17 نوفمبر، 2024 2:39 م
Search
Close this search box.

هذا هو إكسير الحياة … الغلوتاثايون

هذا هو إكسير الحياة … الغلوتاثايون

الغلوتاثايون … يحق لي أن أسميه “إكسير الحياة”، فهو أهم مضاد للأكسدة في الجسم وأكثرها فعالية. ومضادات الأكسدة هي المواد التي تقلل الإجهاد التأكسدي من خلال مكافحة الجذور الحرة في الجسم والتي تسبب زيادتها الشيخوخة والأمراض. فبينما توجد معظم مضادات الأكسدة في الأطعمة التينتناولها، ينتج الجسم الغلوتاثايون، وهو مصنوع أساسا من ثلاثة أحماض أمينية: الغلوتامين، الغلايسين والسيستايين. وهناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى استنفاد مستوى الغلوتاثايون في الجسم، بما في ذلك سوء التغذية والسموم البيئية والغذائية الكيمياوية والأمراض المزمنة والعدوى والضغط المستمر.ومن المعروف أيضًا أن الغلوتاثايون ينخفض ​​مع تقدم العمر حيث يسبب الشيخوخة بوقت مبكر إن لم يتم الحفاظ على مستويات طبيعية منه في الجسم.والحفاظ على مستويات كافية من مضادات الأكسدة أمر مهم للغاية لصحة أجسامكم وطول أعماركم. وفيما يلي 10 من أفضل الطرق لزيادة مستويات الغلوتاثايون بشكل طبيعي:

1. تناول الأطعمة الغنية بالكبريت

الكبريت معدن مهم يوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة النباتية والبروتينية. إنه مطلوب لبنية ونشاط البروتينات والإنزيمات المهمة في الجسم. والجدير بالذكر أن الكبريت مطلوب لتخليق (صنع) الغلوتاثايون. كما وجد الكبريت في اثنين من الأحماض الأمينية في الطعامالميثيونين والسيستايين، وهو مشتق بشكل أساسي من البروتينات الغذائية، مثل لحوم البقر والأسماك والدواجن. ومع ذلك،هناك مصادر نباتية للكبريت أيضًا، مثل الخضروات الصليبية مثل البروكلي،وبراعم بروكسل، والقرنابيط، واللفت، والجرجير، والخردل الأخضر. وقد وجدتعدد من الدراسات على البشر والحيوانات أن تناول الخضروات الغنية بالكبريتيقلل من الإجهاد التأكسدي عن طريق زيادة مستويات الغلوتاثايون. كما تعمل خضروات الأليوم، بما في ذلك الثوم والكراث والبصل، على زيادة مستويات الغلوتاثايون، وعلى الأرجح بسبب مركباتها التي تحتوي على الكبريت .

2. زيادة تناول فيتامين C

فيتامين C هو فيتامين قابل للذوبان في الماءو يوجد في مجموعة متنوعة من الأطعمة، وخاصة الفواكه والخضروات مثل 

الفراولة والحمضيات والبابايا والكيوي والفلفل هي أمثلة على الأطعمة الغنية بفيتامين C. وهذا الفيتامين له العديد من الوظائف، بما في ذلك العمل كمضاد للأكسدة لحماية الخلايا من الأكسدة. كما أنه يحافظ على إمداد الجسم بمضادات الأكسدة الأخرى، بما في ذلك الغلوتاثايون. هذا وقد اكتشف الباحثون أن فيتامين C يساعد على زيادة مستويات الغلوتاثايون من خلال مهاجمة الجذور الحرة أولاً، وبالتالي الحفاظ على الغلوتاثايون. كما وجد أيضًا أن فيتامين Cيساعد في إعادة معالجة الغلوتاثايون عن طريق تحويل الغلوتاثايون المؤكسد إلى شكله النشط. وفي الواقع، وجد الباحثون أن تناول مكملات فيتامينC  يزيد من مستويات الغلوتاثايون في خلايا الدم البيضاء لدى البالغين الأصحاء. 

في إحدى الدراسات، تناول البالغون 500-1000 ملغم من فيتامين C يوميًا لمدة 13 أسبوعًا، مما أدى إلى زيادة بنسبة 18٪ من الغلوتاثايون في خلايا الدم البيضاء. وأظهرت دراسة أخرى أن تناول 500 ملغم من مكملات فيتامين C يوميًا زاد من الغلوتاثايون في خلايا الدم الحمراء بنسبة 47٪.

3. إضافة الأطعمة الغنية بالسيلينيوم إلى نظامك الغذائي

السيلينيوم معدن أساسي وعامل مساعد للغلوتاثايون، مما يعني أنه مادة ضرورية لنشاط الغلوتاثايون. إن بعض أفضل مصادر السيلينيوم هي لحم البقر والدجاج والأسماك واللحوم العضوية والأرز البني والمكسرات البرازيلية. فمن خلال زيادة تناولكم للسيلينيوم، فإنكم تساعدون في الحفاظ على أو زيادة إمداد الجسم بالغلوتاثايون. إن الكمية الغذائية الموصى به (RDA) للسيلينيوم للبالغين هو 55 مايكروغرام. ويعتمد هذا على الكمية اللازمة لتعظيم إنتاج الغلوتاثايون بيروكسيديز .

لقد بحثت إحدى الدراسات في آثار مكملات السيلينيوم على 45 شخصا بالغًا يعانون من أمراض الكلى المزمنة، وتلقى كل منهم 200 مايكروغرام من السيلينيوم يوميا لمدة ثلاثة أشهر. ومن المثير للاهتمام أن كل مستويات الغلوتاثايون بيروكسيديز لديهم زادت بشكل ملحوظ. هذا وأظهرت دراسة أخرى أن تناول مكملات السيلينيوم يزيد من مستويات الغلوتاثايون بيروكسيديز في المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى. ومرة أخرى، تضمنت الدراسات المذكورة أعلاه المكملات الغذائية، بدلاً من الأطعمة الغنية بالسيلينيوم. فبالإضافة إلى ذلك، من المهم ملاحظة أن مستوى المدخول العلوي المقبول (UL) تم ضبطه عند 400 مايكروغرام في اليوم. وبالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء، فإن تناول نظام غذائي متوازن من الأطعمة الغنية بالسيلينيوم سيضمن مستويات كافية من السيلينيوم – وبالتالي مستويات الغلوتاثايون الصحية.

4. تناول الأطعمة الغنية بالغلوتاثايون بشكل طبيعي

ينتج جسم الإنسان الغلوتاثايون، ولكن هناك أيضًا مصادر غذائية له. وتعد السبانخ والأفوكادو والهليون والبامية من أغنى المصادر الغذائية. ومع ذلك، فإن الغلوتاثايون الغذائي يمتص بشكل بطيئ من قبل جسم الإنسان، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لطرق الطهي والتخزين أن تقلل من كمية الغلوتاثايون الموجودة في الطعام. وعلى الرغم من تأثيرها المنخفض على زيادة مستويات الغلوتاثايون، إلا أن الأطعمة الغنية بالغلوتاثايون تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر الأطعمة الغنية بالغلوتاثايون لديهم مخاطر أقل للإصابة بسرطان الفم.

5. المكملات الحاوية على بروتين مصل الحليب

يعتمد إنتاج الجسم للغلوتاثايون على بعض الأحماض الأمينية. فالحامض الأميني المسمى بالسيستايين هو حامض أميني مهم بشكل خاص يشارك في تخليق الغلوتاثايون. وقد تزيد الأطعمة الغنية بالسيستايين، مثل بروتين مصل الجليب، من إمداد الغلوتاثايون لديك. في الواقع، تدعم الأبحاث هذا الادعاء بقوة، حيث وجدت العديد من الدراسات أن بروتين مصل الحليب يزيد من مستويات الغلوتاثايون، وبالتالي يقلل من الإجهاد التأكسدي.  

6. تناول مكملات شوك الحليب

تعتبر مكملات شوك الحليب طريقة أخرى لزيادة مستويات الغلوتاثايون بشكل طبيعي. يتم استخراج هذا المكمل العشبي من نبات شوك الحليب المعروف باسم Silybum marianum  . ويتكون شوك الحليب من ثلاثة مركبات نشطة،تُعرف مجتمعة باسم سيليمارين. حيث  يوجد السيليمارين بتركيزات عالية في مستخلص شوك الحليب وهو معروف جيدًا بخصائصه المضادة للأكسدة. وعلاوة على ذلك، قد تبين أن سيليمارين يسبب زيادة مستويات الغلوتاثايون ومنع استنزافه في التجارب المختبرية على الحيوانات. ويعتقد الباحثون أن سيليمارين قادر على الحفاظ على مستويات الغلوتاثايون عن طريق منع تلف الخلايا.

7. خلاصة الكركم

تم استخدام الكركم طبيا في الهند منذ العصور القديمة. والخصائص الطبية للكركم على الأرجح مرتبطة بعنصرها الرئيسي،   الكركمين. ويتركز محتوى الكركمين أكثر من ذلك بكثير في مستخلص الكركم، مقارنة بذلك الموجود في التوابل. فقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن مستخلص الكركم والكركمين لهما القدرة على زيادة مستويات الغلوتاثايون.فقد إستنتج الباحثون أن  الكركمين الموجود في الكركم يساعد في استعادة مستويات كافية من الغلوتاثايون وتحسين نشاط إنزيمات الغلوتاثايون.

ولتجربة زيادة في مستويات الغلوتاثايون، ستحتاج إلى تناول خلاصة الكركم،حيث سيكون من الصعب للغاية استهلاك نفس مستويات الكركمين مع توابل الكركم.

8. قسطٍ كافٍ من النوم

الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة أثناء الليل أمر ضروري للصحة العامة. ومن المثير للاهتمام أن قلة النوم على المدى الطويل تسبب الإجهاد التأكسدي وحتى الاختلالات الهرمونية. وعلاوة على ذلك، أظهرت الأبحاث أن قلة النوم المزمنة تقلل من مستويات الغلوتاثايون. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة قيس فيها مستويات الغلوتاثايون في 30 شخصًا سليمًا و 30 شخصًا يعانون من الأرق أن نشاط الغلوتاثايون بيروكسيديز كان أقل بشكل ملحوظ في أولئك الذين يعانون من الأرق. كما أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الحرمان من النوم يؤدي إلى انخفاض مستويات الغلوتاثايون. لذلك، فإن التأكد من حصولك على نوم جيد ومنعش كل ليلة سيساعد في الحفاظ على مستويات مضادات الأكسدة وتعزيزها.

9. ممارسة الرياضة بانتظام

لطالما أوصى مقدمو الرعاية الصحية بالنشاط البدني المنتظم. فليس من المستغرب أن تكون التمارين مفيدة لصحتك الجسدية والعقلية. حيث تظهر الأبحاث الحديثة أن التمرين مفيد أيضًا في الحفاظ على مستويات مضادات الأكسدة أو زيادتها، وخاصة الغلوتاثايون. ولكن مع ذلك، فإن الرياضيين الذين يفرطون في التدريب دون الحفاظ على التغذية الكافية والراحة قد يتعرضون لخطر انخفاض إنتاج الغلوتاثايون. لذلك، يجب التأكد من دمج النشاط البدني في الروتين المعتاد بطريقة تدريجية ومعقولة.  

10. تجنب شرب الكثير من الكحول

ليس من المستغرب أن ترتبط العديد من الآثار الصحية الضارة بالإفراط في تناول الكحول. فعادة ما يرتبط إدمان الكحول بأمراض مثل تليف الكبد وتلف الدماغ والتهاب البنكرياس. في حين أنه ليس معروفًا جيدًا، فإن تلف الرئة هو أيضًا أحد الآثار الضارة لإدمان الكحول. ومن المحتمل أن يكون هذا مرتبطًا بنضوب مستويات الغلوتاثايون في الرئتين. هذا وتتطلب المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين الغلوتاثايون لتعمل بشكل صحيح. في الواقع، الرئتين السليمتين تحتويان على الغلوتاثايون بما يصل إلى 1000 مرة أكثر من أجزاء الجسم الأخرى. من المرجح أن يكون استنفاد الغلوتاثايون في رئتي مدمني الكحول بسبب الإجهاد التأكسدي الناجم عن تعاطي الكحول المزمن. لقد حددت الأبحاث انخفاضًا بنسبة 80-90٪ في مستويات الغلوتاثايون في الرئة لدى أولئك الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكحول بانتظام. وبالتالي، فإن الحد من تناول الكحول يساعد في الحفاظ على مستويات الغلوتاثايون الصحية.

وأرجو الله لكم الشباب الدائم والعمر الطويل

بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية، وخبير بالتغذية العلاجية

[email protected]

أحدث المقالات