18 ديسمبر، 2024 8:11 م

تتوارد مقالات وطروحات لكتاب ولأقلام محسوبة على المفكرين والباحثين والمثقفين ولاجديد فيها إلا أنها ” تعيد وتصقل”!!
الأرض تدور والتبدلات متلاحقة والتجددات متوثبة , وكأننا في مستنقع الويلات نراوح وتسيطر علينا إرادة الإجترار.
فرؤوسنا إجترارية الطباع والتفاعلات وأدمغتنا متعفنة وتستنقع فيها التراجعات , والأحياء أموات والأموات أحياء.
إرادة إلغاء الزمان والمكان فاعلة فينا ومهيمنة على رؤانا ومداركنا , ولايمكننا أن نرى بعيون الحاضر والمستقبل.
نكرر ونرفع رايات الإجترار ونستسلم للإنحدار ونتلذذ بالإندحار , ونستدعي الإنتكاس والإنكسار , لكي نتظلم ونتشكى , ونمضي في مسيرات الإنهيار.
مقالات وخطب وكتب وقصائد وما نسميه إبداعات , وما هي إلا بكائيات ولطميات وتعزيزات للتداعيات وإستثمارات في الويلات.
وفي هذا الخضم الهواني نرمي باللائمة على الآخر الذي نحسبه حيا ونحن من الأموات , نحن الذين تجردنا من الإرادة والعزة والكرامة والغايات , وجعلناهم حطاما على جرف الضياع والدمارات , وطاقاتنا مسخرة لتعزيز دور الخونة والعملاء والتابعين للطامعين بوجودنا وثرواتنا وما يمت بصلة إلينا.
فأصبحنا مجتمعات تنتخب قتلتها وأفسد الفاسيدين فيها , وتمنحهم صلاحيات قهرها وترويعها والنيل من حقوقها والتعاون مع مفترسيها.
وذوو المقامات السامية العلية النزيهة النقية الطيبة الرحيمة المؤمنة يشجعون الناس على السمع والطاعة , ويحشون رؤوسهم بالأضاليل والأكاذيب التي تغنم بها وتثرى.
وتدور الأيام وتهلك الأنام , وتتبدد الثروات ويُصادر مستقبل الأجيال.
والمثقفون والمفكرون يجتهدون بالتبريرات والتسويغات والتعزيزات , وبإكتشافاتهم المذهلة وقبضهم على الحقيقة المطلقة , التي مفادها أن ما يصيبنا من تدبير الآخر , وما قرأت عن تدابيرنا الوقائية وخططنا الإستباقية لإمتلاك القوة والقدرة على الحفاظ على ذاتنا والإستثمار الحضاري بموضوعنا.
ولا زلنا ندور كالناعور , والغثيان مذهبنا!!