19 ديسمبر، 2024 4:45 ص

يحكى ان عابدا اتفق مع ابليس الا يثير مشاكل ابدا، فتعهد له ابليس بذلك، وكان العابد قد آواه بعد لجوئه اليه، فشدد عليه الا يثير الفتنة بين الناس، وفي يوم رأى ابليس الثور يرد من دلو البئر، فسحب الحبل فاضطرب الثور، وكسر الاواني وداس على احد الرجال فقتله، فغضب العابد وسأل ابليس لماذا فعلت هذا؟ فقال : ( اني ماسويت شي، بس هزيت الحبل)، واميركا الكبرى لم تفعل شيئا، لقد اعطت الضوء الاخضر للسعودية ومن معها بضرب الحوثيين، وشاركتهم هذا الفعل الخسيس بضرب شعب اعزل، فتحركت بوارج ايران باتجاه باب المندب، وروسيا كما يقولون: (اتهد وتنثني)، وباكستان تستشير برلمانها للدخول في عاصفة الحزم، والعالم يغلي، واميركا لم تفعل شيئا فقط هزت الحبل.

هذه فوضى خلاقة رابعة او خامسة، بعد الفوضى الخلاقة التي ابدعتها اميركا في العراق، فجعلت شعبه ثلاثة او اربعة شعوب، وابتكرت الكثير من الحركات سنية كانت ام شيعية، لايخرج شيئ بفراغ، الاشياء جميعها تمر من تحت سيف اميركا، او الحركات تخرج من معطف اميركا، كانت الحركات الشيعية ناشئة عند احتلال اميركا للعراق، اشتد عودها وتصلبت وتفرعت تحت نظرها، والفلوجة تستقبل العرب المجاهدين ، وتأويهم بالمساجد تحت نظر ومرمى اميركا، والسعودية ومصر ومعها بعض الدول تمثل بالحوثيين وبشعب اليمن امام انظار اميركا، وكذلك البوارج الايرانية مرت من امام اميركا.

لم نعرف قيمة التوازن الذي كان يمثله الاتحاد السوفيتي الا عندما فقدناه، فبقيت الساحة لاميركا، بمفردها تلعب بالعالم شاطي باطي، تقتل هذا وتضع ذاك في قائمة الارهاب، لتعود وتقول انه غير ارهابي بصفقة سرية تجري خلف الكواليس، وهذه الشعوب المسكينة تتلقى الصواريخ الاميركية، ومفخخات الارهاب، واطلاقات الثوريين، كل القائمة يدفعها الشعب، ولايوجد من يناوىء اميركا بفعل مكافىء ليضع لتجبرها حدودا، امريكا هي الطاعون الابيض الذي حذرت منه كتب النبوءات، وامريكا هي من تحمل رأس كل ثوري اين كان ومن اين كان، تتلاعب بالعالم وكأنه خرقة بالية.

لقد قامت الطائرات الاميركية والسعودية والمصرية بضرب المنشآت الحيوية في اليمن، نفس السيناريو تستخدمه في كل مرة، وتفرض الشرعية بالقوة، انها

والسعودية تريد اعادة الشرعية الى اليمن، وهذا لايتم الا بتدمير الكهرباء والماء والخدمات الهاتفية والصحية، وبعد فانها لاتسمح بهدنة بسيطة ليرى الصليب الاحمر مايستطيع ان يفعله للوضع المتدهور في اليمن، كل هذا يجري باجماع عربي لم يكن مسبوقا في سالف الازمان، اجماع على تخريب المخرب، بلد فقير وشعب يقتله المرض والعوز، فباعت السعودية مراجلها عليه، وصار الكدعان في ليلة وضحاها اتباعا اذلاء لجمهورية البدو الضالة، جمهورية آل سعود.

بعمركم سمعتم ببلد يسيطر على اكبر مقدسات الاسلام، يتسمى باسم رجل بدوي، كان الاولى من محمد ان يسميها المحمدية، فلماذا السعودية، ومن هو سعود لكي يتسمى بلد هو يعتبر مقدسا لدى المسلمين باسمه، اضحوكة جمهورية البدو هؤلاء، لم تحارب السعودية منذ حروب الاسلام الاولى، وحينما ارادت ان تجرب قوتها، مالت على اليمن، وليست بمفردها صنعت لها تحالفا مشبوها، وراحت تقصف الابرياء، لالشيء، فقط لان الشيطان الاكبر هز الحبل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات