أثارت تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والتي قال فيها (بأن إيران حاضرة في لبنان والعراق وإنهما خاضعان لإدارة إيران) ،عاصفة الاستنكار والاستهجان والتنديد من قبل الشارع العراقي بكل طوائفه وقومياته وأحزابه وحركاته وعشائره ورموزه الوطنية، وجاءت هذه التصريحات لتؤكد حجم النفوذ الإيراني وهيمنته على سلطة القرار العراقي وأحزابه التي تقود العملية السياسية ، كما تبطل هذه التصريحات وما قبلها ما يعلنه ساسة طهران وحكامها بان إيران لا تتدخل في الشؤون العراقية ، وتدحض هذه التصريحات أقوال بعض رموز الحكومة وأحزابها وقادتها ،بعدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق ، حيث لم نسمع أي تصريح من حكومة المالكي وأحزاب السلطة سوى تصريح خجول من وزارة الخارجية لم يتطرق بالمباشر إلى تصريح قاسم سليماني ،وإنما أشارت إليه من بعيد، وكما يقول المثل الشعبي العراقي فان وزارة الخارجية بتصريحها المرتبك (تثرد جنب الصحن ) ولا تجرأ على تسمية صاحب التصريح الوقح لقاسم سليماني ،والذي يشكل سابقة خطيرة تدل على قوة نفوذ إيران داخل العراق، وإنها تنظر إلى العراق باعتباره محافظة إيرانية لا أكثر عكس ما فسره بعض الخبثاء في العملية السياسية بأنه يشبه تدخل اردوغان في شؤون العراق ،وهذا مجافي للحقيقة ، إذ أن اردوغان قد حذر حكومة المالكي من نشوب حرب طائفية في العراق وإذا بقيت حالة الانفلات الأمني والصراعات السياسية على حالها في رده على فشل المؤتمر الوطني المزمع إقامته ، كما حذر من تفاعل قضية الهاشمي ووصولها إلى عواقب وخيمة تجر البلاد إلى الهاوية الطائفية إذن تصريحات سليماني تنم عن عقلية توسعية لها أبعادها في إرسال رسالة إلى الخارج بان العراق ولبنان تحت الوصاية الإيرانية ولا يستطيع احد أن ينكر هذه الوصاية هذه التصريحات لا يمكن القبول بها من شعب العراق وإذا سكتت حكومة المالكي عنها لخضوعها ولهيمنتها ، فان شعب العراق لن يقبل بها ويسكت عليها ، إنها تصريحات اقل ما نصفها بأنها وقحة وتنم عن استعلائية وعنجهية مترسخة في أذهان حكام طهران منذ الثمانينات وقد دفعت ثمنها غاليا …. غاليا جدا ياسليماني.