23 ديسمبر، 2024 2:52 م

أنا على يقين تام بأن دولة رئيس الوزراء عندما سمع بنبأ مقتل إعلامي عراقي لم يدن الجريمة لإنها جريمة حالها حال مئات الجرائم اليومية التي تحدث في العراق , بل راح يسأل عن هوية المقتول أولا والى أية طائفة وأي مذهب يعود ! ثم ذهب بنفس السؤال عن هوية القاتل ومذهبه وطائفته

وبما إن الجواب قد أتاه ليخبره إن القاتل من الأكراد فأخذ يدندن في نفسه إنها الهدية الذهبية التي جاءت في وقتها , ففي هذه الحادثة تناسى دولته الخلاف الطائفي لأنه يدرك بأن الأكراد لايعترفوا بالطائفية ويكاد يكون الإختلاف الطائفي معدوما هناك فأثار المشاعر القومية ومايسمى الصراع العربي _ الكردي

لوكنا كعراقيين نعرف عن دولته الدفاع الشديد عن الصحافيين العراقيين وحبه الشديد لهم وله مواقف مشرفة تجاههم ويحظون بإهتمام شديد من قبل دولته لقلنا بأن الرجل هذا هو ديدنه لأنه يعتبر الصحافة في العراق خط أحمر وهو الأولى بأخذ الثأر من كل الذين يحاولون الإساءة الى أي صحافي عراقي
لوكان كذلك لماسمعنا منه الإتهام المتكرر للصحافة وإنها تقف الى جانب الإرهاب وماشابه ذلك من تلك الإتهامات ولما سمعنا منه إغلاق العديد من مكاتب القنوات العراقية ومنعها من البث داخل بغداد وبقية المحافظات ولما سمعنا منه إصدار مذكرات قبض بحق صحافيين عراقيين لمجرد لديهم آراء تختلف عن آراء حكومته

قبل فترة قصيرة أعلن عن زميلين قد إستشهدا وهما يعملان في قناة العراقية وهي القناة المقربة جدا من قبل دولته لم نسمع حدة بكلامه مثلما نسمعها  الآن ؟ ولم نسمع منه إعلان الحداد على مقتل الزميلة أطوار بهجت ولا نورس النعيمي وغيرهم من الإعلاميين الذين إستشهدوا ولم نسمع من دولته بأنهم حظوا بإهتمامه شخصيا مثلما حظى الشهيد محمد بديوي رحمه الله

يادولة رئيس الوزراء أطلب منك أن تدع شهيدنا البطل يدخل الى قبره وهو مرتاح البال فتصريحك هذا لم يحظَ بتأييد شهيدنا وأنا أعتقد بأنه الآن ناقم عليك لأنه لايريد أن تستغله لدواع إنتخابية تصب بمصلحتك

عليك أن ترعى كافة الناس وعليك أن تحقق الأمن لجميع المواطنين العراقيين وتترك العزف على إثارة مشعارهم متى ماأقتضت مصلحتك , عليك أن تعرف إن العراقيين قد
عرفوا وحفظوا ممارساتك فقد تنجح في إثارة الرعاع لكن الناس الواعية أكثر بكثير من أولئك الذين تعتمد على عواطفهم وغرائزهم .
[email protected]