شكراً … القائد العام للقوات المسلحة
بقرارك قد ألهبت المشاعر واستنهضت الشعب العراقي من سباته وأيقضته من نومته
نعم … كانت هنالك غمامة قد حجبت أنوار الشمس فاختنقنا بالظلام
واليوم قد انقشعت تلك الغمامة وهي لابد لها ان تنقشع مهما طال الزمن … وها هي قد انجلت رغم تغوّل الأشرار وعنادِ إراداتهم
فإن هذا هو رمزنا نتفاخر به وتلك هي رموزكم التي دنّست أرضنا
أخرجوا رموزكم فلنا رموزنا … وأخرجوا نفاياتكم وحثالاتكم وحظائر بهائِمكم فاننا نمتلك العرين والضراغم
وعليكم أن تعرفوا أن الساعدي ليس له عذوبة في صوته
بعد أن أصبح صوته حشرجات بما استنشقه من كثافة أدخنة السلاح
ولم يمتلك (كرشاً) ولا (براطماً) ولا خدوداً (ملغلغة) ولاجيوباً ثقيلة ولم يتلوث بالممنوعات
إنما هو شاحب الوجه من غبار المعارك في الذود عن أهله ووطنه ومن هول القتال
أيها الساعدي … قد حان الوقت أن نستميحك في أن نستعير رتبتك الكريمة لنضعها على أكتافنا وتكون وسام شرف لنا
ونستعير وشاح بطولاتك لنتقلد به فخراً على صدورنا
ونسير جمعاً موحداً لانرفع غير العلم العراقي
ولانردد غير النشيد الوطني
ونكتب على جباهنا إسمك عنواناً لكرامتنا
ونحتشد في سُوحِ التحرير في جميع العراق
ونهتف بأعلى أصواتنا
هذا هو العراقي
أنت لم تكن نبياً إنما أرفعُ مقاماً وأسمى من الأنبياء
فإن جميع الأنبياء لهم حواريين ولديهم أنصاراً وأوصياء
يدعون لهم ويرّوجون لأفكارهم ويفرضون حُبّهم بالتهديد والإغواء والإغراء
وأنت لاتملك نفوذاً ولم تفرض حُبّك ولم تعزّز مواقفك بالسيف والمعارك واللف والدوران
لم تملك فضائية تُمجّد في إسمك او ترفع من شأنك
ومع ذلك فان جميع الشعب يحبونك باستثناء الدُخلاء
اليوم لانحتاج الى حامض الـ(DNA) للاختبار فقد أصبح لدينا مختبراً لمعرفة الشرفاء
اليوم نعرف أن جميع الشعب شرفاء عدى (فئة مارقة) خارجة عن أصالتنا لاتلتقي معنا في الأرض والدماء
نعم كانت الفئة المارقة ولاتزال لها قوة تستمدها من غدرها وحقدها وسَوادِ أفكارها التي تستلهمها بعد أن ترعرت في أحضان أسيادها وكانت لهم مأجورة في العلانية والخفاء
وقد فتكت بشرفائنا وقتلت فلذات قلوبنا وهتكت أعراضنا ونشرت الدمار في ربوعنا
أيها الساعدي … نحن لانريد ولانتمنى منك أن تقف يوماً لتتقدم لنا بالشكر والثناء
فقد سبقتنا بمواقفك وفضلك وسخاء تضحياتك واليوم علينا نحن أن نقوم بما قمت به
واعلم أن شكرك لنا يحرجنا ويجعل الحياء يتغلب علينا لانه يحتاج منا الى شكرٍ لانستطيع له الوفاء !
اليوم جميع العالم ينظر الينا ليعرف حقيقة شعب العراق وأصالته فان الهزّة التي أحدثها في مناصرته وتأييده لقائد وطني عراقي يتأرجح من هولها (مقياس رختر) لانها في عنفوانها فاقت مستوى قراءاته لتصبح ملحمة يتغنى بها الأحرار والشرفاء
إن الساعدي عندما أتيحت له الفرصة ودعت اليه الحاجة قد أثبت جدارة في مواقفه وثباتاً في مبادئه وشهامة في أخلاقة ونموذجاً في نُبله وتواضعه وشجاعة قلّ نظيرها وكان مؤهلاً وكفوءاً ومخلصاً
وعلينا ان نعرف أن العراق لايقتصر على الساعدي وحده إنما هنالك لاحصر لكثرتهم ولاحدود لعددهم من العراقيين المخلصين الشرفاء الذين ساهموا معه والذين ينتظرون دورهم عندما تحين الفرصة لهم وتتاح المواقف فانهم سيُجسّدون الوفاء لوطنهم والاخلاص لشعبهم والمروءة في الأخلاق.