18 ديسمبر، 2024 11:05 م

هذه الإنتخابات!

هذه الإنتخابات!

إحدى المفارقات الفارقة والمتكدّسة والمتفرّقة في هذه الإنتخابات , أنّ غالبية الذين سيدلون باصواتهم في صناديق الإقتراع , فهم على قناعة شبة مطلقة بأنّ الذين سينتخبوهم سوف لا يحالفهم الحظّ في الفوز بهذه الأنتخابات , وإنّ المشاركة الجماهيرية الأنتخابية هي شرٌّ لا بدّ منه في هذا الظرف السياسي العراقي المحفوف بالحافّاتِ الحادّة .! , وهم على دراية مسبقة بأنّ عدم المشاركة ليس في الصالح العام ايضاً , وهكذا فالمراهنة على بصيص افضل من حلكةٍ معتمة .!

الأجواء الداخلية والخارجية للعراق ليست بأجواءٍ انتخابية , ولا تتوفّر بيئة صحيّة – أمنيّة لذلك , فيوم امس الأول واثناء مطاردة وحدات عسكرية لمقاتلي الدواعش شمال كركوك , فتحت قوات البيشمركة نيران اسلحتها على هذه الوحدات بسبب اقترابها مما يسمى ” بالخط الأزرق ” او حدود الأقليم , بالأضافة الى ماجرى خلال الأسابيع الماضية من عمليات تفجير وخطف وقتل في طوزخورماتو وعلى طريق كركوك – بغداد , ولا نعدد هنا كافة الحوادث والأحداث , وبجانب ذلك افرز نشاط وزارة الداخلية واجهزتها الأستخبارية على القاء القبض على اعداد كثيرة من العصابات الأجرامية ومن قيادات االدواعش منذ بدء هذا العام والى غاية اليوم . اللواء قائد شرطة البصرة صرّح يوم امس أنّ الأجهزة الأمنية تلقي القبض يومياً ! على 15 – 10 من تجّار ومدمني المخدرات , وهنالك حالاتٌ مماثلة وبمستوى أقل في محافظات أخرى , واذا ما تجاوزنا هنا الوضع السياسي المتأزّم مع حكومة الأقليم وحزبها , وبالأنعطاف على التهديدات التركية حول جبل سنجار , والغارات الجوية التركية في شمال العراق , ثم بالمرور على تدخّل بعض دول الجوار في الشأن العراقي وخصوصاً التدخل الأمريكي من زوايا محددة وانحيازهم الواضح والفاضح الى الحزب الديمقراطي الكردستاني والبيشمركة , ومع القيود العسكرية الأمريكية على الدولة العراقية , واذا ما اضفنا لكلّ ذلك ما تبثّه نشرات الأخبار وتعرضه القنوات الفضائية حول عملياتِ تزويرٍ وبيع وشراء للبطاقات الأنتخابية مع ما يرافقه من شراسة المنافسة بين السياسيين المترشحين للأنتخابات والتي وصلت الى حدّ التسقيط السياسي المبتذل والحروب الشعواء لجيوشهم الألكترونية الفتاكة , فهل هذه أرضيّة واجواء وانواء انتخابات .!

يقيناً لو انّ ما يجري على الساحة العراقية قد حصل في دولةٍ اخرى لتأجّلت الأنتخابات هناك على الفور , لكنه في العراق فذلك محال , ولا تقبل احزاب الأسلام السياسي بتمديد ولاية العبادي ولو لستة شهور ريثما يهدأ الوضع الأمني ولو قليلاً .!