كثيراً ما اسمعها كما سمعها الكثير قبلي أين هي .. وما هي .. وماذا تعني ( الهوير ) ….. لم اسمع بها .. هل هي قرية صغيرة .. وربما يطلق البعض تسمية (المعدان) على من يسكنون فيها وغير ذلك من الكلمات التي يحاولون منها الانتقاص منها ومن أهلها ويحاولون استصغارهم بسبب بعض الأشخاص الذين ينقلون صورة سلبية عنها من خلال بعض التصرفات وربما تُخلق بعض الصور السلبية الكاذبة من اجل الإساءة إلى الهويريين عمدا… لذا أجيب على السؤال وارد على المتجاهلين وعلى الجاهلين وعلى من تنقصهم المعلومة … إن الهوير وهذا اسمها القديم و ناحية الشهيد عزالدين سليم وهذا الاسم الرسمي مدينة ليست ككل المدن ولست أغالي في ذلك وسيستغرب الكثيرون مما سأقوله عنها وعن اهلها وهذا مؤكد ففيها سمات متعددة اولها سمة مميزة شخصها وميزها الكثيرون وهي وجود حرية الفكر فيها من خلال وجود عدة اتجاهات فكرية وسياسية لأبنائها وكل حسب ما يريد وهي بذلك تمثل منطقة لتلاقح الأفكار وتبني حرية الفكر ومكانا مميزا لتبني نظرية الرأي والرأي الآخر … أتعلمون أيها المستصغرون لشأن الهوير وأبناءها انها كانت ولا زالت محطة للفكر والعطاء والجهاد ومكانا لإنجاب العظماء والأفذاذ … فهويرنا أنجبت شخصيات لازالت بصمتها حاضرة في بصرتنا خصوصا وفي عراقنا عموما فهي التي أنجبت المفكر الشهيد عزالدين سليم ( عبدالزهراء عثمان محمد ) هذا المفكر والقائد الكبير الذي بدأ حياته وفكره وجهاده من الهوير التي اصبحت مركزا كبيرا للثقافة والتحرك السياسي وقيادة العمل وقد استطاع الشهيد وثلة من أبناء الهوير الذين رحل اغلبهم جعل الناحية مركزا للتحرك الإسلامي وقيادة العمل ضد نظام البعث المباد … كما استطاع هو وإخوته العاملين من جعلها مكانا يعج بالثقافة من خلال النشاطات الثقافية المختلفة التي وصل صداها إلى مركز المحافظة فقد كان الشهيد نشطا من خلال كتاباته التي وصلت إلى حوالي مئة مؤلف متنوع بين السياسة والدين والاجتماع منها كتابه الأول (الزهراء فاطمة بنت محمد) الذي فاز من خلاله بالجائزة الثانية في المسابقة العالمية التي أقيمت في النجف إضافة إلى كتب اخرى منها ما صدر في حياته ومنها بعد رحيله منها (من حصاد التجربة) و (المعارضة السياسية في تجربة أمير المؤمنين) و (الفقر دراسة وعلاج) … ووصل بعد رحلة الجهاد التي استمرت لأكثر من 25 عاما لمجلس الحكم ليتسلم بعدها رئاسة جمهورية العراق ( رئاسة مجلس الحكم الانتقالي العراقي في حينها ) وهنا ختم حياته بالمنزلة العليا التي لا يتمناها ولا ينالها إلا المخلصون الا وهي الشهادة … إضافة إلى ذلك أنجبت الهوير شخصية فذة أخرى ألا وهي الشخصية التي يعدها بعض النقاد وبعض اهل الخبرة في مجال الأدب اكبر شعراء العراق ألا وهي شخصية الشاعر العراقي البصري الكبير الأستاذ كاظم الحجاج الذي يحمل شهادة بكالوريوس شريعة وآداب من كلية الشريعة جامعة بغداد 1967 رئيس اتحاد ادباء البصرة 1986-1989
عضو المجلس المركزي لاتحاد أدباء العراق لأكثر من دورة.
والذي أصدر مجموعته الشعرية الأولى (أخيرا تحدث شهريار) بغداد 1973مجموعته الشعرية الثانية (إيقاعات بصرية) بغداد إضافة إلى مجموعته الشعرية (غزالة الصبا) وكذلك ( ما لا يشبه الاشياء .. إضافة إلى عدد كبير من المسرحيات والأعمدة الصحفية في عدد من ابرز الصحف والمجلات العراقية كصحيفة الأخبارالتي يكتب عموداً صحفيا أسبوعياً فيها منذ صدورها في آب 2003 عنوانه (بهارات )وغيرها الكثير الكثير وما زال لحد الآن مستمرا بعطاءه الفكري …
والهوير ذاتها هي التي أنجبت الأستاذ الدكتور محمد عبدالمحسن معارج صاحب اختصاص هو من أندر الاختصاصات في العراق والشرق الأوسط البروفسور في اختصاص الهندسة الوراثية من جامعة دمشق ومن جامعة البصرة والذي يحمل أكثر من ستة شهادات ومن جامعات مختلفة معروفة والذي درس في عدة جامعات في سويا والدنمارك وليبيا والجزائر … واشرف على عدة رسائل علمية ترواحت بين الماجستير والدكتوراه … كما اصدر عدة كتب حول اختصاصه منها ( وراثة الأحياء الدقيقة ) عام 1988 ( أسس وراثة الأحياء الدقيقة ) و ( مقدمة في الهندسة الوراثية ) 1999 وكتب أخرى إضافة إلى عشرات المقالات العلمية المتخصصة في صحف ومجلات . إضافة إلى عشرات الأساتذة الجامعيون وبمختلف الشهادات العليا وبمختلف المجالات إضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية وعدد من الكتاب والصحفيين المهمين والشعراء الكبار الذين توزع شعرهم بين الشعر الشعبي وبين الشعر الفصيح بمختلف أنواعه إضافة إلى مئات الطلبة الجامعيون وعدد كبير من الشباب المثقف الواعي الذي يبهر من يستمع لحديثه ويجعله يقف إجلالا له ولعمق ما وصل إليه من رجاحة رأي ومن تنوع وأصالة في الفكر والى كبر حجم تحركاته التي نتج عنها عدد من التجمعات والمنتديات الثقافية التي تلهج بلسان الثقافة بالرغم من كل المعرقلات التي ربما لو وجدت في طريق غيرهم لما استطاعوا أن يصلوا إلى نصف ما وصلوا إليه .. فقد اصدر أخيرا احد شباب الناحية وهو من مواليد 1996روايته الأولى ( أفكار ) إضافة الى كتب أخرى قيد الكتابة والنشر بأيد شباب آخرين وهذه دلالة كبرى على استمرار أبناءها بالعطاء … ويجب ان لا ننسى موقف أهالي الهوير في ثورة العشرين ووقوفهم جنبا إلى جنب مع إخوانهم المجاهدين وتصديهم للاحتلال الانكليزي بالرغم من أن التأريخ لم يسجل إلا القليل من ذلك أو ربما لم يسجله أصلا !! هذا شئ يسير مما تتمتع به هوير العطاء التي لطالما كانت في قلوب زوراها وكل من أكل من خيرات أبناءها الذين لطالما كان الكرم معدنهم الأصيل وديدنهم … وبعد كل ذلك أليس من العيب أن يستهزئ بالهوير وأبناءها وأليس من حق ابناءها أن يعترضوا وان يقفوا بوجه كل من يحاول النيل منها ومن أهلها ؟؟!!