اصبحت اخبار سفيرنا في لبنان الهولندي الجنسية السيد عمر البرزنجي حقاً تصدع الرأس ومادة للسخرية والاستهزاء في الاوساط السياسية والثقافية والاجتماعية والدبلوماسية اللبنانية.
فقبل عدة ايام سمعت عن وجود تهديداً للسفير عمر البرزنجي من قبل الجيش السوري الحر مما ادى اعتكافه في منزله وتشديد الاجراءات الامنية وتقييد تحركاته ، وذلك لحضوره ( ندوة عن حرمة الدم المستباح ) والقاءه كلمة بالمناسبة واعطاءه تصريحاً للقناة الرسمية السورية ، وبعد بحثي عن مصدر الخبر لم اجد اي تهديد لا في وسائل الاعلام الموالية للنظام السوري او الداعمة للمعارضة السورية ولا في اي صحيفة لبنانية او موقع اخباري لبناني .
ما اثارني حقاً هو تبريرات السفير في موقع السفارة على الشبكة الدولية (http://www.mofamission.gov.iq/lbn/ab/articledisplay.aspx?gid=1&id=8725) والذي يستعطف به الجيش السوري الحر ويبرر سبب الحضور للمؤتمر واستجداء عطفهم لنيل المغفرة وهي تعبر عن حالة الهلع والارتباك والخوف الشديدة التي لا تليق بسفير دولة بحجم العراق .
السؤال هنا ماهو مبرر حضور سفير جمهورية العراق لهكذا مناسبات ، الا يتعلم سفرائنا الدبلوماسية بعد هذه السنوات الطويلة ، الا يراقبون كيف يتصرف باقي سفراء دول العالم ، فالدبلوماسيون يحسبون كل صغيرة وكبيرة تجنباً لاحراج دولهم ، فما بال بان يزج سفير نفسه وسفارته بنزاع وحرب طاحنة تدور رحاها على بعد كيلومترات من بيروت ، الا يراقب السفير البرزنجي سفراء السعودية وايران اصحاب النفوذ في بيروت كيف يتصرفون كي يتعلم منهم ولو القليل من دروس الدبلوماسية والهدوء والكياسة والرزانة والحصافة رغم التهديدات الحقيقية والمباشرة التي يتعرضون لها وليس على موقع مغمور على شبكة الانترنت ، ام ان مهنته السابقة كقارئ على الجنائز في هولندا تلقي بظلالها على تصرفاته وتمنعه من الاعتذار عن حضور مؤتمرات الموتى في بيروت .
فكل يوم ينام هذا الرجل ويستيقظ ويتحفنا بشئ جديد ويقوم علينا الدنيا ولا يقعدها بجعجعة وصريخ وتطبيل ويبدو انه لم يقرأ وصف السادات للدبلوماسي ( انه رجل يستطيع ان يصمت بعدة لغات ! )