18 نوفمبر، 2024 12:28 ص
Search
Close this search box.

هذا ما يحصل في العراق ؟

هذا ما يحصل في العراق ؟

منذ أسابيع ثلاث و لحد الآن تشهد الساحة العراقية حراكا  شعبيا واسعا هز العملية السياسية بعنف و أرجف جميع السياسيين في العراق و خاصة المشاركون بالعملية السياسية  و حكومتها التي أوصلت العراق إلى ما وصلت أليه من فساد و أفساد في كافة المجالات و أصبح العراق يحتل المراتب  الأخيرة في  الأمن  و الخدمات و الجريمة  و أصبحت بغداد من أسوأ مدن العالم استنادا إلى تقييمات دولية .. كما تشهد  مبادئ حقوق الإنسان في العراق  خروقات كبيرة ترتكب من قبل أجهزة  الدولة المختلفة بحق  أبناء الشعب  و خاصة الأمنية منها في  السجون ألسرية و العلنية أو غيرها من دهاليز الدولة ..  و نتيجة للكبت الكبير الذي تتعرض له بعض محافظات العراق و تهميشها و إهمالها  فقد كان هذا الحراك.

خرجت الآلاف المؤلفة من أبناء محافظات نينوى و صلاح الدين و الأنبار و في العديد من أقضية و نواحي تلك المحافظات تطالب بحقوقها و لاتهمها أن كانت هذه الطلبات من اختصاصات الحكومة أو مجلس النواب أو القضاء العراقي   و هي فقط تطالب برفع الحيف عنها , و قد ردت الأحزاب السياسية الماسكة للسلطة بعدم شرعية و دستورية تلك  المطالب  و وصف السيد رئيس الوزراء المتظاهرين  بأنهم  بعض الآلاف و اتهمهم بأنهم من البعثيين و القاعدة و الإرهابيين و وصف أيضا شعاراتهم و مطالبهم بالنتنة  و أن من خرج في هذه التظاهرات خرج بفعل المال الوسخ الذي يتلقونه من الخارج ..  وقد مارست أحزاب السلطة ضغوطا على أنصارها و مؤيديها  لتنظيم مظاهرات مضادة  و لم  تفلح تلك الأحزاب إلا بإخراج أعداد محدودة تندد بمطالب تظاهرات الأنبار و نينوى و صلاح الدين و غيرها باعتبارها شعارات  طائفية تدعوا إلى أطلاق سراح المجرمين و أعادة البعث ..  و لم يكتفوا بهذا فقط فقد تعدى ما تقوم به  الحكومة و أحزابها من أفعال مضادة للتظاهرات المذكورة عندما خرج على الأعلام قائد أحدى الجماعات المسلحة الموالية للحكومة تهدد بإبادة كل من انتمى لحزب البعث و تطالب بإعدام المحكومين ..

كما ذكرت أنباء تفيد بقيام السلطة بتحريك قواتها من الجيش و الشرطة نحو مراكز تجمعات هذه التظاهرات  و قطع الحدود مع الأردن و قيام عناصر من مختلف المليشيات المسلحة بالتواجد في العديد من  نقاط التفتيش في بغداد و التي تسببت إجراءات التفتيش فيها إلى زحام شديد في حركة المرور في معظم أنحاء بغداد .

و الذي يحصل في العراق كما شاهدناه و ذكر آنفا و خاصة المطالب المشروعة كما يراها المنصفون و المحايدون التي خرجت لتحقيقها تظاهرات الأنبار و نينوى و صلاح الدين و ديالى و التي لقيت مساندة من العديد من قبائل و عشائر العراق من سكان المحافظات الجنوبية  هي مطالب تعبر عن إرادة شعبية ,  و بما أن الدستور ينص على أن الشعب هو مصدر السلطات فلا بد للحكومة و مجلس النواب و القضاء إلا أن يستجيب لها و بسرعة و ليس من مصلحة الحكومة إتباع الطرق الطائفية  و تسخير من استمالتهم إلى جانبها بشعارات طائفية أو شراء ذممها بالمال الحرام المسروق من قوت الشعب الذي يتضور الملايين  منه من الجوع و الحرمان أو  من ساومتهم  بملفات إرهاب ضدهم  لأن المطالب المرفوعة و خاصة فقدان الأمن و خرق مبادئ حقوق الإنسان و الحرمان  و سؤ الخدمات  و الفساد في كل أنواعه  و التوقف عن نهب المال العام  هي مطالب كل  مواطن عراقي مهما اختلف دينه أو طائفته  أو محافظته و هذا الشعب و بهذا الحراك سوف ينتزع حقوقه  كاملة و يقرر ما يريد و يرفض ما تفرضه عليه السلطة  و خاصة إنها متهمة بتنفيذ أجندات أجنبية تحاول الثأر من  هذا الوطن و أبنائه ,  كما  سوف لن تستطيع هذه الحكومة استخدام  جيوشها الطائفية للتعرض و ضرب المتظاهرين لأن ذلك سيجعل الشعب يهب من أقصاه إلى أقصاه و يحقق ما يريد و ستكون نهاية من يقف  ضد إرادة الشعب هي لقائهم  مصيرهم المحتوم أمام المحاكم العراقية أو الدولية و سيدفع كل من تسبب بإراقة الدم العراقي  ثمنه باهظا .

أحدث المقالات