المقال ممن يؤيد ويناصر الحكم الاسلامي بضوابطه الشرعية الحقة وهنا لغرض النقاش هل من لا يؤمن بالحكم الاسلامي يؤمن بيوم القيامة ام لا؟

لو كان يؤمن بيوم القيامة هنا نسال هل سيكون الحساب مختلف بين الحاكم والمحكوم ؟ ولغرض تقريب المعنى هل يحق للحاكم ان يتصرف خارج الضوابط الشرعية او له ضوابط تسمح له القيام بماهو محرم على المحكوم ؟ كثيرة جدا الايات والروايات التي تحث الحاكم على تحقيق العدالة بين المجتمع المحكوم له وفق الدستور الالهي ، وهذا الدستور من هو الذي يتفقه بترجمة مفرداته ومطابقتها مع مفردات الموضوع اليوم ليصدر الحكم الشرعي الصحيح لها .

فالحاكم كالمكلف اما ان يكون مجتهدا وهذا يعني لديه القدرة على استنباط الحكم الشرعي وعليه عندما يكون صاحب سلطة سيجعل من احكامه ضمن المساحة الاسلامية والبحث بين مفردات الاسلام بما يجعل حكمه شرعي ، وان كان محتاطا اي يتجنب القرار الذي فيه اشكال وهذا مع صعوبة تحقيقه لكن لنفرض جدلا انه يتحقق وبالتالي فهو حكم ضمن ضوابط اسلامية لانه لو لم يكن ضمن ضوابط اسلامية لما احتاط لبعض الاحكام للاشتباه بها ، وان كان الحاكم مقلدا يعني هنالك فقيه يعود اليه لكي يستشيره عن شرعية الحكم الذي يريد اصداره ، فالنتيجة هو حكم اسلامي ـ بعيدا عن ماهية مذهبه ـ

ولان الحساب يوم القيام يكون على كل صغيرة وكبيرة ” ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره” ” وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِهَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا” وهذا يعني كل ما يصدر عن الانسان يجب ان يكون ضمن الضوابط الاسلامية

وان كان لا يؤمن بيوم القيامة ؟ نقول فماهي المفردات التي يعتمدها لتحقيق العدالة او تسويس امور المجتمع الى الافضل دون المساس بحقوق الاخرين سواء كانوا ضمن المجتمع او خارجه ولا وجود اسس لهذا القرار في الشارع الاسلامي ، وهنا ليكون النقاش عن الثوابت والمبادئ التي يعتمدها الاسلام من اجل تحقيق العدالة للمجتمع وهذه العدالة لا تتحقق الا بوجود قانون عادل وسلطة تنفيذية نزيهة .

لو عدنا الى التاريخ الاسلامي او كما نسميه نحن الشيعة عصر النص يعني وجود امام معصوم سنجد في كثير من المسائل استنجد الحاكم فيها ـ الخليفة ـ براي الامام في ما يعترضه من مسائل سواء كانت عسكرية او اقتصادية او سياسية او قضائية ويكون راي الامام الصائب والمعمول به .

وحتى في يومنا هذا لناخذ العراق وما جرى فيه من احداث بعد سقوط الطاغية فكان السيد السيستاني ملجا ليس للعراقيين فقط بل حتى من خارج العراق التقوا بسماحته للنقاش بامور سياسية قبل ان تكون دينية ووجدوا عنده الحكم الصائب لاسيما ممثلي الامم المتحدة الذين لهم اكثر من لقاء وقنوات اتصال بالمرجعية ، فما يطرحه السيد السيستاني هو نابع عن تراث اهل البيت الذي هو تراث النبي محمد وهو الرسالة السماوية فهذا يعني ان الاسلام فيه كل الاحكام .

هنا الحديث بالاجمال ولو اريد له بالاكمال مع الاستشهاد بمثال سيطول بنا المقام والمقال

أحدث المقالات

أحدث المقالات