18 ديسمبر، 2024 7:50 م

هذه الوثيقة واستمرار محاولات ايران فرض الامر الواقع

هذه الوثيقة واستمرار محاولات ايران فرض الامر الواقع

احد وثائق الحركة الوطنية العراقية وصلتني اليوم من مكتب السيد أحمد الحسني البغدادي للتذكير بواقع مر لازالت تعيشه بعض زعامات القوى الوطنية العراقية.
هذه الوثيقة تعد تذكارا وطنيا هاما، ينبغي الذكير به؛ خصوصا، وهي تصادف تاريخ هذا اليوم الرابع من شهر أب 2007. وتتحدث حول مشكلة مرتبطة بجوهر القضية التي لا زلنا نعاني منها كقوى وطنية عراقية تعيش مشتتة ومتباعدة واحيانا متناحرة ، وتحول بين فرص التقاءها خلافات هامشية يتحاوزها الواقع العراقي، ورغم ان أغلب تلك القوى وهي تعلن منذ أولى سنوات الاحتلال 2003 وما بعدها : انها تسعى للتحرير ومهمتها تسعى الى اسقاط العملية السياسية برمتها؛ لكونها عملية سياسية احتلالية مشبوهة فرضت على الشعب العراقي بعد غزو واحتلال عسكري ، وقد أسسها ورعاها وحماها الاحتلال الامريكي ودعمها النفوذ الايراني ايضا .
علما ان ذلك المؤتمر الخاص بجبهة القوى السياسية العراقية المناهضة للاحتلال هو مؤتمر وطني عراقي كان يعول عليه الكثير من الآمال. ما يتحدث عنه السيد احمد الحسني البغدادي في مقابلته آمذاك مع الاستاذ سلام الشماع وجريدة الصوت حينها.
لقد اجهض المؤتمر بقرار ايراني محظ، وتم تأجيله في اللحظات الاخيرة قبيل ساعة من موعد افتتاحه بدمشق؟ وقد تم ذلك بشكل تدخل ايراني وقح، فرضتها المساعي و التدخلات الايرانية لاجهاض أي تحالف وطني عراقي برتقي الى مستوى جبهة وطنية عريضة وواسعة. وهكذا اجهض انعقاد المؤتمر بالتنسيق مع حكومة ونظام سوريا ووكلائها. وقد انكشف للجميع تواطؤ وخضوع النظام السوري حينها كليا للامر والواقع الفارسي المفروض، كما عكس أيضا ضعف مبادرة القوى الوطنية العراقية وتقاعسها، بسبب تشتتها وتناحر قياداتها على الزعامات والشخصنة وفرض الولاءات الفردية لهذا الطرف أو ذاك .
اتذكر جيدا ذلك الأمر الصعب، حينها عندما توجهت من الجزائر برفقة عدد من الاخوة لحضور المؤتمر والتقيت حال وصولي دمشق بالسيد احمد الحسني البغدادي وتوجهنا معا لحضور اعمال ذلك المؤتمر في مكانه المحدد له في دمشق. والتقينا هناك ببقية ممثلي القوى الوطنية العراقية وعدد من الشخصيات التي حضرت، وقد فوجئ الجميع بقرار تأجيل المؤتمر من دون سابق انذار وحتى اشعار آخر .
اترك لهذه الوثيقة التاريخية ان تتحدث بلسان السيد احمد الحسني البغدادي و ان تفصح من جديد عن مكنون علة هامة لازالت مستشرية وعن مرض مزمن اصيبت به القوى الوطنية العراقية ، رغم مرور عقد ونيف من السنوات العجاف وعشنا مرارة الدروس وتعاظم التضحيات التي قدمها شعبنا الذي لازال ينتظر ميلاد جبهة وطنية عراقية شاملة تقود نضاله لانجاز مهمة التحرير .

(…. في مثل هذا اليوم 4 اب 2007م حاور الصحفي سلام الشماع في صحيفة الصوت، عدد من المشاركين في ذلك المؤتمر ومنهم السيد احمد الحسني البغدادي المقيم انذاك في دمشق وابرز ما جاء فيه:

“هؤلاء أفشلوا المؤتمر”
*«الصوت»: من أفشل مؤتمر جبهة القوى العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال ؟
فأجاب السيد البغدادي:
**أحمد الحسني البغدادي: المعارضة العراقية تعيش بعقلية فوقية، وتتجذر فيها الشخصانية والفردانية، لذا نجدها تقع في تناقضات أيديولوجية وميدانية، فبعض هؤلاء يرون بأم أعينهم أن العراق حاليا يعيش التسيب والضياع، ومع ذلك فهم ينغمرون بهذه الشخصانية، ويتساقطون هنا وهناك للذهاب إلى بعض الدول الإقليمية بحجة أنهم يحتاجون إلى التمويل الإقتصادي، وبالتالي يدخلون الى اللعبة السياسية، ولو كانت هذه لصالح شعبنا و أهلنا بنحو أو بآخر لأمكنَ أن نقبل بها.. لكن بعضهم يدخل في اللعبة السياسية لصالح طيفه أو عشيرته أو مكونه الاجتماعي أو العنصري.
شعب العراق مذبوح ومجروح ومشرد ومقتول ومهجر، لكنَّ هؤلاء لا يتكلمون في سبيل انقاذ شعبي وأهلي، ويتاجرون باسمه.. الأمريكان اشتغلوا على الكرد وعلى «الشيعة» وعلى «السنة»، وفعلا جاءوا بهم على ظهور الدبابات الأميركية، ويمكن تصنيف هؤلاء… بعضهم جواسيس وعملاء، وبعضهم يمتلك قناعات وطنية وجاء مع الدبابة الأميركية.. هذه الحالة المرضية سائدة عند المعارضة العراقية.
الأمريكان بعد فشلهم وفشل مشروعهم بسبب المقاومة الباسلة في العراق سيخرجون بين الفينة والأخرى، بينما نرى المعارضة في الخارج تتصارع فيما بينها من أجل المصالح الشخصانية والفردانية، وتلهث خلف بعض الدول الإقليمية للتنسيق مع جهة أجنبية.. لصالح من؟ لصالح كسب المناصب والوظائف، والشعب تسرق موارده الطبيعية، كالبترول والزئبق واليورانيوم، والإنسان يقتل على الهوية، تقتله فرق الموت، التي تمارس إِبادة جماعية ضد الشعب، كما مورست في فيتنام تحت شعار «نحن عاطشا للدماء الطازجة»، ومن هنا أكشف لك سراً.. إِنَّ الشخصانيين وراء فشل مؤتمر دمشق.
* «الصوت»: من تقصد بهؤلاء؟
** احمد الحسني البغدادي: أقصد، الذين أفشلوا مؤتمر الجبهة، جبهة القوى العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال، ممن يعيشون الشخصانية والفردانية من أجل منصب زائل على حساب وطن باق.. سيبقى الوطن، وهم سينكشفون والتاريخ سوف يحاسبهم، والتاريخ لا يرحم أحدا.. ولا ننسَ أن قوى خارجية تدخلت وضغطت باتجاه إفشال المؤتمر من خلال عملائها، وبعض هؤلاء إسلاميون تحت مظلة الاحتلال.).(انتهى نص الوثيقة)

والسؤال الذي نود طرحه مرة أخرى على الجميع: هل تغيرت عقليات واساليب الكثير من الشخصيات الوطنية المحسوبة على المعارضة العراقية.
الجواب نلمسه يوميا في ممارسات تكرس التقسيم وتؤجل اعلان وحدة القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والعملية السياسية في جبهة وطنية عريضة.؟
وسوف نسعى الى الكتابة عن هذا الموضوع وكشف دوافع أمثال هؤلاء وخاصة بما يتعلق بالارتزاق السياسي والمالي عند البعض وخاصة تلك المتاجرة بالشعارات والشخصنة الفارغة لخلق زعامات من دون رصيد نضالي مستحق، وتغلب الامزجة و الاهواء لدى بعض الشخصيات المحسوبة على الصف الوطني….الخ. ويتم ذلك على حساب استمرار المأساة الوطنية لشعبنا في محنته رغم تعاظم حركة الصراع واتساعها نحو تدخلات اقليمية ودولية لخدمة مصالح الدول الكبرى وتعاظم الدور الايراني وتدخله في العراق خاصة.