23 ديسمبر، 2024 4:08 م

هذيان متعصب – ٤ / القول الفصل في بيان الأصل!!

هذيان متعصب – ٤ / القول الفصل في بيان الأصل!!

كنتُ أتمنى من صميم قلبي أن لا تصل المناكفات والمماحكات إلى هذا الحد بين أي طرفين ينتميان للعراق وهويته والمختلفين بالرأي والحُجّة، لكن للأسف نداءاتي ونداءات كل الوطنيين العراقيين الشرفاء للطرف الآخر بالتوقف عن كيل الشتائم والتُهم للمكونات التي لا ينتمي اليها ذلك الطرف باءت بالفشل!!، حتى وصل به الأمر للإستهانة بالرموز الدينية للمليارات من البشر!!، كل هذه النداءات ذهبت أدراج الرياح، وعجبي لا بل أسفي على البعض ممن يدعي من ذلك الطرف بالإنتماء اليه فشحذوا أقلامهم وساندوا ذلك المتعصب بتهجمهبدل محاولة إبداء النصح له للتوقف عن تجريح نصف البشر من سكان الكرة الأرضية من الأديان والمذاهب الأخرى!!، لا لشيء ولكن فقط لأنهم يختلفون معهم بالطائفة والدين أو المذهب!!، وعلى الرغم من أنّ عدد من يساندونه قليل جداً وهم على عدد أصابع اليد الواحدة، إلاّ أنه كان من المفروض عليهم إدراك ما ذهبتُ اليه من براهين وأدلّة مادية أثارية لا تقبل الجدل لم تكن غايتها الطعنأو التجريح كما يفعل هو!!، خاصة وأنني ذكرتُ لهم من أنّ نصف إنتمائي يرجع إلى طائفتهم من والدتي!!، وكان الأجدر بهم حث الطرف المتعصب والمتعنت بالكف عن القذف والشتم وإطلاق التُهم على الآخرين حفاظاً على سمعة الطائفة الجليلة التي نكن لها كل الإحترام والمحبة والتقدير، كذلك لحفظ ماء الوجه في حالة بيان العكس من الحقائق، وهذا ما سأبيّنه في هذه المقالة بشكل جلي وواضح لا يقبل التأويل والنقاش!!، وهو ليس إجتهاد من عندي أو من المصدر الأول للمعلومة!!، ولكن إستناداً على الجداريات والألواح الطينية الأثارية المرفقة والتي لا تحتاج إلى الجدل، وحاولت مراراً (رجاءه) بالتوقف عن التجريح والإهانة وأبديت إستعدادي للتوقف عن هذه المهاترات الغير مجدية أكثر من مرّة!!، لكن الطرف الآخر المتزمت زاد من شتائمه وتهجمه إعتقاداً منه بأنه الأقوى في الحجّةً والدلالةً والأكثر إطلاعاً وهذا ما يُطلق عليه بـ (الغرور)!!، وانني أسأل كل أبناء الطائفة الأجلاء وخاصة (عُلية القوم)والمنصفين فيهم ـ ـ الم يكن واجباً عليكم مناشدة مراجعكم الدينية وأصحاب القرار فيها للضغط على هذا المتسرع بالإتهامات والنعوت الغير مهذبة على إخوة لكم في الوطن والإنتماء فوصل بإعتداءاته حتى إلى رموزهم الدينية العُليامن الرُسل والأنبياء وبابا روما وغيرهم، وأين هي تعاليم المسيح السمحاء في قلوبكم خاصة وأن بعضكم يجاهر بتدينه!!، لذا فليعذرني كل أهلنا من تلك الطائفة ورجال دينهم الأجلاّء على دفعي مرغماً لنشر الحقائق المدعومة بالوثائق خدمة للحقيقة فقط ليس إلاّ، وإذا كان هنالك أي ملامة فلتوجه إلى مَنْ لَم يكن متأكداً من معلوماته!!، خاصة وإنّ معظم ما بينته في مقالاتي كان مستنبط من مقالاته حرفياً لتضادد ما جاء فيها وتعارض طروحاته مع بعضها البعض!!، ولتكن هذه المقالة نهاية التجاذبات وبداية علاقة طيبة أخوية بين الجميع تحت مظلة إنتمائنا الوطني العراقي حتى مع صاحب المقالات ذاته المعني بالأمر إذا عاد إلى رشده وترك هذه التقاذفات ولينحو منحى آخراً في البحث التاريخي لإشباع (هوايته) ولتكن المصداقية والمعلومة الصحيحة غير المزيفة هدفه!!، هذا فيما إذا وَجَدَتْ هذه المقالة وهذا النداء الأخوي صدى عنده!!، فالغاية ليست إبراز عضلاتنا على بعضنا البعض، فالعراق يتمزق!!، وأهلنا العراقيين في الداخل هم الذين يدفعون ثمن تجاذباتنا العقيمة التي ليس لها محل من الإعراب وقد مضى عليها آلاف السنين ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ـ  قرن القرية الصغيرة!!!، ولا اعتقد بأن هنالك (هدف سامي) سيتحقق من هذه التجاذبات!!.

وليُدرك مَنْ يستبدل هويته الوطنية العراقية بهويته الطائفية القومية بأن عليه أنْ يَثبت نَسَبه وإنتماءه اليها أولاً بفحص الـ (DNA)!!!، وبعكسه فالإنتماء الوطني الجغرافي هو شعور وإنتماء وجداني لا يحتاج إلى أدلّة (طبية مختبريةجينية) لإثباته!!، لأن الوطن يحتضن مكونات عديدة مختلفة بإنتماءاتها القومية والدينية والمذهبية. أما الإنتماء القومي/ الأثني فبكل تأكيد يعود إلى علم الأجناس بكل تفرعاته وأقسامه (anthropology)، وهو إنتماء بصلة الدم والعِرق والشكل بالمواصفات الجسدية والخلقية وكل ما يتعلق بالأجناس وبيئتها، وبالطبع هذا النوع من الإنتماء يحتاج إلى فحوصات مختبرية جينية!!، وعليه فكل من يتعصب لإنتمائه القومي عليه إثبات نسبه أولاً لقوميته بمثل هذه الفحوصات، وليطلق العنان بعدها لقلمه ولسانه للدفاع والمجاهرة بتعصبه، ورأيي أن لا يفعلها المتعصبون لأنها ستكون فضيحة ما بعدها فضيحة لهم!!!!!!.

ومثلما وعدتُ الجميع في الجزء الثالث من سلسلة المقالات (المُجبَر) عليها لرد الإتهامات والهَجاء على معظم مكونات الشعب العراقي بملايينهم من نفر ضال قليل العدد يدفعني إلى ذلك شعوري وإنتمائي الوطني وليس الطائفي، ولسان حالي يردد “مُجبَر أخاكم لا بطل”، فأنني سأعلن الحقائق الموثقة والمصورة بأدلتها الأثارية ومن مصادرها الأصلية المشفوعة بتأييد اللجان الأكاديمية المتخصصة في البلدان ذات العلاقة!!.

وعليه يجب تعريف المصدر الأول الرئيسي للمعلومات التي سأطرحها على القرّاء بشكل أوسع مما ذكرته عن هذه الشخصية (أي المؤلف) في المقالات السابقة لضرورات إثبات مصداقية المعلومات التي ستنشر.

فمؤلف كتاب “العصور القديمة” هو جيمس هنري برستد ( James Henry Breasted) عاش (من الفترة 27 أغسطس/ آب 1865 الى 2 ديسمبر/ كانون الأول 1935)، وهو عالم آثار ومؤرخ أمريكي يُعتبر من أشهر وأنبغ وأنزه علماء الآثار في المصريات/ حضارة الفراعنة وحضارات بلاد الرافدين وتاريخ الشرق وآسيا الغربية والشرق الأدنى حصراً. وتقول المصادر من أن هذا العالم الأثاري المهم درس في برلين علم الأثار المصرية والرافدينية على يد العالم الألماني الكبير (أدولف ارمان)، وبعد نيله شهادة الدكتوراه عام (1894م) دعيَ للإنضمام إلى الفريق الذي كان يَعد قاموساً للغة المصرية القديمة لنبوغه وفطنته، وقد ترأس العديد من البعثات الأثارية التنقيبية في العراق وبلاد الأناضول إضافة لمصر، وكان ملماً وضليعاً في حل رموز وطلاسم اللغات القديمة ومنها الفرعونية والمسمارية والآرامية والعبرية القديمتين!!، وعليه يُعتبر أهم من وضع أسس دراسة تاريخ الشرق الأدنى وآسيا الغربية للطلبة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأمّا الأستاذ (هَرُلْد نلسن) منقّح كتاب “تاريخ العصور القديمة” فهو أحد اساتذة التاريخ في الجامعة الأمريكية ببيروت، وحيثُ يقول في كلمته في مقدمة الكتاب الذي ترجمه الى العربية الأستاذ (داوُد قربان) وليس كما ورد كخطأ إملائي في الحلقة الأولى بإسم (داوُد فرحان) ما يلي: “ان هذا الكتاب الذي نزفه الآن إلى ابناء الشرق الأدنى بحلّة عربية هو بلا مراء افضل كتاب مدرسي في تاريخ العالم القديم باللغة الإنكليزية” ـ ـ إنتهى الإستدلال.

ولتثبيت الحقائق بمهنية بعيدة عن التشنجات الطائفية الدائرة منذ سنين، وجبَ عليّ طرح الأسباب التي دعتني إلى إختيار هذا المصدر (الوثيقة) دون غيره منالمصادر الأخرى لتسهيل قبول وإقناع المتابعين والمختصين/ الباحثين الحقيقيين في التاريخ والقرّاء على حدٍ سواءٍ لما جاء فيه وكالآتي:

ـ مصداقية المؤلف ومكانته العلمية بين المؤسسات الأكاديمية الأثارية والتاريخية العالمية الرصينة، وحيثُ يُعتبر اعظم عالم تاريخ وآثاريات في زمنه ولحد الآن،ولا تزال كتبه ومؤلفاته تغزو المكتبات العالمية وتعتبر من أهم المراجع للباحثين في التاريخ القديم.

ـ صفحات الكتاب التي إستشهدتُ فيها للدلالة والمعروضة مع هذه المقالة تم تصويرها مباشرة من نسخة طبعته الأصلية الأولى المترجمة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية والتي طُبعت سنة (1926م) تحت إشراف لجان متخصصة في أكثر من دولة وجامعة عالمية، وكما سأبين لاحقاً في الفقرات التالية، ومعنى كونه كتاب أقرّ في المناهج الدراسية لعدّة دول، فهذا يعنى انه ذات مصداقية تكاد تكون مطلقة!!، ولهذا فمن المستبعد حدوث أي تغيير أو تحريف على ما جاء فيه من معلومات مهمة جداً، وعليهِ يُعتبر هذا الكتاب المصدر الرئيسي لبقية المصادر في اخذ المعلومة.

ـ موافقة وتصديق جميع الجهات ذات العلاقة على ما جاء في الكتاب من توثيق مهم للتاريخ القديم بدءاً بوزارة التربية والتعليم الأمريكية في ذلك الوقت لأنه اُعتمد لتدريس مادة التاريخ القديم للدراسة الثانوية في امريكا حينها، كذلك إقراره مِنْ وزارتي المعارف (التربية) العراقية والفلسطينية حينها أي سنة (1926م) وهي سنة طبع الكتاب باللغة العربية، وتمت مراجعته والمصادقة على محتواه من قِبل لجان فحص المواد التدريسية المشكّلة في كلتي الوزارتين والمؤلفة من خيرة الأساتذة الأكاديميين والباحثين في كلي البلدين. إضافة إلى اقرار الجامعة الأمريكية في بيروت بما جاء فيه مِنْ معلومات، وذلك لأخذها على عاتقها تنقيح وترجمة وطبع نسخة الكتاب المعدّة إلى العربية بواسطة إستاذيها (هرُلد نلسن) و(داوُد قربان) على التوالي وبتكليف من وزارتي المعارف في العراق وفلسطين.

ـ اقرار أكاديمية العلوم في برلين لهذا الكتاب لكون العالم الأثاري الدكتور جيمس هنري براستد كان عضواً فيها بعد نيله لشهادة الدكتوراه في اروقتها.

ـ اقرار الكتاب من قبل اتحاد المؤرخين العرب.

ـ كل صفحة من صفحات كتاب “العصور القديمة” لجايمس براستد والمعززة بصور اللوحات الطينية والجداريات الأثارية والمخططات والخرائط وصور التماثيل واللقى الأثارية تُعتبر بمثابة وثيقة رسمية موثوقة!!، لماذا؟!: الجواب، لأن الوثيقة الرسمية: هي عبارة عن مستند مؤثق ومصدّق من الجهات الرسمية الحكومية أوما تصل إلى مستواها من هيئات ومؤسسات ذات العلاقة، وتعطي هذه الوثيقة الحق فيما يُستدل به من محتوى. ولكي نبرهن على تطابق مواصفات صفحات الكتاب وما جاء فيها من معلومات مع ما ذكرته من شروط لتحقيق كونها وثائق رسميّة، فقد ذكرتُ بأن هذا الكتاب هو ليس كتاب عادي لمؤلف له درجة معينة من العلم والبحث والتقصي، وإنما جرت المصادقة على ما جاء فيه من معلومات من أول كلمة فيه الى أخر كلمة من الجهات الرسمية واللجان المتخصصة لثلاث دول ذات العلاقة ومن المؤسسات الأكاديمية العلمية وكما ذكرتُ اعلاه، إضافة الى إعتماده من قبل اتحاد المؤرخين العرب، وكل الجامعات والأكاديميات الرصينة الأخرى في العالم.

ـ حيادية المؤلف ومهنيته استناداً على شهادته العلمية الرفيعة التي نالها منأرقى المؤسسات التعليمية في العالم، فليس من السهولة حصوله سنة 1894م على شهادة الدكتوراه في الأثار الشرقية من الأكاديمية العلمية في برلين بالمانيا في وقت كانت تعتبر الحصول على شهادة التعليم الإبتدائي مفخرة لحاملها!!، ولهذا فان حياديته منبثقة من كونه رجل اكاديمي مهني، وكذلك تدوينه لتلك الحقائق والمعلومات بشكل مباشر مما عَثر (هو) عليه مع فريق عمله من الواح طينية وجداريات وصروح أثارية وبخط يده دون مرور هذا التوثيق بمصدر ثاني أو ثالث وإلى آخره ليتم التشكيك فيه بعملية الحذف او التزوير أو التحوير، وكما نعلم من أنّ المكتبات مملوءة بمثل هذه الكتب المحرّفة ومنها التي يحاول الموما اليه بالنقد الإستناد عليها بطرحه للمتناقضات في مقالاته. أي بمعنى آخر فأن العالم جيمس هنري برستد يُعتبر هو المصدر الأول والوحيدللمعلومة وما يدونه يؤخذ على انه وثيقة معتمدة من مصدرها الرئيسي.

ـ الكتاب (المصدر) تم تأليفه بنسخته الإنكليزية قبل أكثر من (مئة) عام، وأمّا نسخته العربية فعمرها (92) عاماً، والصفحات التي سأعرضها هي من ذات النسخة العربية في طبعتها الأولى، أي بمعنى آخر ان الزمن الذي طُبِعَ فيه الكتاب بنسخته الإنكليزية الأصلية والعربية المأخوذة عنه لم يكن زمن التناحرات الطائفية كما هو الحال الآن لكي نشكك بالغايات والمعلومات التي وردت فيه!!، كما وان مؤلفه لا شائبة عليه ولا ينتمي إلى اي من الجهات المتصارعة طائفياً، وهو أمريكي يهودي كما تذكر المصادر!!، وكان من المفروض ان لا ينصف الآشوريين والكلدانيين لأنهم كانوا سبباً في سبي بني قومه وتشريدهم!!، لكنه لم يفعل ذلك ودوّن معلوماته من الأثار مباشرة وبمهنية عالية!!.

ـ يُعتبر المؤلف المرجع لعلماء عصره ولحد الآن في فك طلاسم لغات العالم القديم، ومنها الفرعونية (الهيروغليفية) والمسمارية في بلاد وادي الرافدين والآرامية والعبرية القديمتين، ولا تزال لحد الآن الأكاديميات العلمية المهتمة بالتاريخ القديم حول العالم تعتمد على توثيقاته وتدويناته.

ذكرتُ كل تلك الأسباب اعلاه لبيان سبب اعتمادي على ما سأنشره من معلومات (مهمة) تضع حد لهذه المهاترات والتلفيقات والأكاذيب التي يطلقها البعض نتيجة تعصبهم لطائفتهم ومذهبهم، وستبين هذه الصفحات بشكل جلي وواضح (القول الفصل لبيان الأصل) مَنْ مِن الطوائف تعود بنسبها إلى الأسباط العشرة المفقودة لليهود!!، اعتماداً على تدوينات وتوثيقات العالم الأثاري (براستد) التي أخذها بشكل مباشر من اللقى الأثارية وبالأخص المدونة في صفحات كتابه الأربعة الخاصة بمراحل الإستيطان الآرامي والمرقمة (108، 109، 110 و111) على التوالي ومن النسخة (الأصلية) بطبعتها الأولى للكتاب بنسخته العربية، والمصادق عليه من الجهات الحكومية ذات العلاقة لدولتين عربيتين!!!.

ولكي اقطع دابر التأويلات والمناكفات والأفكار السيئة والمبيتة، أقول من ان جميع العراقيين تغمرهم الفرحة عندما يُضاف (باحث في التاريخ) حقيقي ومهني إلى قائمة الأعلام الذين سبقوه أو المعاصرين له ويستخدم في تدوينه الحقائق وبلغة مهذبة بعيداً عن التجريح والإساءة والإتهامات لأكثر من نصف سكان الأرض ما بين نعتهم (بالظالمين والغازين) والتعرض والإستهانة لرموزهم الدينية كونهم يختلفون معه بالدين!!، وشَتمْ البقية ممن يختلفون معه بالمذهب والطائفة والإستهزاء برجال دينهم من اعلى مرتبة فيهم وهو (البابا) مروراً بالبطريرك المحلّي لطائفة من طوائفهم واطلاق الأسماء المخجلة على تلك الطوائف!!، وحيثُ كنّا نتمنى أن ينظم هذا المبتدأ والحديث العهد في الكتابةإلى سلسلة الباحثين الأعلام بعد أن يكتسب الخبرة العلمية الحقيقية بعد عشرات السنين لممارسة (هواية) البحث عنده، وليفتخر بعدها بكونه باحث حقيقي وليس حال خطّه لبضعة سطور وتدوينه للمتناقضات التي أخرجته من دائرة المصداقية و(بإمتياز) بعد أن عرضتُ تناقضات طرحه، أقول كنّا نتمنى أن يضيف ولو الشيء اليسير من الحقائق ليضيء سفر البحوث التاريخية كما أضاءوا ممن قبله من الباحثين الحقيقيين ببحوثهم الرصينةالشيء الكثير عن تاريخ بلدهم ومكوناتهم، لكننا أصبنا بخيبة الأمل عندما قرأنا له على نشر ما يفرّق بدل ما يجمع المكونات، وعزوفه عن البحث عن نقاط التلاقي بدل نشره لنقاط الإختلاف بين الأديان والمذاهب والقوميات، وتأليب الأديان والمذاهب على بعضها البعض ونحن في القرن الواحد والعشرين!!،ومحاولته نبش التاريخ والعودة الآف السنين لعرض نقاط الخلاف بين المكونات للمجتمع الواحد والتي لا نعرف مدى مصداقيتها ليؤجج المشاعر في هذا الظرف الدقيق اكثر مما هي عليه الآن، ولم يُعلن لحد الآن عن هدفه والغاية من مقالاته على الرغم من الحاح كل من يقرأ له على هذا السؤال؟!، ولم يجيب لحد الآن عن أسئلتنا اليه التي تفند إدعاءاته!!.  

 

إنّ جميع المهتمين بالتاريخ وتوثيقاته يعلمون من أن رفوفه مملوءة بالكتب الغير مهنية والمحرّفة والكاذبة التي الفها كتّاب مدفوعي الثمن في مختلف العصور والأزمنة وخاصة البعض من المؤرخين من رجال الدين من هذا الدين أو ذاك أو من هذا المذهب أو غيره أو من هذه  الطائفة أو تلك، وخاصة المنشقين منهم عنأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم أو المتعصبين منهم لأديانهم أو مذاهبهم، وحتى أنّ بعضهم ممن كانوا في غابر الأزمان او من بعض الموجودين الآن والذين لا يزالون على إنتماءاتهم لكنهم يكتبون ضدها لإختلافهم مع رؤسائهم!!!، فمثل هؤلاء لا يمكن الأخذ بتدويناتهم، وكمثل بسيط على نفس (المدعي): هل من الممكن بعد مئة سنة او اكثر اعتماد كتبه المليئة بالتحريض والتزوير للحقائق بعد ان اثبتُ بمقالاتي بطلانها بالوثائق والأدلة المادية الرسمية والمعتمدة من ذوي التخصص؟؟!!، طبعاً سيظهر كاتب متعصب آخر حينها ويأخذ هذه الأباطيل والمعلومات المزورة من كتاب هذا المتعصب الحالي ليبدأ بهذيان جديد وهكذا!!.

وعليه فما سأعلنه وأنشره الآن من وثائق مادية وتوثيقية لم أتدخل مطلقاً بصياغتها وإنما سأنقلها حرفياً من مصدرها الأول والرئيسي الذي أقرّ (الموما اليه) بمصداقيته في ردّه على مقالتي الأولى!!، وكل الذي سأفعله هو الإشارة اليها وتأطيرها وتنظيمها بتسلسلاتها كما وردت في الوثيقة، وسأطرح الأسئلة المستنبطة من الوثائق وعلى القرّاء والمتابعين الألِبّاءُ (ومفردها لبيب) إيجاد الأجوبة لها من هذه الوثائق المرفقة مع هذه المقالة، وسأرفق مع هذه المقالة نسخ الصفحات الأربعة المصوّرة ليطّلع عليها القرّاء النجباء بأنفسهم، وحيث سأبدأمن الصفحة (108) من صفحات الكتاب الموسوم “العصور القديمة” وبنصوصها المنقولة حرفياً وسأضعها بين علامتي التنصيص (“)، والماخوذة بشكل مباشر من الآثار المصوّرة والمرفقة في تلك الصفحات والتي لا تقبل الجدل اوالشك، وكالآتي:

ـ وفي السنة 1400 ق.م حاولوا ان يستولوا على السواحل الغربية اي على فلسطين وسورية كما فعل الاشوريون قبل ذلك بأشور. ولم يكن هؤلاء البدو الرحل الغربيون الاّ العبرانيين في فلسطين والاراميين الى الشمال منهم ” إنتهى الإقتباس والإستدلال الأول، وحيثُ نستنتج منه ما يلي: ان العبرانيون والاراميون في ذلك الزمن كانوا (بدو رحّل) عندما كان الآشوريين قد استوطنوا في المدن!!. كذلك نستنج (تحالف) العبرانيين والاراميين للإستيلاء على السواحل الغربية (فلسطين وسورية)!!. وقد ذكر المؤلف في الحاشية الأولى المرقمة (207) للصفحة (105) من كتابه ما يلي: “تأسيس اشور (3000 ق.م) تحت تأثير العوامل السوميرية” ـ ـ انتهى الإقتباس، اي أنّ الآشوريين كانوا قد استقروا في المدن قبل العبرانيين والآراميين بحوالي (1800) سنة وكما سأبين لاحقاً!!، وهنا يجب التنويه على ان الإستيطان لا يعني الحضارة المطلقة، وإنما بداية المرحلة الأولى لتكوين المدن والتحضّر.

ـ “ وبعد السنة 1200 ق.م أسس الاراميون في الغرب (يقصد غرب المدنالآشورية او بلاد الرافدين) عدّة ممالك زاهرة بنوا فيها مدناً فاخرة لملوكهم وقصوراً باذخة فرشوها بانفس الاثاث (ش 71) ولا يَدّع في ذلك فانهم كانوا تحت تأثير مدنية الحثيين من الجهة الواحدة ومدنية المصريين من الجهة الاخرى” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال الثاني، والذي نستنتج منه اولاً: بعد حوالي (200) عام من المحاولات للاراميين بالإستيلاء على الساحل الغربي نجحوا في محاولتهم الأخيرة واستولوا على سورية وكونوا فيها عدّة ممالك واقواها كانت “دمشق” وتليها “حماة”. والإستنتاج الثاني هو: سرعة تحضّرهم وذلك بتفاعلهم وتأثرهم بالحضارتين الحيثية والمصرية.

وما جاء في الصفحة (109) من الكتاب كوثيقة رسمية ما يلي:

ـ ” على ان التجار الاراميين كانوا يَغْشَون (اي يملأون) الاسواق الاشورية. فكانوا في تلك الازمان البعيدة مثل ابناء عمهم اليهود في الممالك المتمدنة اليوم كبار زعماء التجارة وان كانوا لم ينتظموا امةً واحدة “!!!!!!!!! ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال الثالث المهم جداً!!، ومنه نستنتج اولاً: أنّ الاراميين كانوا منذ ذلك الوقت زعماء التجارة وبالفعل سيطروا على التجارة في اسيا الغربية منذ ان كانوا (بدو رحل) هم والعبرانيين وهذه التجارة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا بين البدو الرحل في البادية الغربية من العراق وامتدادها البادية الشرقية لسورية وبالتعاون التجاري الوثيق فيما بينهما!!. والإستنتاج الثاني هو: دفعهم (الجزية) للآشوريين وكما سأبين لاحقاً لتفادي غزوهم وتدميرهم، ولهذا سمحوا الآشوريون لهم بالدخول إلى اسواقهم والسيطرة عليها كتجّار. والإستنتاج الثالث هو: نعت الآراميون من قِبلْ (المؤلف جيمس برستد) وهو يهودي امريكي كما تذكر المصادر بأنهم (ابناء عَم) اليهود في الممالك المتمدنة اليوم (اي اليهود الحاليين، وكان كلامه هذا عند تاليفه للكتاب اي قبل مئة سنة من الآن)!!!!!!!، فما رأي الموما اليه بالنقد والذي لا يتوقف عن اتهام الكلدانيينوالآشوريين بانهم من الأسباط العشرة المفقودة لليهود، فهذا (شاهد من أهلها)يفتخر ببراعة التجّار الآراميين في ذلك الوقت كبراعة (اولاد عمهم) اليهود في الوقت الحاضر بالتجارة!!!. في الإستنتاج الرابع: اراد المؤلف (وهو العالم الأثاري والتاريخي الذي لا يضاهيه احد) من خلال الجملة الأخيرة “وان كانوا لم ينتظموا امة واحدة” ان يقول بأن الآراميين والعبرانيين هم امة واحدة تاريخياً واثنياً وإن لم ينتظموا سياسياً وإدارياً بإمّة معلنة في الوقت الحاضر!!، واؤكد من أنّ هذا الكلام ليس قولي أنا كاتب هذه السطور وإنما قول مؤلف الكتاب، ومن له استنتاج آخر فليطرحه لتصحيح ما جاء في كلام جيمس برستد أو ليسكت وإلى الأبد؟؟؟؟!!!!.

ـ “ وبلغ الاراميون درجة عالية من المدنيّة فكانوا في السنة 1000 ق.م يستعملون في كتاباتهم الحروف الهجائية التي اخذوها عن الفينيقيين ـ وهو اقدم نظام للكتابة معروف ، استعملت فيهِ الحروف الهجائية وحدها (ش 123)، واخذوا عن المصريين القلم والحبر اللذين لا يستغنى عنهما مطلقاً في الكتابة بحروف الهجاء (ش 71) ” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال الرابع، ومنه نستنتجاولاً: أنّ الاراميين قوم (اذكياء) منذ ذلك الزمن ولحد الآن، وحيثُ اتقنوا التجارة من اولاد عمهم اليهود ولا يزالُ هم سادة التجارة والأستثمار إلى يومنا هذاكاليهود، بالإضافة إلى سرعة اخذهم للحروف الهجائية من الفينيقيين وبدءوا بالتكلم بها، واستخدامهم بسرعة ومهارة لأدوات الكتابة (القلم والحبر) اللذين اخذوهما من المصريين!!. الإستنتاج الثاني هو: تصحيح معلومة تاريخية خاطئة وهي: (ثبوت عدم ريادية اللغة الآرامية كأول لغة هجائية في العالم!!، وإنما سبقتها اللغة الفينيقية التي منها اخذ الآراميون لغتهم الجديدة ومن بعدهم كل الأمم المحيطة التي كان الفضل للآراميين بإنتشارها بينهم، كذلك عدم اختراعهم للقلم والحبر!!، وإنما اخذوه من المصريين)!!. وهذا ليس كلامي ايضاً وإنما كلام عالم الأثار جيمس برستد).

ـ “ وقد وجد في اطلال المباني الاشورية كثيرٌ من قطع الاجر التي علّق عليها حواشٍ بالارامية ” ـ ـ انتهى الإقتباس الخامس، والإستنتاج الأول هو: من خلال الهدنة بين المملكة الآشورية من جهة (التي اصبحت فيما بعد امبراطورية واسعة) والدولة الآرامية المنشأة حديثاً من الجهة الأخرى، والتي كان من شروطها ان يدفع الآراميون “الجزية” للآشوريين، فإن التجار الآراميون عوّضوا بذكائهم خسارتهم لمالهم من دفع الجزية في الربح الذي كانوا يحصلون عليه بتجارتهم داخل المملكة الأشورية!!، مما ادى إلى انتشار لغتهم الآرامية المقتبسة من اللغة الفينيقية بواسطة التجّار وبسرعة في المحيط الذي حولهم لسهولتها وسهولة ادواتها الكتابية (ورق البردي والقلم مع الحبر)، وليس كاللغة المسمارية التي تحتاج من الكاتب ان يحمل لوحه الطيني الطري ليكتب عليه جُملهِ المسمارية ثم يتم (شوي أو فخر) هذا اللوح وهي عملية معقدة، ولهذا تُبيّن لنا احدى اللوحات الأثارية المعروضة في الصفحة (110) ان الكاتب باللغة المسمارية قد اخذ قسطاً من الراحة!!. امّا الإستنتاج الثاني فهو: ما بَيّنتْهُ قطع الآجر التي وجدت في اطلال المباني الآشورية المكتوب عليها باللغة الآرامية يؤكد انتشار اللغة الآرامية في المملكة الآشورية وبين سكانها، بمعنى آخر سبب وجود هذه الآثار الكتابية للغة الآرامية في الأرض الآشورية يعود إلى انها اصبحت لغة الجميع لسهولتها، وليس كما يعتقد البعض خطأ من ان الدولة الآرامية اصبحت فيما بعد امبراطورية وبسطت نفوذها على اراضي بلاد الرافدين وخاصة الآشورية منها، ويعطي دليل مغلوط على وجود لغتها وآثارها في هذه الأرض أو تلك.

فلا يوجد ولو مصدر واحد يتكلم عن وجود توسع سياسي ـ اداري للدولة الآرامية، ولا يوجد مصدر واحد رصين وموثوق يتكلم عن وجود امبراطورية آرامية، كالتي تكلمَت عنها المصادر للإمبراطوريتين الآشورية والكلدانية، ولو سمحت حدود النشر لنشرت الفهرست لهذا الكتاب الذي يترك فصلين كاملين للحضارات العراقية (الرابع والخامس)، وهذه الحضارات هي الأكدية والسومرية والبابلية الأولى والآشورية والكلدانية (البابلية الأخيرة) فقط، لكنه بكل تأكيد يذكر من خلال عرض تاريخ الآشوريين في الأربع صفحات المعروضة مع هذه المقالة انبثاق (دويلات) آرامية والبعض منها اصبحت دول متحضّرة وخاصة في (دمشق) وهي دولة جديرة بالوقوف عندها، خاصة في المجال التجاري وتحصين حدودها لصد هجمات الآشوريين منذ سنة (1200) ق.م الى حدود (850 ـ 800) ق.م.

إذن: هل كانت هنالك دولة أو دويلات او ممالك آرامية؟ ـ ـ الجواب: نعم، وهل اصبحت متحضرة وقوية؟ ـ ـ الجواب: نعم، وهل أصبحت امبراطورية واسعة شملت الاراضي العراقية (بلاد الرافدين)؟ ـ ـ الجواب: لم تذكر لنا المصادر الرصينة أي شيء من هذا القبيل، وإنما حدث العكس!!.

ـ “ وبعد مدة من الزمان اجمع الراي العام (يقصد في المملكة الاشورية) على ان تدار الاشغال العمومية باللغتين الاشورية والارامية. هذا في الشؤون العمومية. واما في الحكومة فاذا كان الكاتب ارامياً فبالطبع كان يدوّن المحاضر بقلم الحبر على ملف البَرْديَ واذا كان اشورياً كتب على الآجر بقلم قصب كالِ الرأس (ش 72) ” ـ ـ انتهى الإقتباس السادس، والإستنتاج الأول هو: تأكيد ما ذهبتُ اليه في الفقرة التي قبلها عن كيفية انتشار اللغة الآرامية المأخوذة من اللغة الفينيقية. امّا الإستنتاج الثاني وهو الأهم: توظيف الآراميون من الكتّاب وغيرهم في الدوائر (الحكومية) الآشورية ـ ـ فماذا تعني هذه الجملة؟!: الجواب هو: أنّ الدولة الآرامية عندما كانت تدفع “الجزية” للمملكة الآشورية وكانت في حالة الهدنة وليس الحرب  معها والتي اصبحت فيما بعد امبراطورية واسعة(اي المملكة الآشورية)، في ذلك الوقت كانت الدولة الآرامية تُعتبر جزء من المملكة الآشورية!!، بالضبط مثلما كان العراق وبقية الدول العربية جزء من الإمبراطورية العثمانية وكانت هذه الإمبراطورية تجمع (الخراج) اي الضريبة مثل (الجزية) في المملكة الآشورية، وكانوا قسم من مواطني هذه الدول ومنها العراق موظفين في اسطنبول.

ـ “ واصبحت اللغة الارامية لغة الهلال المخصب برمتهِ. حتى انها حلّت محل شقيقتها العبرانية الفلسطينية ” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال السابع.

فالإستنتاج الوحيد المهم الذي نخرج به من هذه الجملة بان اللغتين الآرامية والعبرانية كانتا (شقيقتين)، وبما انه وكبديهية مطلقة تعتبر اللغة هي العنصر الأهم في تحديد القومية، فان الإستنتاج الذي لا لبس فيه هو أنّ القوميتين الآرامية والعبرانية (شقيقتان)، وهذا ليس كلامي وإنما كلام المؤلف العالم في التاريخ الأمريكي ـ اليهودي جيمس برستد، وحيثُ “شهد شاهد من اهلها، فلا يخرج علينا هذا (المتعصب) او ذاك لإتهام الآشوريين والكلدانيين بالتهويد!!!. نقطة رأس السطر، وستكون لي عودة في الخلاصة لربط جميع التصريحات بهذا الأمر.

وما جاء في الصفحة (110) من الكتاب (الوثيقة الرسمية) ما يلي:

ـ ” الشكل 72 كاتب اشوري وكاتب ارامي يقيدون الاسلاب المنهوبة من مدينة اسيوية أخذت عنوة (القرن الثامن ق.م) ” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلالالثامن، فالإستنتاج الوحيد: يعطي دلالة واضحة من ان عمليات الغزو والسبي (الحروب) وما كان يرافقها من دموية لم تكن حصراً على الآشوريين والكلدانيين والعرب في الجاهلية والعرب المسلمين فقط مثلما اتهمهم بها هذا المدعي كاتب المقالات المتضاددة مع بعضها، وإنما اشترك فيها الآراميون ايضاً وبقوة من خلال احصائهم لـ (غنائمهم) من النساء المسبيات والأطفال والحيوانات وغيرها، وهذا موضّح في اللوح الأثري بشكل جلي، وهو دليل مادي لا يقبل الجدل او الإنكار، وربما كان تواجد الكاتب الآرامي من خلال وظيفته في المملكة الآشورية كما بينته في الفقرة قبل السابقة ـ ـ او كطرف (ممثل) عن الدولة الآرامية لمشاركتها الفعلية بهذا السبي وترغب بجرد حصتها من الغنائم!!، وفي كلتي الحالتين يكونوا الآراميين مشاركين في الغزو والسبي!!، فما رأي المدعي الذي ما فتأ القذف بالإتهامات وكيل الشتائم على الآشوريين والكلدانيين والعرب في الجاهلية والإسلام وإتهامهم بالغزو والسبي والحروب الدموية، وقد قلتُ له صادقاً يا رجل: لماذا تنبش في التاريخ، فحال كل الأمم حينها كان كذلك بالغزو والسبي!!، ولحد الآن نحن نعاني منه بالحروب الحالية!!، فلا تدعنا نبحث ونقدم الأدلّة الحقيقية المدعمة بالألواح والتماثيل الأثرية!!، لكنه لم يأتي إلى جادة الصواب، وقلت له “على نفسها جنت براقش”!!!، وليغالطني هو او غيره من مؤيديه او حتى من المتابعين والمختصين المنصفين ويقولون لي يا سالملقد ناقضت طرحك في المقالة الأولى او الثانية او الثالثة عمّا جاء في هذه المقالة، لا اعتقد سيجدون معلومات متناقضة لأنها ليست من وحي خيالي وإنما من المصادر الرصينة المدعومة باللقى الأثارية.

ـ “ وحاول الاشوريون ان يوسّعوا نطاق نفوذهم في شمال سورية ولكنهم باؤوا بالخيبة والفشل. وفي منتصف القرن التاسع ق.م كانوا قد بسطوا سلطتهم على الممالك الارامية لانها ادنى اليهم من سواها. ثم أخذوا في الزحف عبر الفرات ووجهتهم السواحل البحرية. فلما رأت المدن السورية (يقصد الارامية) والفينيقية انها مهددة بالفتح عنوةً اذا هي ابت التسليم وتأدية الجزية، سلّمت وأدتها عن يدٍ دفعاً لهول الفظائع التي قد تنجم عن الفتح عنوةً ” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال التاسع، والإستنتاج الأول هو: بدأ التوسع الآشوري لتصبح المملكة الآشورية كإمبراطورية واسعة إلى سواحل البحر. والإستنتاج الثاني هو: دفع “الجزية” من الآراميين إلى الآشوريين لتفادي غزوهم، وهذا ما حاول (المدعي)المعني بالمحاججة إنكاره في مقالاته الهجائية ضد الآشوريين والكلدانيين، لكنني ذكرتُ له هذه المعلومة وصححتها له في مقالتي الأولى اليه.

أما الصفحة (111) من الكتاب فيرد فيها:

ـ ” ولما كان ملوك دمشق الاراميون من ذوي الثروات الطائلة المكتسبة بطريق التجارة استطاعوا ان يحافظوا امدّا طويلاً على جَعل قاعدة ملكهم في اسمى درجة من التحصين وان يصدوا الاشوريين عن التقدُّم الى سواحل البحر المتوسط. ومن اجلى البينات على ما كانوا عليهِ من القوُّة والسلطان حمايتهم للمملكة اليهودية الضعيفة زمناً طويلاً من هجوم الاشوريين عليها ” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال العاشر. وعليه فالإستنتاج الأول يبين لنا بشكل جلي بلوغ مملكة الآراميين “دمشق” اعلى درجات القوة المالية والعسكرية لتفادي هجمات الدولة الآشورية القوية، وهذا يؤكد ما ذهبتُ اليه من ان الدولة الآشورية هي التي كانت تريد بسط سيطرتها لتصبح امبراطورية، وكان هَمْ الآراميين فقط تفادي الهجمات وليس الطموح ليصبحوا امبراطورية!!، أما لإستنتاج الثاني والأهم هو: (حماية الآراميين للمملكة اليهودية الضعيفة زمناً طويلاً) من هجوم الآشوريين عليها، وهذا الزمن هو ثلاثمئة وخمسون عاماً من سنة (1200) ق.م إلى حوالي سنة (850) ق.م كما سيبين المؤلف في الفقرة التي تليها.

وسؤالي للموما اليه الذي ملأ المواقع الإعلامية ضجيجاً بإتهام الكلدانيين والآشوريين (الجدد) بأنهم أشقاء “نتنياهو”!!، فمن هو شقيق “نتنياهو” بعد هذ المعلومة التي تمّ أخذها من تدوينات  الألواح الطينية التي عثر عليها!!، كذلك كتب مقالة مثيرة لمشاعر الجميع طلب فيها من الآشوريين والكلدانيين (تقديس) العرب وذلك لأنهم حموا النساء النسطوريات في معركة “ذي قار”!!،وحيثُ كانت مقالته تتسم بالتملّق اكثر من كونها مقالة رصينة، وسأقول له الآن من الأجدر بك ان تكتب مقالة بعنوان آخر هو: (على اليهود تقديم للآراميين الشكر والعرفان [ولا اقول التقديس لأنها تقال حصراً للخالق] لأنهم حموا ذريتهم من الإنقراض ودافعوا عنهم لمدة ثلاثمئة وخمسين عاماً)، اليس كذلك!!!!. وهذا ليس كلامي ولا استنتاجي وانما اعتمدتُ عليه مما جاء في المصدر!!!.

ـ وظلّ ملوك اشور ثلاث مئة وخمسين سنة او يزيد عاجزين عن ان يفتحوا هذه المنطقة الغربية ويبسطوا نفوذهم عليها بسبب مقاومة ممالك ارام وفينيقية واليهودية لهم. وكانت عاقبة هذه المقاومة انهم حصروا الجنود الاشورية وراء حدود بلادهم حتى القرن الثامن ق.م ” ـ ـ انتهى الإقتباس والإستدلال الحادي عشر والأخير. والإستنتاج الرئيسي في هذه الفقرة هو التحالف الوثيق الطويل الأمد بين الممالك الآرامية واليهودية والفينيقية لصد هجمات الآشوريين!!.

وسأترك للمختصين والباحثين عن الحقيقة من متابعين ذوي الإختصاص والقرّاء الأجلاّء النُبَهاء على حدٍ سواء تحديد مَنْ هُم الذين يعودون بنسبهم إلى الأسباط العشرة المفقودة لليهود؟؟؟!!!، ومَنْ هُم الذين كانوا السبب الرئيسي بالحفاظ على الدولة اليهودية ومنع إنقراضها حينها واستمرار ذريتها لحد الآن؟؟؟؟؟؟!!!!!!.

الخلاصة:

يتبين لنا من الحقائق المدعومة باللقى الأثارية اعلاه ما يلي:

اولاً: اي انتماء لجميع المكونات التي يتهمها هذا (المدعي) باصولها للأسباط العشرة المفقودة لليهود من (المفروض) ان يمر من خلال اصولها الآرامية اولاً!!، وهذا الإستنتاج لم آتِ به أنا وإنما من استشهاده هو ومحاججته بان البطريرك لويس ساكو وغيره ارجعوا اصولهم الى الآراميين اولاً (ثمّ) إلى الأسباط العشرة المفقودة لليهود!!!، اي بمعنى آخر: وبربط ما جاء في ادعاء هذا (الباحث) وإستدلاله بتدوينات البطريرك ساكو ومعها ما جاء من حقائق ثابتة على لسان العالم الأثاري جيمس هنري برستد من ان الآراميين ما هم إلا (اولاد عم لا بل اشقّاء) اليهود الحاليين وإن لم (ينتظموا معهم بأمة واحدة)!!!، فان الآراميين من (المفروض) ان يكونوا هم (حلقة الوصل) بالنَسَبْ والأصل للجنس البشري ما بين الأقوام التي سكنت في الشرق الأدنى واليهود!!!!!!، وهذه الفرضية ليست من عندي وإنما من إدعاء الموما اليه من أنّ الآشوريين والكلدانين وحتى العرب ما هُم إلاّ آراميين، وقولي الأخير هو تذكير(المدعي) بأنني قلتُ له في مقالتي الأولى “خلّي الطبق مستور”!!، لكنه ركبَ رأسه وإستمر بهجاء جميع المكونات من الآشوريين والكلدانيين والمسلمين العرب وغيرهم!!، فما هذا التعصب الذي لديه؟؟!!.

ثانياً: وللإنصاف اقول متكئاً على اصولنا الإنسانية جميعها، ما الضير في ان تعود انت وانا وغيرنا إلى الأسباط العشرة المفقودة لليهود او إلى العرب او يعودوا هم وغيرهم إلى الآشوريين والكلدانيين والآراميين!!، المهم مَنْ نحن الآن؟ وماذا نقدم للإنسانية؟!، وما مدى مشاركتنا الفعلية في التطور العلمي الذي يفيد البشرية؟!، وما مقدار تأثيرنا على إستقرار السلم العالمي والمحبة والتواصل الإنساني بين الأمم والشعوب؟!، وليس كما ما جاء على لسان احد الذين دفعهم (الموما اليه) بالنقد في احد المواقع لشتمي والتلفظ بكلمات تدلل على تربيته ونشأته، لكن مدير الموقع الجليل الإحترام حذف كلامه الذي لا يليق بالمواقع الرصينة ويهين القرّاء قبل اهانة المعني بالشتيمة!!، وحيثُ ذكر هذا (المؤدب المتديّن متباهياً) من أن (المدعي) وابنه القاصر هجما على احد المتاجر الذي كان يبيع بعض الملابس التي عليها الصور التي تسيء إلى شخص السيد المسيح في بلد المهجر الذي منحه الأمان والحرية ليعيش فيه بسلاموضربا صاحبه وكسرا محتويات متجره وضربا رجال الشرطة التي جاءت لتنفيذ القانون!!، اهكذا علّمه (المسيح) حين قال مخاطباً الله وطالباً منه المغفرة للذين صلبوه ” يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”؟؟!!، اهكذا يربّي ابنه القاصر على العنف واخذ (حقه) بيده بدل القانون وفي الدولة القانونية التي منحتهما حق اللجوء هرباً من دولة اللاقانون؟؟!!، هذا الكلام على ذمّة احد افراد (مجموعته) الذي يتواصل معه، وانا اشكره لأنه افضى بمعلومة عن صاحبه كنّا انا والقرّاء نجهلها واتمنى ان تكون مغلوطة وغير صحيحة لأنها (مخجلة) بحق!!، لكن صاحبه (تفاخر) من ان الصحف الأوربية نشرت الخبر!!!.

ثالثاً: اي مصدر بعد الآن يحاول هذا (المدعي) أن يستشهد بما جاء فيه يجب ان يكون مصدر موثّق بشكل رسمي واقوى بحججه وبراهينه المادية من المصدر الذي استدللت به لتثبيت الحقائق اعلاه، وهذا ما يدعونه في البحث بالمهنية والمصداقية وبالحجّة مقابل الحجّة، وكل مصدر اقل منه فمن الأفضل له ان يرميه في اقرب سلّة مهملات!!، فلا يقول لي قال فلان ـ ـ ونقلاً عن فلان، ويعرض صفحة من كتاب مطبوع حديثاً ليصرخ على الشاشة الصغيرة ويسميها “بالمخطوطة”، ارجوه أن يحترم نفسه من خلال احترامه للمشاهدين والقرّاء فهم اذكياء جداً. اي بمعنى آخر: (يجب) ان تكون المصادر التي سيستشهد بها مصدّقة من جهات رسمية واكاديمية اقوى من الجهات الرسمية التي صادقت على كتاب “العصور القديمة” لجيمس برستد، هكذا هي المناظرة والمحاججة المهنية.  

لاحظوا اعزائي المتابعين من القرّاء والمتخصصين تناقض هذا (المدعي) في طرحه ليس بين مقالة واخرى فقط!!، لا بل حتى في المقالة الواحدة أو المقطع الواحد الذي ربما لا يتجاوز السطرين!!، فمرّة يستشهد بما جاء في تدوينات البعض من رجال الدين المؤرخين الكلدانيين من امثال البطريرك الدكتور لويس ساكو والأب الدكتور يوسف حبّي وغيرهما عندما يتوافق ما كتبوه مع طروحاته واهدافه، ومرّة اخرى ينعتهم (بالمتكلدنين والمزوّرين) للحقائق عندما يجد بان كتاباتهم وتوثيقاتهم لا تنسجم مع طروحاته!!!، فكيف يستشهد بتوثيقات كاتب وهو اساساً ينعته بالمزوّر للحقائق!!!، اهذه هي مهنية (الباحث) في التاريخ؟!، حتى انه رفض وشكك بما جاء في الكتب السماوية ككتاب العهد القديم!!، لأن ما جاء فيها يتعارض مع تعصبه وإدعاءاته، ولي عودة (مثيرة) في الجزء الخامس وبمعلومات من وثائق رسمية (مقدسة) عند الأديان الثلاثة “تقلب رأساً على عقب” كل ادعاءاته وكما افعل الآن!!، اقول له اين هي المهنية والمصداقية فيما تدعيه يا أيها (الباحث) في التاريخ الذي لم يمضي على مسكك للقلم اكثر من سنة بعد كل الذي ذكرته في مقالاتي للرد على تخرّصاتك الجوفاء التي ليس لها قيمة علمية؟؟!!.

ارجو من كل من ينتمي إلى كل الأديان والمذاهب والقوميات التي تضررت من الطروحات الطائفية لهذا (المدّعي) وتعرضه لرموزهم الدينية في المساعدة على نشر هذه المقالة (البحثية) والمهنية المهمة وعبر جميع مواقع التواصل الإجتماعيووسائل الإعلام كافة، وحيثُ دوّنتُ فيها الحقائق من المدوّنات الأثارية ولأول مرةتُنشر وحسب علمي، مع التنويه إلى كاتبها والموقع الذي نُشرت فيه، مع شكري وتقديري لتعاون الجميع في ايقاف المد الطائفي ونشر روح المحبة بين البشر.

وشكراً/سالم إيليا !!!!!