18 ديسمبر، 2024 10:07 م

اﻹنسان وفق قناعته يحدد أهدافه وغاياته، حتى صارت القناعة أكذوبة خافية عن الشعور والوجدان رغم أنف العقول!!
إن المتوقع من القناعة أو – بتعبير أوضح – إن القناعة ينبغي ان تكون من وحي العقل..
فالقناعة تستمد وجودها من الواقع، والواقع ليس وهما او خيالا…
ولا يصاب الواقع بالشك والاحتمال…
ولا دخل للأهواء واﻷمنيات في الكشف عن الواقع..
إن القناعة ترتبط بالواقع والعقل واليقين..
ولكن القناعة التي نسمعها من اﻵخرين هي أكذوبة الحضارة الحديثة…
حينما يخالف الواقع يقول هذه قناعتي..!!
حينما يخالف العقل يقول هذه قناعتي..!!
حينما يكون عبدا ذليلا للهوى يقول هذه قناعتي..!!
حينما يكون أسيرا للنفس الامارة بالسوء يقول هذه قناعتي..!!
حينما تتحكم به النزوات والشهوات يقول هذه قناعتي..!!
حينما يسرق ويقتل وينهب يقول هذه قناعتي..!!
حينما يتحدى العقل ويتحدى الله يقول هذه قناعتي..!!
فالقناعة صارت أخطر من الواقع..
إن هذه القناعة هي أكذوبة الحضارة الحديثة..
وكأنها تحارب وتتصارع مع المعنى الحقيقي للقناعة ﻷنها أغلقت الباب أمام الحوار والنقاش..
وكأنها تريد أن تقول: أنه لا حاجة الى البحث عن الحقيقة…
ﻹن الجاهل يقول هذه قناعتي..!!
والظالم يقول هذه قناعتي..!!
ولا أريد بهذه الكلمات أن أصحح مفهوم القناعة، ولكنني أود أن ألفت إنتباه القارئ الى أكذوبة القناعة، وأنها لا تمت الى مفهوم القناعة الحقيقي بأي صلة…
وكأن القناعة صارت مشتركا لفظيا، يعني لفظ واحد موضوع لمعنيين أو أكثر…
لذلك حينما نسمع شخصا يقول هذه قناعتي فليس بالضرورة أن تكون هذه القناعة من وحي العقل واليقين.