هل تعلم
ان الاكثر قذارة
و الاكثر سفالة
في العالم
هم من كانوا يدّعون
انهم سياسيون في العراق
انهم معارضون
شيوعيون
و اسلاميون
و قوميون
ووطنيون
و غيرهم
و حينما حانت الفرصة
انهمكوا و تسابقوا
و تحالفوا بينهم
و تحايلوا علينا
ليجنوا مكاسب دون سواهم
من ابناء الوطن
نعم دون سواهم
فمُنحوا رتبا عسكرية بدرجة عُقداء
بدون أدنى استحقاق
و بدون دراسات أكاديمية
و تدريبات ميدانية
تحت رعاية مَن كانوا يقولون عنهم
أنهم أعداء الوطن
و مُنحوا رواتب تقاعدية مجزية
تحت وصاية أسيادهم
الذين أغدقوا عليهم دون حق
من ثروة العراق
و دون النظر الى غيرهم من الفقراء
الذين يتضورون جوعا و ألماً
و مُنحوا ضمانات اجتماعية
و مبالغ كثيرة
و خدمة و خدمات مدنية
و فرص عمل و تعيينات
دون التفكير بغيرهم
من ابناء الوطن
المغلوبين على أمرهم
و الذين قد يكونوا
أكثر وفاءا
و أوفر مؤهلات
و أعظم تضحية
و أكبر عطاءاً منهم
هنا تساوى جميع افراد الحركات
و الاحزاب الاسلامية و غير الاسلامية
تساوى جميعهم
بتقديم مبدأ المصلحة الخاصة
في اللهاث وراء مصالحهم
و تقديمها على مصلحة ابناء الشعب
في يوم كانوا يقولون
أنهم قد نذروا أنفسهم
من أجل الكادح
و العامل
و الفلاح
و المستضعف
في يوم أصّموا آذاننا و صدّعوا رؤوسنا
حينما كانوا يدّعون
انهم مناضلون
و مجاهدون
كفاحيون
و ثوريون
هنا فضحوا أنفسهم
قبل ان يفضحهم غيرهم
هنا انكشفت عوراتهم
و بانت وساختهم
حينما كرّسوا مبدءاً لئيماً
و هو
نستفيد قبل غيرنا
بعد التضحية الموهومة
و نستفيد قبل أن نضحي
و نستفيد نحن حتى لو جاع الشعب
و هلك الشعب
لكن سيبقى عملهم المخزي
يبقى عاراً يلاحقهم
و تأريخا أسوداً لا يمكن تلميعه
و هذه هي المباديء الكاذبة
التي كانوا ينادون بها
و هذه هي الاهداف الزائفة
التي كانوا يتمشدقون بها
ان هذه اللحظة ضرورية جداً
في حياتنا
و امام التاريخ
لنعرف الحقيقة أو جزءاً منها
حتى لاتنخدع الاجيال القادمة
بترّهاتهم و اكاذيبهم
كما انخدعنا نحن
طوال عمرنا