23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

ارتبطت التأويلية بالهرمسية وهرمس هو رسول الالهة في العالم القديم أو هو الإله ويشبهه بعض الدارسين بوزارة الاتصالات وقد وجد في الاساطير اليونانية رسولا لإله العالم السفلي او عالم الاموات حين أرشد أورفيوس للخروج من عالم الاموات اثناء إحياء زوجته الجميلة وقيامها من هذا العالم لكن هرمس تغيرت ملامحه في مدى التاريخ فقد ارتبط بالتأويل وكان ينقل الرسائل من الالهة ويوصلها الى البشر وكانت رسائله مشفوعة بالتفسير فهو لا ينقل النص فقط بل ينقل الى جانبه تفسيره وبهذا تحل المعضلة الكبيرة في تاريخ الفكر الإنساني النص وتفسيره. او النص وتأويله لكن رسول الالهة هذا مع الديانات الثلاثة الكبرى التي أعقبت الديانات الوثنية تتغير ملامحه أسماؤه من دون ان تتغير مهامه والتغير الاساسي الذي طرأ عليه هو انه ينقل رسائل الإله من دون شرح أو تفسير من هذا الملمح المحير نشأت التأويلية الجديدة في العالم المسيحي وظهر بناة لها من أمثال تأويلية غادامير نشأت متعلقة بالنص المقدس لذلك اتسع التأويل وبني الاجتهاد على أساسه في العالم الإسلامي ضيق التأويل بنص الاية وما يعلم تأويله إلا الله ووجد إلى جانب ذلك متسع للتأويل رغم الاية السابقة انطلاقا من عادة لسان العرب في التجوز ابن رشد. استدراجا للنص المقدس الى ثنائية الحقيقة والمجاز لا غير. الهاجس المؤسس للتأويلية اليوم هو كشف ثنايا العلاقة بين الوحي بما هو رسالة وبين التلقي بما هو فهم تحجبه طبقات المجاز وبلاغات الاستعارة التي قد لا تأبه بنصية النص ما دامت رمزيته لا ماديته هي التي تعطي معناه هذا هو الإشكال الأكبر الذي وقعنا فيه تاريخا وحاضرا فالمؤول هو الفيلولوجي الذي يقرأ النص انطلاقا من اللغة لكن هذه المهمة الطبيعية لم يمارسها الفيلولوجيون على نطاق واسع بل مارسها الكهنة أو رجال الدين سواء في ذلك تأويل النص المقدس او الروايات التاريخية المرتبطة به والمهم في كل ذلك ليس النص بل تأويله أي ان النص غير موجود الموجود هو التأويل بمعنى اخر تداخل ما هو إلاهي بما هو غي إلاهي لان التأويل فعل بشري محض وإن استند إلى النص المقدس هذه الإشكالية المعرفية والفكرية ازدادت رسوخا يوما بعد. اخر وكأنها مصداق. لمقولة قديمة القتال ليس على. التنزيل بل على التأويل. في الواقع العراقي والعربي يغيب الفعل الثقافي المؤسس وتشيع الثقافات الشعبوية ويسطح الانسان فكرا وممارسة يصبح التأويل القديم قانونا لا خلاص منه إشكال ملتبس لا حل لعقده
اساس مشكلاتنا فكري يتفرع الى ما هو سياسي اقتصادي اجتماعي تعليمي. وجد التأويل في النصوص الأدبية الشعر الرواية النصوص الإعلامية واستعمل في مدياته الطبيعية بلا التفات إلى المعضلة الكبرى التي تؤرقنا وهي أن نصنا قديم وتأويله قديم أيضا لهذا نظل في المكان نفسه رغم تبدل الأزمنة