سنة ونصف السنة منذ صدور فتوى السيد السيستاني لتظهر الى العلن قوة لم تكن بحسابات المتصيدين والمخططين في البيوت والقاعات البعيدة عن العراق , ولم تكن هذه القوة المتمثلة بالحشد الشعبي قد مر عليها عام واحد لتبدأ بتسطير انتصارات اذهلت وأرعبت المتابعين للشأن العراقي اعادت الى الحاضرة العراقية مدن كبيرة وقرى وطرق لايمكن الحديث عنها الا قبل ثلاث سنين كما توقع البنتاغون الامريكي للدرجة أن اختصاصي تقدير قوة الجيوش صنفوا قوات الحشد الشعبي بالمرتبة الخامسة وجعلوها في مصاف القوات الضاربة العالمية الامريكية والروسية والكندية والاسبانية ..
منذ اليوم الاول لسقوط مدن العراق كالموصل وتكريت وديالى والرمادي والفلوجة بيد قوات داعش ظهرت الى العلن تصريحات لم يألفها الشعب العراقي ولا حتى الحكومة وفاجأت تلك التصريحات وأرعبت العراقيين وملئت القلوب رعبا بمستقبل العراق حتى أن الكثير من الناس بدأ يفكر بطريقة غريبة اقرب من الهروب الى المجهول منها الى التمسك بالوطن ومحاربة داعش والصمود بوجهها كانت الماكثة الاعلامية لهذا البعبع اقوى حتى من قوة داعش وتسير بسرعة اكبر من سرعة داعش وهي تسقط المدن الواحدة تلوى الاخرى ..
في الوقت عينه بدأت الاصوات تتعالى بالمرحلة الجديدة لعراق مختلف عما هو عليه قبل سقوط الموصل بعضهم قسمه على هواه وبعضهم اسقط أمة عمرها آلاف السنين وبعضهم رسم خريطة وبدأ يتحدث عنها بوقاحة وخسة على قنوات اعلامية مغرضة ,,هكذا الحال بدا يسير وبسرعة صاروخية نحو الانهيار وبدأت مدينة بغداد العاصمة ترزم ممتلكاتها لتهرب الى الضياع وربما الى الهاوية الجميع يتحدث عن سقوطها ,,وكأن الامر بات قاب قوسين او أدنى من المغادرة والقبول بما يريدونه وما خططوا له ولايمكن العودة الى ما قبل هذه الاحداث اصبح العراق حديث الساعة اينما تولي وجهك تسمع الخوف والرعب والمجهول والتحليلات الرهيبة وكل يدلوا بدلوه وهو يمسك بسكينه ..
الى هنا والعراقيين كانوا ينتظرون أمرا ما لابد ان يحصل ليولد من ركام تلك المأساة يولد من رحم مصاب بالسرطان والرهاب امرا ربما يولد او ربما يولد مشوها لانفع فيه وهكذا ولدت قوة بفتوى رجل الدين العراقي السيد السيستاني افتى بوجوب الجهاد الكفائي للحفاظ على العراق من السقوط وهكذا ولد الحشد الشعبي قوة لم تكن بالحسبان لا للعدو ولا للصديق ولم يتوقع احد ان تعاد الامور الى نصابها والى اعادة الثقة وأن الرحيل لم يحن بعد وأن ما حصل ممكن اعادته الى وضعه الطبيعي ,,بدأت المعركة مع الدواعش من جهة ومع رجال الخيانة وأصحاب الاجندات المهللين والمستوردين لأفكار الدول الجارة والبعيدة التي عزمت على تغيير الخارطة العراقية .
اليوم يمر هذا المولود النقي والصادق بمرحلة ربما هي من الخطورة بمكان تعادل خطورة الدواعش تلك هي الحرب المستعرة ضده اعلاميا واقتصاديا وحكوميا ايضا فلقد منعت عنه المساعدات وقطعت رواتب مقاتليه وتوقف الدعم اللوجستي فبات هؤلاء المقاتلين الاشداء يعانون الكثير من ظلم الحكومة من جانب وظلم الاعداء الاوائل له من جانب حددوا مسيرته ومنعوه من القتال لتحرير المدن وأمروه من التقدم والتحرك لتحرير المدن وهو قادر على ذالك حتى أن المرء ليكتشف بسهولة العداء السافر للحشد الشعبي من قبل المتنفذين من السياسيين وبدأوا يلعبون لعبتهم القذرة الجديدة لفت عضدة ولي ساعده بتلك الألاعيب المشبوهة نسوا هؤلاء ان ما حققه الحشد الشعبي يفوق حتى ما يفكرون به مجرد التفكير لأنهم لايستوعبون تلك الانتصارات لعظمها وعلو شأنها فبات الحشد بالنسبة لهم بمثابة السكين الناصل على رقابهم وهم لايمكن أن يعدوا في سنة ونصف السنة انجازات الحشد الشعبي وما حرر من المدن العراقية والقرى ..
من خلال تلك السنة والنصف حرر الحشد الشعبي الفقير بمؤونته وأمكانياته الغني برجاله وعقيدته أكثر من تسعة عشر مدينة عراقية هي , ((آمرلي ,العظيم, سليمان بيك ,أنجانة , جرف الصخر ,جلولاء ,,المقدادية ,السعدية ,بلد ,يثرب ,الاسحاقي ,عزيز بلد ,سيد غريب ,الدور ,العلم ,العوجة ,تكريت ,الحجاج ,بيجي )), وفتح طرق وأمن مسارات تربط بين تلك المدن بعضها عن بعض وأزال من الالغام والمفخخات من البيوت والدور ما لايمكن حسبانه وأعاد الالاف من العوائل الى مدنها ..وحرر الحشد الشعبي اكثر من خمسين قرية تحيط بتلك المدن ومن هذه القرى
((شكر، رويرزات أوجبته، الكطة، البوغنام، خاصة دارلي ينگجة، ألسلام الحليوة ألكبيرة الحليوة ألصغيرة خامشلي، البو رضا قره ناز، بروجلي، ألبوحسن ألكبير بير احمد الكبير الفاضلية، الحجير، ألفارسية البهبهان، السعيدات، العويسات
قره تبه، امام ويس، سيد جابر، سد الصدور، جميلة، مرجانة، ربيضة
الحظيرة ألشرقية الحظيرة ألغربية تل ألذهب البوحشمة، ألجمعية دور البكر
مكيشيفة، الزلاية، العوينات، البومطيري، ألبو طه ألرشاد ابراهيم بن علي، الضابطية، شيخ عامر، النباعي، صدامية ألثرثار بنات الحسن ألمزرعة البعيجي، الشويش، الهنشي، البوجواري ))..
وأن هذه المدن والقرى كانت تشكل بمجموعها هلالا يطوق بغداد لتوشك ان تسقط بسياسييها وأهليها وأن مساحة هذه المدن والقرى تزيد عن 17500 كم2 ، بما يزيد عن ثلث المساحة التي سيطر عليها داعش!!
وان الحشد قدم خلال معارك التحرير قرابة الاربعة آلاف شهيد وضعف هذا العدد من الجرحى!!
وبعد هذا كله…
ألا تعتبرون ان التضييق على الحشد خيانة وعظمى
وأن قطع رواتب مقاتليه وذوي شهدائه او تقليصها مؤامرة كبرى ؟؟
وأن التآمر عليه والتخطيط لتفتيته وتذويبه خسة ونذالة وطغيان
لماذا الخشية من قوات الحشد الشعبي ؟ ام لماذا كل هذه الكراهية لتلك الجموع المقاتلة ومن فقراء العراق ورجاله الاشداء ومن اي شيء تخافون أنهم يقاتلون عنكم بالنيابة ويدفعون الثمن غاليا ارواحهم ودمائهم وخوف عوائلهم الفقيرة لا لشيء فقط ليبقى هذا الوطن كما هو وتبقون أنتم على تلك الكراسي تسرقون بأموالهم واليوم تفكرون بتفتيت وتشتيت الحشد الشعبي بدون ان تفكروا عن بدائله ليحمي العراق .. هل لدينا جيش جاهز عقائدي ليغير معادلات وطموحات الغرباء ..
الجواب لا ابدا لماذا اذن كل هذه المطالبات ..ان الحديث بهذه الصورة السخيفة عن قوات وطنية عراقية خالصة لم تاتي من الشيشان ولا من افغانستان ولا من الصين او اوربا حديث ينم عن الخيانة العظمى التي انتم اسقطتوا انفسكم في مستنقعها
[email protected]