شاهدتُ وقوف (دولت) الرئيس (المنهية ولايته) نوري كامل المالكي على شاشة الفضائية العراقية منتصف ليلة الخميس على الجمعة يلقي خطابه الأخير بـ(التنازل) عن منصبه . كان محاطاً بثلاثين رجلاً من أعوانه الحرافيش مع حرفوشة واحدة فقط ..! . أرجو من هؤلاء (الحرافيش) أن لا يزعلوا من استخدامي لهذه الكلمة ذات المعنيين. المعنى الأول هو أن لقب (حرفوش) يمنح إلى الديك حين (يحرفش) فوق تلة عالية.. الحرفشة هنا هي استعداد الديك للمعركة . أما المعنى الثاني هو الافاعي حين ترفع رؤوسها استعداداً للدفاع عن نفسها فيقال (حرفش الافعى). بصورة عامة كلمة الحرافيش لا تعني النصابين والفاسدين واللصوص والبلطجية..!
المالكي في خطبته الأخيرة لم يغالط ضميره فهو لا يستطيع أن (يتحرفش) بعد اليوم فقد صنع الحرافيش من رفاقه في التحالف الوطني ومن أصحابه في كتلة دولة القانون ( معجزة التنحي).. ! يا سبحان الله الذي جعل الحرافيش يصنعون المعجزة بإضعاف (الرئيس القوي) الذي هدد بإشعال نار جهنم إذا (تنحى) .. يا سبحان الله الذي حوّل الحرافيش المغفلين إلى حكماء .. يا سبحان الله الذي جعل عقل رئيس الوزراء شغـّالا في آخر يوم ..! يا سبحان الله الذي أهدى نوري المالكي إلى القول: ( لن أكون سبباً في سفك قطرة دم واحدة وأتنازل عن حقي ولن أتسلم أي منصب)..! يا سبحان الله الذي جعل نوري المالكي يتخذ قراراً شجاعاً أعلنه على موقع تويتر بالقول: ( بعد انتهاء مهامي سأعود لأسكن في بلدتي (طويريج) في كربلاء، وقد تبرعت بكل ما املك للنازحين..) . من عادة كل حرفوش هو التفرغ للطبخ وغسل الملابس وترتيب الفراش بعد التنحي ..!
باختصار يمكن القول أن الحرفوش نوري المالكي كانت له حسنات كما جاء في خطابه لكن حسناته بعدد اصابع اليد الواحدة بينما إحصاء سيئاته يحتاج إلى جهاز كومبيوتر من وكالة ناسا ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام:
أهم اعترافات السياسيين الحرافيش أنهم لن يغلطوا أبداً ..!