المتحدثون على مواقعهم في (اليوتيوب) , يركزون على رؤيتهم , “ألم أقل كذا وكذا , إن ما قلته أثبته الزمن” , ومن أمثال ذلك العديد من الطروحات المؤكدة على صحة ما قال وذكر فلان وفلان.
هل الغاية من الكلام التعبير عن الذات النرجسية ؟
ما قيمة القول بما سيحصل وحصل؟
في السبعينيات كانت إفتتاحيات جريدة الثورة تتحدث عن الواقع الذي نعيشه اليوم , فما قيمة تلك الإفتتاحيات التي صدرت في كتاب؟
من الصعب فهم هذا السلوك!!
“أ لم أقل كذا وكذا” , ” أ لم وأ لم ” , وكأننا نسعى للألم!!
توجد عاهة خطيرة في عقولنا ونفوسنا , علينا مواجهتها والتحرر من قبضتها.
تأريخنا لا نعتبر منه بل نسعى للعيش الوهمي فيه , وأمرنا لا يعرف الشورى والتفاعل الإيجابي المعطاء , بل التناحر منهجنا , وما أفخرنا بسحق رؤوس بعضنا , فلكي تكون عليك أن تدوس على رأس أخيك , أو تحني قامات الحياة السامقة.
تجاربنا هراء , الدنيا تتعلم من تجاربها , ونحن نكرر ذات الفعلة , ونلدغ من ذات الجحر ألف مرة ومرة.
فكيف نكون؟
وواضح لماذا نهون , فأمة بإرثها الحضاري الكبير , لا تستطيع أن تخطو بثقة وأمان إلى الأمام , وتجدها تتشبث بالآخرين وتتبعهم , وتعتمد عليهم كأنها الطفل الرضيع الذي لا يستطيع مفارقة أمه.
فكم أمٍ عندنا؟
كل قوي في الدينا أمنا وأبونا!!
ولا نعرف الأخوة , فالتلاحي بيننا قانون وجودنا المتواطئ مع أعداء كلنا.
فهل أنكرنا أمنا , وخلعنا هويتنا , وتجاهلنا تراثنا , وتشبثنا بما يميتنا؟
إنها تساؤلات في زمن ربما تحولنا فيه إلى أشبه بموجودات متحجرة!!
و”مَن أُعجِبَ برأيه ضل”!!